أبها ـ مرعي عسيري تشهد محافظة رجال ألمع هذه الأيام كثافة في اعداد الزوار، ومن المعالم البارزة في المحافظة قرية رجال ألمع التراثية وهي بمثابة أعجوبة تاريخية وقد تم تسليم ملفها إلى مركز التراث العالمي في اليونسكو ، وتستقطب القرية الزوار على مدار العام خصوصا لما تتمتع به من طراز معماري متفرد. وقد تم تنفيذ طلبات منظمة اليونسكو بوضع اضافات تراثية في مجلس القرية الذي شيد مؤخراً بنفس طبيعة القرية واحتوى على تراث “القط” العسيري واثاثه. تضم القرية عدة مباني تتكون من عدة طوابق وبعضها يصل إلى ثمانية طوابق وهي مبنية بالحجارة ولها نوافذ خشبية ملونة. تحتوي المباني بداخلها على نقوش تظهر على الجدران الداخلية للغرف ويعرف الفن المستخدم في تلك النقوش بمسمى “فن القَط ” حيث يتم فيه وضع أشكال وألوان متناسقة وعادة ما تقوم به نساء القرية. يوجد في الساحات الخارجية للمنازل بعض الكراسي الخشبية والمفروشة بالحصير، ذات القوائم الملونة بالأخضر والأبيض والأصفر والأحمر، كما توجد كذلك على النوافذ والأبواب الخشبية. وتبعد قرية رجال ألمع عن مدينة أبها بحوالي 52 كم باتجاه الغرب ويعود تاريخ بنائها إلى نحو 900 عام ، وكانت القرية نقطة مهمة، تربط بين القادمين من اليمن وبلاد الشام مروراً بمكة المكرمة والمدينة المنورة، الأمر الذي جعلها مركزاً تجارياً هاماً. وتتكون القرية من نحو 60 مبنى مشيدا من الحجارة الطبيعية والطين والأخشاب، ويضم الموقع متحفاً قام بإنشائه أهالي القرية. المتحف يسمى بمتحف رجال ألمع التراثي ومقره في قصر آل علوان وقد تم اختياره كونه يضم عدة طوابق كما يرجع تاريخ بنائه إلى أكثر من أربعة قرون، وقد مر القصر بأعمال ترميم شارك فيها أهالي القرية ، ويتم في المعرض عرض تراث وآثار ومقتنيات القرية الفريدة من مخطوطات وأدوات وأسلحة، حيث يضم أكثر من ألفي قطعة آثرية ومخطوطة متوزعة على19 قسماً بالمتحف وبه قطع نادرة د والمتحف كان النواة الأولى للقرية. ومن عناصر الجذب للقرية أنها محاطة ببانورما الطبيعة الساحرة وتتضمن مسرحا مفتوحا لكل الفعاليات والحفلات ومسرح آخر داخلي للمحاضرات. يذكر أن القرية سبق أن استضافت مهرجان رجال الطيب ضمن مهرجان السوده الذي نظمته وزارة الثقافه قبل عامين واستمر لمدة شهر غير أنه تم تأجيله بسبب جائحة كورونا. شمل المهرجان أمسيات شعرية وعروضاً فلكلورية محلية للفنون الشعبية في أجواء مفعمة بالحيوية وعبق التاريخ والتراث، إضافة إلى تقديم عروض الإسقاط الضوئي المجسم التي تقام لأول مرة على مباني قرية رجال التراثية، والعروض الحية الجنوبية، إلى جانب السوق التراثي الذي اقيم فيه فيه عدة ورش لإنتاج المشغولات والحرف اليدوية مباشرة أمام الزوار بالطريقة التراثية القديمة، وشملت الحرف صناعة السبح، ورسم القط العسيري، وصناعة الخناجر، وصياغة الفضة، والخياطة، ومنتجات السعف والمنسوجات إلى جانب ذلك، واتاحت الفعاليات لاهالى قرية رجال عرض منتجاتهم المحلية ومنتجاتهم الطبيعية وحرفهم وقد شهد المهرجان اقبالا منقطع النظير من داخل وخارج المملكة.
مشاركة :