صدرت أوامر لآلاف من سكّان أحد أفقر أحياء هونغ كونغ وأكثرها كثافة بالبقاء في منازلهم السبت التزامًا بأوّل إغلاق تفرضه السلطات منذ ظهور فيروس كورونا المستجدّ.بموجب هذا الإجراء، يُمنع على أيّ مقيم في مبان تقع ضمن منطقة جغرافيّة محدّدة، حيث سجل عدد متزايد من الإصابات بالوباء، أن يُغادر منزله إذا لم يُبرز نتيجة فحص سلبيّة لكوفيد-19.وأعلنت حكومة هونغ كونغ في بيان أنها تعتزم اجراء فحوصات لكل سكان هذه المنطقة الواقعة في حي جوردان في غضون 48 ساعة «بهدف الوصول الى وقف الإصابات في هذه الدائرة».والسبت كان السكان ينتظرون في صفوف طويلة للخضوع للفحوصات في احدى السيارات ال51 المخصصة لهذه الغاية وكذلك للحصول على احتياجات أساسية قدمتها الحكومة لهدف تغطية احتياجاتهم اليومية.وقالت وزيرة الصحة صوفيا تشان للصحافيين «سيكون على السكان أن يبقوا في منازلهم لتجنب العدوى الى أن يحصلوا على نتائج فحوصاتهم».ويشمل هذا الاجراء حوالى 150 مبنى سكنيا وتم حشد أكثر من ثلاثة آلاف شرطي لفرض احترامه.وكان النبأ عن إغلاق وشيك تسرب الى الصحافة المحلية الجمعة وافادت بعض وسائل الإعلام عن خروج بعض السكان من المنطقة قبل مهلة منتصف الليل.وكانت هونغ كونغ من أوائل الأماكن التي انتشر فيها فيروس كورونا المستجدّ بعد ظهوره في الصين قبل سنة.- مساكن ضيقة -يعيش سكان المدينة البالغ عددهم 7,5 مليون نسمة وسط قيود مشددة الى حد ما والتي تبين أنها فعالة لمنع انتشار الإصابات بفيروس كورونا المستجد.وكانت المدينة أبقت على عدد الإصابات بالفيروس ما دون العشرة آلاف، بالإضافة إلى نحو 170 وفاة، وذلك عبر فرضها تدابير تباعد جسدي فعّالة العام الماضي لكن نتائجها كانت قاسية من الناحية الاقتصادية.وشهدت المدينة خلال الشهرين المنصرمين موجة رابعة من الفيروس، وبذلت السلطات قصارى جهدها لخفض أعداد الإصابات اليومية.وظهرت بؤر للوباء في منطقة ياو تسيم مونغ الفقيرة حيث تعد المساكن من الأصغر في العالم. وهناك تحديدا تم رصد 24 إصابة جديدة الجمعة من أصل 61 حالة سجلت في اليوم نفسه في كل أنحاء مدينة هونغ كونغ.وفي حي جوردان، تم إحصاء 162 حالة منذ مطلع السنة و20 كانون الثاني/يناير.وتعتبر هونغ كونغ من أغنى مدن العالم، لكنها تشهد تزايدا في التفاوت الاجتماعي وتعاني من نقص في المساكن وتكاليف الإيجارات المرتفعة جدا. ويتكدس الكثير من السكان في مساحات ضيقة جدا.ويبلغ معدل مساحة شقة في هونغ كونغ 46 مترا مربعا. لكن الكثير منها تقسم الى شقق أصغر حيث تتقاسم عدة عائلات المراحيض وأماكن الاستحمام حيث ظهرت العديد من البؤر الوبائية في الأسابيع الماضية.وتضم المنطقة التي يشملها الاغلاق أقليات عرقية لا سيما من جنوب آسيا، وهي مجموعة لطالما قالت انها تعاني من التمييز والفقر.