في تطور مثير للاهتمام، كُشف النقاب للمرة الأولى أخيراً عن أن عميل الاستخبارات البريطاني غاريث ويليامز - الذي عُثر على جثمانه في داخل حقيبة في شقته اللندنية قبل نحو 5 سنوات – كان قد تسبب قبيل مقتله الغامض في إغضاب رؤسائه في جهاز «إم آي 6» بسبب إقدامه بطريقة غير قانونية ومن دون استئذانهم على ممارسة القرصنة الالكترونية ضد بيانات ومعلومات حساسة خاصة بالرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون. وكانت سلسلة من التكهنات ونظريات المؤامرة ثارت في أعقاب مقتل ويليامز في 2010، بعدما عثر على جثمانه محشورا داخل حقيبة في حوض الاستحمام في شقته، ومنذ ذلك الحين لم يتم حل لغز وفاته بتلك الطريقة الغامضة. ووفقا لما ذكرت صحيفة «صن أون صنداي» البريطانية أمس، فإنه اتضح أخيراً ان عميل الاستخبارات الذي كان في الحادية والثلاثين من عمره لدى مقتله، كان أثار غضب رؤسائه في جهاز الاستخبارات البريطاني بعد أن اكتشفوا أنه حصل عن طريق القرصنة الالكترونية غير القانونية على معلومات وبيانات حساسة خاصة بكلينتون، بما في ذلك قائمة ضيوف حفل كان من المقرر لكلينتون أن يشارك فيه من باب المجاملة لأحد أصدقائه. ووفقا للتقارير، فإن ما أقدم عليه ويليامز شكّل انتهاكا صارخا لصلاحياته الأمنية وأدى إلى إغضاب رؤساء جهاز «إم آي 6»، «لا سيما وأن ذلك الانتهاك أدى آنذاك إلى إثارة توترات بينه وبين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأميركية». وتكمن أهمية هذا الكشف غير المسبوق في أنه يفتح الباب أمام تكهنات جديدة مفادها أن مسؤولي جهاز «إم آي 6» ربما هم الذين أمروا بتصفية ويليامز للتخلص من المشاكل التي كان يمكن أن يخلقها لهم بسبب ما حصل عليه من معلومات حساسة. وكان مقتل ويليامز أحيط بعدد من التفسيرات ونظريات المؤامرة والتي من بينها أن المافيا الروسية اغتالته في محاولة لمنعه من إجراء تحريات حول شبكات غسيل أموال تابعة لها، وأن عملاء استخبارات أميركيين قتلوه خشية أن يسرب المعلومات الحساسة التي حصل عليها، وأن إحدى عشيقاته قتلته بالخطأ خلال ممارسة لعبة غرامية غير محسوبة العواقب، وأنه هو الذي قتل نفسه بتلك الطريقة.
مشاركة :