أشاد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ د. عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ بتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة وبالإجماع مشروع القرار الذي قدمته المملكة لتعزيز ثقافة السلام والتسامح لحماية المواقع الدينية، مؤكدا في حديثه " للرياض " أن القيادة - أيدها الله - واجهت التطرف والغلو بحزم وقوة وصدق وثبات، وقاومت كل خطابات الكراهية والعنصرية، وأكبر دليل على ذلك تعاملها الإنساني مع اللاجئين الفارين من جحيم الثورات والانقلابات في المنطقة، وفي مواجهتها لجائحة كورونا كانت مضرب مثل بين الدول المُتقدمة بُحسن التعامل وإنسانية الفعل، والتي بإجراءاتها لم تُفرق بين المواطن والمُقيم بل حتى مُخالفي نظام الإقامة وجدوا الدواء والرعاية دون أن يترتب عليهم أي اجراء قانوني. وأضاف : هذا القرار الذي يُدين كل خطابات التطرّف والغلو والعنصرية والكراهية هو قانون دولي جديد يُعيد تعريف معنى ( العُنف ) وما هو وقوده الحقيقي، والذي اتضح للجميع أنه مزيج من الأقوال والأفعال اللامسؤولة التي تصدر من الاتجار باسم الدين، والتي معها تُصبح البيوت المُخصصة للعبادة ساحة للانتقام من الأبرياء. وتابع : ديننا الحنيف يحثنا على احترام الآخر، واحترام مُقدساته، والوثيقة العُمرية تؤكد على ذلك حيث كتب الخليفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتابا لأهل إيلياء (القدس) بعدما فتحها المسلمون أمنهم فيه على كناسئهم وممتلكاتهم، ونحنُ في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد وبتوجيهات مباشرة من مولاي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وبإشراف من سمو سيدي ولي العهد الأمين -رعاه الله- أطلقنا برامج دعوية وتوعوية استفاد منها مئات الآلاف تحذر من خطر التطرف والغلو ونبذ كل خطاب يدعوا للعنصرية والكراهية، وخصصنا لهذه البرامج كل دعم وتم التنفيذ عن طريق كوادر بشرية مؤهلة من العلماء والمشايخ والدُعاة والداعيات أصحاب المنهج المعتدل الوسطي . وقال : هذا القرار التاريخي يثبت صحة الإجراءات التي قامت بها المملكة في مسار مواجهة التطرف والغلو وأن ولاة الأمر - حفظهم الله - ينطلقون من مُنطلق ديني ووطني وإنساني في حمايتهم للإنسان وحقه في ممارسة عباداته بأمن وأمان، ولا ننسى أن المملكة عانت كثيراً من إرهاب الغُلاة المُتطرفين، والذين لم يحفظوا لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم مكانته وقُدسيته فأرسلوا من فجّر نفسه قريبا منه، وفجروا مساجد في عسير ونجران والشرقية، فالأذى الذي أصاب المملكة جعلها تتقدم الدول في مواجهة كل فكر منحرف، أياً كانت ملّة من يقف خلف هذا الفكر . وأضاف : هذه المبادرة تؤكد بأن المملكة بقيادتها الرشيده ماضية في تقديم كل الدعم للمجتمع الدولي لتتم إعادة ترتيب القوانين لتتناسب والمرحلة التي يعيشها العالم في مكافحة الارهاب والتطرف ، وأخيرا أُهنيء ولاة الأمر على هذا الإنجاز السياسي والذي بإذن الله سيجني الجميع ثماره خيراً وأمناً وسلاماً، وسيعلو صوت العقل ويُحاصر صوت التطرّف والكراهية.
مشاركة :