تضاربت إحصائيات ضحايا حريق المجمع السكني بحي الراكة بمحافظة الخبر التابع لشركة أرامكو أمس، حيث أعلن الدفاع المدني في البداية أن الحادثة أسفرت عن مصرع 11 شخصا وإصابة 219 آخرين بإصابات مختلفة معظمها بسبب الاختناق والتدافع خلال الخروج من السكن، ثم عاد ليعدل هذه الإحصائية في وقت لاحق مشيرا إلى 10 حالات وفاة و259 مصابا، بينما أفادت شركة أرامكو في بيان أن عدد حالات الوفاة بلغ ١٠ حالات والمصابين الذين يتلقون العلاج حاليا في المستشفيات ٨٣ مصابا. وأوضح المتحدث الرسمي للدفاع المدني بالمنطقة الشرقية العقيد علي بن سعد القحطاني أنه تم بعد الانتهاء من إخماد الحريق والبحث عن مفقودين داخل شقق الأبراج البالغ عددها (8) أبراج ، تم التعرف على خمسة من المتوفين وهم ثلاثة كنديين من أصول آسيوية وشخص من الجنسية الباكستانية وامرأه نيجيرية. وأشار الى أن 179 مصابا غادروا بعد تلقيهم العلاج ، فيما لازال هناك (80) مصابا تم تنويمهم لتلقي العلاج اللازم وهم من جنسيات مختلفة. وأفاد أنه اتضح من التحقيقات الأولية من قبل اللجنة المشكلة للبحث في سبب الحادث ومن خلال الاطلاع على التصوير المرئي لإحدى كاميرات المراقبة أن سبب الحريق يعود إلى تماس كهربائي في محول كهربائي في منطقة القبو، موضحا أن الحريق امتد إلى 130 مركبة متواجدة بالقبو ما أدى إلى سرعة انتشار الحريق وتصاعد الكثافة الدخانية إلى الأدوار العلوية للمجمع. وأكد العقيد القحطاني، أن الفرق المختصة التي باشرت الحريق لم تجد ألسنة لهب أو نار في الموقع بل كان موقع الحريق يخرج منه الدخان وتم التعامل معه مباشرة. وحول دلالة ذلك، كشف أن من قام بعملية الإبلاغ تأخر في ذلك. وأوضح، أن الحريق انحصر في الدور تحت الأرضي (القبو) في البرج رقم (٤) وتم إخماده تزامنا مع عملية إخلاء المتواجدين وإنقاذ المحتجزين في الأدوار العلوية، إذ تم إخراجهم عن طريق فرق الإنقاذ وسيارات السلالم وكذلك بمشاركة فعالة من طيران الأمن وطيران أرامكو. بينما تولت فرق الاستجابة للحالات الطارئة في أرامكو نقل وإخلاء المصابين إلى عدد من المستشفيات القريبة بالتعاون مع وزارة الصحة والجهات المعنية، فيما تواصل نقل القاطنين في المجمع إلى مرافق سكنية أخرى. وكان حريق ضخم شب في المجمع المستأجر لصالح منسوبي شركه أرامكو، حيث توافد أعداد كبيرة من الجهات الأمنية والإسعافية، حيث شاركت أكثر من 30 فرقة إطفاء وعدد كبير من سيارات الإسعاف، كما شارك الطيران العامودي لأرامكو والأمن العام في إنقاذ المحتجزين في الأدوار العلوية التي وصلها الدخان الكثيف، وشهد الموقع عمليات إخلاء مباشرة من قبل الدفاع المدني والطيران العامودي إضافة إلى خروج العشرات من المباني المجاورة لمصدر الدخان. ووجه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، بتقديم كل العون والدعم والمساندة من كل الجهات للتعامل مع الحادث. وأبانت شركة أرامكو في بيانها أن فرق الاستجابة التابعة لإدارة الدفاع المدني بالخبر وفرق مكافحة الحريق والاستجابة للحالات الطارئة في أرامكو، باشرت إطفاء الحريق، فيما بدأت الجهات المعنية تحقيقاتها الأولية لمعرفة أسباب الحادثة، وأكدت أنها فعلت خطة الاستجابة للحالات الطارئة المتبعة لديها، مشيرة إلى أن الأولوية تتجسد في ضمان سلامة موظفيها وأفراد عائلاتهم القاطنين في المجمع السكني، معبرة عن بالغ أسفها لما تسببت به الحادثة حتى الآن حسب التقارير الواردة حتى هذه اللحظة، فيما غادرت العديد من الحالات المستشفيات بعد تلقي الإسعافات اللازمة. وأعرب رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المكلف، المهندس أمين بن حسن الناصر، وأعضاء الإدارة التنفيذية في الشركة عن حزنهم الشديد وعزائهم الحار لذوي المتوفين، سائلين الله عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يشفي المصابين في هذا الحادث الأليم. وقال المهندس أمين الناصر: تقف أرامكو السعودية مع ذوي المتوفين والمصابين لتقديم كل الدعم لهم، ولمساعدتهم على اجتياز هذا الظرف العصيب. وشكر الناصر جميع الجهات وطواقمها المشاركة في الاستجابة لهذه الحادثة وعلى رأسها وزارة الصحة وإدارة الدفاع المدني والهلال الأحمر السعودي والمستشفيات الخاصة، حيث غادرت العديد من الحالات المستشفيات، ولله الحمد، بعد تلقي الإسعافات اللازمة.