يعتزم زعماء من كل أنحاء العالم وضع برنامج عمل للتكيف مع آثار الاحترار المناخي، عبر قمة افتراضية لجعل كوكب الأرض أكثر تكيفا للبشرية مع التغيرات المناخية. ووفقا لـ"رويترز"، شارك في أول قمة في ذلك الشأن، التي تستضيفها هولندا، قادة من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وبوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني. ويؤدي ذلك الاجتماع، الذي عقد من خلال تقنية المكالمة عبر الفيديو، وحضره أنطونيو جوتيريش الأمين العام الحالي للأمم المتحدة وسلفه بان كي-مون، إلى إقرار "برنامج عمل للتكيف" من أجل التعامل مع آثار الاحترار المناخي مثل ارتفاع مستوى سطح البحار والظواهر المناخية القصوى وتراجع المحاصيل. وقالت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، إن الصندوق يعد تغير المناخ خطرا أساسيا على الاستقرار الاقتصادي والمالي، وحددت معالم خططه، التي تهدف للمساعدة في تركيز الاستثمارات على التقنيات الخضراء، التي ستعزز النمو العالمي. وأبلغت جورجيفا القمة أن الناتج الاقتصادي العالمي قد يزيد 0.7 في المائة على مدار الأعوام الـ15 المقبلة، وقد تتوافر ملايين الوظائف إذا واصلت أسعار الكربون الارتفاع باطراد، وزادت الاستثمارات في البنية التحتية الخضراء. ولفت مارك روته، رئيس الوزراء الهولندي إلى أن بلاده، التي يقع ثلث أراضيها تحت مستوى سطح البحر، لديها خبرة تعود إلى قرون في حماية اليابسة من المياه، وأنه يأمل في مشاركتها مع الآخرين. وقال في خطاب عبر الفيديو أمس، "إذا لم نتعلم كيف نتعامل مع العواقب، وإذا لم نتمكن من التكيف، فسيكون تأثير (الاحترار المناخي) كارثيا، مضيفا: "بالتعاون مع كثير من قادة العالم، سأطلق خطة عمل مفصلة في هذا الشأن". ويعتزم بوريس جونسون تطبيق مبادرة دولية سميت "أدابتيشن أكشن كوالشن" ستضم المملكة المتحدة ومصر وبنجلادش وملاوي وهولندا وسانتا لوتشيا والأمم المتحدة. وسيعمل هذا التحالف على "ترجمة الالتزامات السياسية الدولية" بشأن التكيف مع تغير المناخ والقدرة على مواجهته إلى "دعم ميداني للمجتمعات المعرضة للخطر"، وفقا لرئاسة الوزراء البريطانية. ووفقا لبيان رئاسة الوزراء، قال بوريس جونسون إنه "ليس هناك من ينكر أن تغير المناخ يحدث فعليا ويتسبب في تدمير الحياة والاقتصاد، نحن في حاجة إلى التكيف مع مناخنا المتغير، وعلينا أن نفعل ذلك الآن". وهذه القمة هي الأولى من نوعها، التي تركز على آثار تغير المناخ، وفق المنظمين، وكانت سابقاتها مكرسة بشكل أساسي لمكافحة أسباب هذه الظاهرة، خصوصا الانبعاثات. وتهدف القمة، خصوصا إلى جعل البلدان المعرضة أكثر قدرة على مواجهة ارتفاع مستويات سطح البحر والظواهر المناخية القصوى ونقص الغذاء. وقد يشمل البرنامج تعزيز الأسوار المواجهة للبحار، وكذلك طرق الاستفادة من الفرص الجديدة مثل مواسم النمو الأطول وظهور مناطق زراعية جديدة، وفق المنظمين. وقالت الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني "إن القمة تركز على تأمين استثمارات جديدة لضمان قدرة ملايين المزارعين الصغار على التكيف مع الضغوط، التي يمارسها المناخ على إنتاج الغذاء". وأضافت "دعا منظمو القمة إلى تمويل جديد كبير للبحوث الزراعية، وتوسيع نطاق الوصول إلى الخدمات الاستشارية للمزارعين، إضافة إلى إدارة المخاطر والتمويل".
مشاركة :