كشفت دراسة جديدة أن مفتاح إبطاء عملية الشيخوخة ربما يكمن في خلايا معينة في جهاز المناعة لدينا، تسمى الخلايا النخاعية. وتلعب هذه الخلايا دورا حيويا في محاربة العدوى والتخلص من البقايا، لكنها غالبا ما تتفوق مع تقدمنا في العمر، ما يتسبب في حدوث التهاب مزمن. وفي الدراسة، درس باحثون من "ستانفورد ميديسين" الخلايا النخاعية في الفئران، وكذلك الخلايا النخاعية في عينات من أشخاص تزيد أعمارهم عن 65 عاما وأقل من 35 عاما. وتوجد الخلايا النخاعية في الدماغ والجهاز الدوري والأنسجة الطرفية، حيث تؤدي دورا أساسيا في تنظيف الخلايا الميتة، وتوفير العناصر الغذائية للخلايا الأخرى، ومراقبة غزو مسببات الأمراض. ومع تقدمنا في العمر، تبدأ الخلايا النخاعية في التعطل، ما يؤدي إلى إلحاق الضرر بالأنسجة في هذه العملية. ومنع الباحثون تفاعل هرمون يسمى PGE2 ومستقبل على الخلايا النخاعية في الفئران والخلايا البشرية. وبشكل مثير للدهشة، كان هذا كافيا لاستعادة التمثيل الغذائي للشباب، واستعادة التدهور العقلي المرتبط بالعمر لدى الفئران المسنة. وأوضحت البروفيسورة كاترين أندريسون، أستاذة علم الأعصاب وعلوم الأعصاب وكبيرة معدي الدراسة: "إذا قمت بتعديل جهاز المناعة، يمكنك أن تزيل شيخوخة الدماغ". ويعد PGE2 هرمونا ينتمي إلى مجموعة تعرف باسم البروستاجلاندين، ويقوم بالعديد من الأشياء المختلفة في الجسم، اعتمادا على الخلايا التي يرتبط بها. وعلى سبيل المثال، عندما يرتبط PGE2 بمستقبل يسمى EP2 على الخلايا النخاعية، فإنه يبدأ نشاطا التهابيا داخل الخلايا. وفي الدراسة، وجد الباحثون أن الخلايا المأخوذة من الفئران الأكبر سنا والبشر الأكبر سنا، لديها أعداد أكبر بكثير من EP2 على أسطحها، كما أنها أنتجت المزيد من PGE2. ولسوء الحظ، نظرا لأن الهرمون يرتبط بهذه المستقبلات، فإنه يؤدي إلى زيادة الالتهاب، ما يتسبب في تلف الأنسجة السليمة. وأوضحت أندريسون: "هذا المسار القوي يدفع الشيخوخة. ويمكن تغييره". وباستخدام مركبين، منع الباحثون قدرة PGE2 على الارتباط بـ EP2، وتمكنوا من عكس هذا الالتهاب، بالإضافة إلى التدهور المعرفي المرتبط بالعمر. حتى أن الفئران الأكبر سنا كانت قادرة على الأداء أيضا في اختبارات الاستدعاء والملاحة المكانية، مثل الفئران الصغيرة. ويشير هذا إلى أن إعادة الخلايا النخاعية خارج الدماغ يمكن أن يكون لها تأثير كبير على ما يجري داخل الدماغ. ولسوء الحظ، لم تتم الموافقة على المركبات للاستخدام البشري، وربما يكون لها آثار جانبية سامة، وفقا للباحثين. ومع ذلك، يأمل الفريق أن يتمكنوا من توفير خارطة طريق لصناع الأدوية، لتطوير مركب آمن للبشر. المصدر: ديلي ميلتابعوا RT على
مشاركة :