بعد سلسلة المجازر التي ارتكبها «داعش» بحق أبناء عشائر البونمر في هيت والبوعلوان والبوفرّاج في مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار، يستعد التنظيم المتطرف لارتكاب مجزرة جديدة بحق السكان المدنيين المحاصرين القابعين تحت سيطرته في مدينة الرطبة قرب الحدود مع الأردن، بعد خروج أهلها في انتفاضة عارمة ضد ممارساته. وحذر مسؤولون محليون في محافظة الأنبار من حدوث مجزرة في الرطبة بعد قيام تنظيم داعش بربط نحو 230 شخصا من المتظاهرين الذين اعتقلهم أمس وأول من أمس بأعمدة الكهرباء تمهيدا لإعدامهم. وقال قائمقام قضاء الرطبة عماد أحمد الكبيس إن التنظيم نفذ صباح أمس عمليات مداهمة واعتقالات طالت 30 مواطنا من أهالي المدينة «ليصبح عدد الذين اعتقلهم التنظيم حتى الآن من المدنيين العزّل نحو 230 مواطنا». وأضاف الكبيسي أن «هؤلاء المواطنين وأغلبهم من الشباب هم من المنظمين للمظاهرة التي خرجت الجمعة بعد قتل عناصر التنظيم الإرهابي أحد أقربائهم رميا بالرصاص من دون أي ذنب»، لافتا إلى أن «مسلحي التنظيم مستمرون حتى الآن في عمليات المداهمة». وبين الكبيسي أن «التنظيم قام بربط المواطنين على أعمدة الكهرباء وقام بجلدهم تمهيدا لإعدامهم، وتعالت صيحات الاستياء من أهالي المدينة ضد التصرفات هذه التصرفات الإجرامية»، مشيرا إلى أن «الأهالي يحاولون إنجاح الانتفاضة ضد التنظيم لكنهم لا يمتلكون مقومات المعركة، لا سيما السلاح، لمواجهة الإرهابيين». وتابع أن «الكثيرين من أهالي الرطبة اتصلوا بنا يستنجدون ويطالبون بالتدخل لإنقاذهم». وطالب القوات العراقية بـ«إنزال جوي في القضاء، وإطلاق سراح الأبرياء قبل أن يعدمهم التنظيم». وناشدت امرأة من سكان المدينة عبر اتصال هاتفي الحكومة العراقية بالتدخل لإنقاذ ابنها الوحيد المربوط على أحد أعمدة الكهرباء والذي يجلد أمام عينيها وهي لا تملك لإنقاذه سوى الدعاء والبكاء والاستنجاد بالحكومة والقوات الأمنية قبل أن ينفّذ التنظيم حكم الإعدام بحق المتظاهرين ومعهم ابنها الوحيد. من جانبه، وصف المتحدث باسم مجلس محافظة الأنبار عيد عمّاش مظاهرة أهالي قضاء الرطبة بـ«الثورة الجماهيرية» ضد الظلم والاضطهاد الذي يلاقونه من «داعش»، معتبرا أن هذه الثورة بحاجة إلى دعم حكومي. وأضاف أن «ما حدث في قضاء الرطبة هو ثورة جماهيرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى»، معتبرا أنه «شيء مفرح أن تثور المناطق تحت سيطرة داعش ضد الظلم والاضطهاد والجور الذي يلاقونه». ميدانيا، أعلنت خلية الصقور الاستخبارية التابعة لوزارة الداخلية العراقية مقتل أفراد الخلية المتورطة باستهداف نائب قائد عمليات الأنبار اللواء الركن عبد الرحمن أبو رغيف، وقائد الفرقة العاشرة العميد الركن سفين عبد المجيد، بضربة جوية في قضاء القائم. وقالت الخلية في بيان إنه «تم تنفيذ عملية نوعية جديدة وبالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة، حيث انطلقت طائرات القوة الجوية لتدمر الهدف المرسوم في حي (7 نيسان) وسط مدينة القائم الحدودية مع سوريا بصواريخ موجهة، حيث باغتت قيادات (داعش) وقتلت المجموعة التي خططت للعملية الإرهابية ضد الشهداء الكرام». وذكر البيان أن من بين أهم القتلى الإرهابي المدعو أبو عبيدة الجزائري، وهو جزائري الجنسية ودخل العراق قادما من أفغانستان عام 2004. من جانب آخر، كشف مصدر مسؤول في قيادة عمليات الأنبار، عن وصول كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية إلى القوات الأميركية في مطار الحبانية شرق الرمادي. وقال المصدر إن «طائرات شحن أميركية عسكرية هبطت في مطار قاعدة الحبانية العسكرية وهي تحمل كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة وعددا من العجلات والمعدات العسكرية الخاصة بالقوات الأميركية المنتشرة في المطار». وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «القوات الأميركية نقلت خلال الأسابيع الماضية جوا عددا كبيرا من عجلات الهمفي ومدرعات ودبابات إلى مطار الحبانية ومطار الهضبة في قضاء الخالدية، وتم إيداعها في مخازن المطارين». وأشار المصدر إلى أن «المستشارين الأميركان في مطار الحبانية وقضاء الخالدية يعقدون اجتماعات عسكرية متواصلة مع قادة الجيش العراقي والشرطة وقادة مقاتلي عشائر الأنبار».
مشاركة :