تعتزم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التشاور مع الحكومة الأمريكية الجديدة بشأن خط أنابيب الغاز المثار حوله جدل واسع "نورد ستريم2"، وفقا لـ"الألمانية". وقالت ميركل من العاصمة برلين أمس: "لكن يتعين علينا أيضا التحدث عن نوعية العلاقات الاقتصادية التي ستكون مقبولة في قطاع الغاز مع روسيا، وأيها غير مقبول". وأشارت المستشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها علاقات تجارية أيضا مع روسيا فيما يتعلق بمجال الغاز، مضيفة "هذا يعني أنه يتعين علينا عرض كل شيء على طاولة الحوار". وشددت على أنه لا بد من التحدث عمّا إذا كان لم يعد هناك أي رغبة حاليا في أي تجارة مع روسيا في قطاع الغاز، أو نوعية التبعية "لروسيا" التي يمكن تحملها. لكنها أكدت أن موقفها تجاه "نورد ستريم2" "لم يتغير على نطاق واسع، لدرجة أن أقول: إنه يجب ألا يكون هناك هذا المشروع". وانتقدت ميركل مجددا العقوبات الأمريكية المفروضة ضد خط الأنابيب. والولايات المتحدة تتهم ألمانيا بأنها تجعل أوروبا تحت تبعية قوية لتوريدات الطاقة الروسية من خلال خط أنابيب الغاز الذي أوشك بناؤه على الانتهاء بين روسيا وألمانيا. وفي المقابل، يتهم مؤيدو الخط الولايات المتحدة بأنها لا ترغب سوى في بيع غازها المسال في أوروبا. وكانت الهيئة البحرية الدنماركية أعلنت أن بناء خط أنابيب "نورد ستريم2" المتنازع عليه الذي يوصل الغاز الروسي إلى ألمانيا سيبدأ في جزء من المياه الدنماركية في كانون الثاني (يناير) رغم العقوبات الأمريكية. ووفقا لـ"الفرنسية"، استؤنف العمل على خط الأنابيب البالغة تكلفته عشرة مليارات يورو "11 مليار دولار" في المياه الألمانية في كانون الأول (ديسمبر) بعدما تم تعليقه لنحو عام بسبب العقوبات الأمريكية. وتهدد الإجراءات التي وقع عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أواخر العام الماضي بتجميد أصول وفرض قيود على التأشيرات بحق الشركات المنخرطة في عملية البناء. وفي إشعار نشر أخيرا، أفادت الهيئة البحرية الدنماركية بأن العمل على بناء خطي أنابيب غاز سيبدأ في المياه الدنماركية في 15 كانون الثاني (يناير). وستقام مناطق محظورة مؤقتا ونشر سفن بناء في محيط منطقة إنشاء خط الأنابيب، حيث سيتم حظر الملاحة غير المرخص لها والغوص والرسو وصيد السمك والعمل في قاع البحر. ورفض متحدث باسم كونسورتيوم إدارة مشروع "نورد ستريم2" تأكيد التفاصيل، وقال: "إنه في وضع لا يسمح له بالإفصاح عن تفاصيل البناء". ونددت الإدارة الأمريكية السابقة مرارا بألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية لاعتمادها على الطاقة الروسية، بينما وصف الرئيس الأمريكي السابق أكبر قوة اقتصادية في أوروبا بأنها "رهينة لروسيا".
مشاركة :