الرئيس الصيني محذرا من حرب باردة جديدة: علينا بناء اقتصاد عالمي مفتوح

  • 1/25/2021
  • 22:35
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حذر الرئيس الصيني شي جينبينج في مستهل منتدى دافوس أمس من حرب باردة جديدة، مشددا على ضرورة العمل المتعدد الطرف لبناء اقتصاد عالمي مفتوح ونبذ المعايير والقواعد والنظم التمييزية والإقصائية وإزالة الحواجز أمام التجارة والاستثمار والتبادل التقني. ووفقا لـ"الفرنسية"، يعقد هذا المنتدى الاقتصادي العالمي عادة في دافوس الواقعة في جبال الألب السويسرية، إلا أن جائحة كوفيد-19 حكمت بغير ذلك، وجعلت المشاركين يظهرون عبر الفضائ الإلكتروني. ودون أن يسمي الولايات المتحدة، دافع شي عن التعددية والعولمة، مثلما فعل أمام المنتدى قبل أربعة أعوام، وبعد أقل من أسبوع من تنصيب جو بايدن، الذي لم يشارك في منتدى الصفوة السياسية والاقتصادية العالمية. وقال شي جينبينج إن "تشكيل تكتلات صغيرة أو بدء حرب باردة جديدة، ونبذ الآخرين أو تهديدهم أو ترهيبهم، وفرض انقسامات أو عقوبات أو تعطيل شبكات التموين بهدف العزل، لن يسهم سوى في دفع العالم إلى الانقسام وحتى المواجهة". ودعا الرئيس الصيني بينج دول العالم إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة الوباء، فضلا عن تعزيز تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي وتعزيز دور مجموعة العشرين في الحوكمة الاقتصادية العالمية، مشيرا إلى تعاف "مهتز نوعا ما" من جائحة فيروس كورونا. وفي أول ظهور له في المنتدى منذ دفاعه الشديد عن حرية التجارة والعولمة في الكلمة، التي ألقاها في دافوس في 2017، عاد شي ليتحدث بطريقة مماثلة، مؤيدا التعددية باعتبارها السبيل لمواجهة التحديات الحالية خلال كلمته، التي استمرت نحو 25 دقيقة. وأضاف أنه يتعين تقوية مجموعة العشرين، وهي منتدى دولي يضم 19 من أكبر الاقتصادات المتقدمة والناشئة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، باعتبارها "المنتدى الرئيس للحوكمة الاقتصادية العالمية"، وأن على العالم "المبادرة إلى تنسيق أوثق لسياسة الاقتصاد الكلي". وقال إنه ينبغي حكم المجتمع الدولي بما يتفق مع قواعد وإجماع تتوصل إليه جميع الدول، بدلا من دولة واحدة أو بضع دول تصدر الأوامر ولم يحدد شي تلك الدول. وينتظر أن تحدد إدارة بايدن سياستها في مواجهة تنامي الصين الاقتصادي والتكنولوجي بعد أن اختار دونالد ترمب المواجهة المفتوحة والهجمات اللفظية دون تحقيق نتائج ملموسة على الأقل فيما يتعلق بالعجز التجاري الأمريكي الضخم مع الصين. وناقشت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي مع برونو لومير وزير الاقتصاد الفرنسي، ونظيره الألماني بيتر ألتماير والمدير التنفيذي لشركة جولدمان ساكس، كيفية "إنعاش النمو الاقتصادي". واحتواء الوباء، الذي يواصل حصد الأرواح في مختلف أنحاء العالم هي المسألة الرئيسة، التي تهم المسؤولين وقادة الأعمال والعلماء المشاركين في هذا الأسبوع من الموائد المستديرة الافتراضية. إذ لم يعد التفاؤل، الذي ساد في تشرين الثاني (نوفمبر) مع إنتاج اللقاحات هو الطاغي مع فرض قيود جديدة وظهور نسخ متحورة من فيروس كورونا المستجد وتأخر تسليم الجرعات الثمينة. وخلال نسخة 2020 من المنتدى الاقتصادي العالمي، لم يثر ظهور التهاب رئوي غامض في الصين الكثير من القلق، وبعد عام، عادت القارة الآسيوية لتفرض حضورها بقوة على الدورة الـ51 من المنتدى. أما أوروبا فتؤكد حضورها من خلال إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي، أو أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية، أو أورسولا فون دير لايين رئيسة المفوضية الأوروبية، وهذا بعد أن وضع الاتحاد الأوروبي حجر الأساس للاتفاق المثير للجدل حول تشجيع الاستثمارات المتبادلة مع الصين، في نهاية كانون الأول (ديسمبر). وسيكون أحد تحديات الإدارة الأمريكية الجديدة التعامل مع عالم يتحول مركز ثقله إلى آسيا، فيما تصارع الولايات المتحدة الوباء، الذي يزداد انتشارا واضطرها إلى إغلاق حدودها الإثنين. وبعد اللقاء الأول عبر الافتراضي، سينتقل منتدى دافوس في أيار (مايو) إلى سنغافورة، بعيدا عن المنتجع الشتوي السويسري الفخم، حيث تواصل انعقاده منذ أسسه البروفيسور الألماني كلاوس شفاب 1971. والسبب المعلن وراء نقله يتعلق بالمخاوف الصحية، إذ تعد هذه المدينة، التي سجلت فيها 29 وفاة فقط، أكثر أمانا من جنيف. ويعكس هذا التركيز على آسيا من جانب منظمي المنتدى الاقتصادي العالمي، المعطيات الاقتصادية، التي تؤكد صعود آسيا المتنامي، ولا سيما الصين، وهي الاقتصاد الوحيد في العالم، الذي سجل نموا في 2020 وإن لم يتجاوز 2.3 في المائة.

مشاركة :