عمان (رويترز) قال مسؤولون يوم الإثنين إن الاردن قدم طلبا رسميا لشغل مقعد غير دائم في مجلس الامن التابع للامم المتحدة لمدة عامين بعد ان رفضت المملكة العربية السعودية المقعد احتجاجا على الفشل الدولي في إنهاء الحرب الاهلية في سوريا. وقال المسؤولون إن الاردن يريد تعزيز مكانته الدولية وكسب مزيد من الاعتراف بدوره في استيعاب اللاجئين سوريين. يأتي مسعى الاردن بعد قرار السعودية المفاجيء في الشهر الماضي رفض مقعد مجلس الامن المكون من 15 عضوا بسبب فشل الامم المتحدة في وقف الحرب الاهلية في سوريا وحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وحظر الانتشار النووي في المنطقة. وأوضح مسؤولون أن مسعى الاردن يحظى بمباركة السعودية أكبر داعم مالي له وأيضا بموافقة الولايات المتحدة. ونقلت وكالة الانباء الاردنية (بترا) عن وزير الخارجية ناصر جودة قوله إن قرار الاردن يأتي بعد المشاورات التي أجراها جلالة الملك عبد الله الثاني مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والاشقاء في المملكة العربية السعودية وعدد من الاشقاء العرب وغيرهم من قادة دول العالم. ومازال الاردن يحتاج الى تأييد غالبية الثلثين في الجمعية العامة للامم المتحدة للفوز بمقعد غير دائم في مجلس الامن. والدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس هي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا. وقال دبلوماسيون إن الاردن وافق فيما يبدو بعد بعض التردد ان يحل محل السعودية في مجلس الامن بعد ان خرج من سباق مع الرياض لشغل مقعد في مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة. وفازت السعودية بمقعد لمدة ثلاث سنوات في ذلك المجلس الاسبوع الماضي رغم مخاوف بشأن سجلها في مجال حقوق الإنسان. وقال وزير الاعلام الاردني محمد المومني لرويترز إن مقعد مجلس الامن منصب بارز دوليا سيمكن الاردن من ان يصبح لاعبا مؤثرا في اتخاذ القرار الدولي وهو مؤشر على احترام العالم لسياساته المعتدلة. ويستضيف الاردن الآن أكثر من 600 الف لاجيء من الحرب الاهلية التي بدأت في سوريا منذ اكثر من عامين ونصف العام حسب تقديرات الامم المتحدة رغم ان عمان تضع العدد عند مليون شخص. ويمثل اللاجئون عبئا ضخما على البنية الاساسية المتهالكة للمملكة ولمواردها المحدودة. ويقول دبلوماسيون انه اذا انتخب الاردن فانه سيشغل المقعد من أول يناير كانون الثاني ويتوقع ان يتبع عن كثب خط السعودية بشأن سوريا وأزمات اقليمية اخرى. وحذرت السعودية من انها قد تبتعد عن الولايات المتحدة لما ترى انه فشل واشنطن في اتخاذ اجراء ضد الرئيس السوري بشار الاسد في الحرب الاهلية وسياساتها نحو إيران. واستخدمت روسيا حليف سوريا بدعم من الصين حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات ضد قرارات في مجلس الامن منذ عام 2011 كانت ستندد بحكومة الاسد وتهدد بفرض عقوبات