نظم «مركز تريندز للبحوث والاستشارات» حلقة نقاشية عن بُعد حول «رؤوس الأموال والصناعات الجديدة»، شارك فيها نخبة من الخبراء الاقتصاديين، لمناقشة آفاق الثورة الصناعية المستقبلية ومستجداتها، وكيفية الاستفادة من الفرص التي تتيحها في دعم اقتصاديات الدول. في بداية الحلقة النقاشية، قال الدكتور محمد عبدالله العلي، المدير العام لـ«مركز تريندز للبحوث والاستشارات» في كلمته الترحيبية، التي ألقتها بالنيابة عنه ريم لامح الباحثة في المركز، إن هذه الحلقة النقاشية تعد أولى فعاليات مبادرة «اتجاهات المستقبل» (What’s Trending) التي أطلقها المركز وتستهدف استشراف التحولات المستقبلية التي تهم دول المنطقة والعالم من خلال مجموعة واسعة من الحلقات النقاشية التي يتحدث فيها مجموعة من الباحثين والخبراء من نحو 163 دولة عن اتجاهات المستقبل في العالم في ثلاثة مجالات هي: (الاستدامة، والتنقل، والفرص).. وهي المحاور التي يركز عليها «إكسبو دبي». وأدار فعاليات الحلقة إدرينا زاكاي، الرئيس التنفيذي للاقتصاد الدائري في آسيا من ماليزيا، والتي أشارت إلى أن الثورة الصناعية في المستقبل سترسم معالم المشهد الاقتصادي في العالم، خاصة أنها باتت ترتبط بقضايا الاستدامة وثورة المعرفة والتقنية الحديثة والثورة الرقمية. واستعرض محمود شريف، مدير إدارة الدراسات الاقتصادية في «مركز تريندز للبحوث والاستشارات»، خلال حديثه في هذه الحلقة النقاشية الفرص المرتبطة بالاستدامة والتنقل، كما تحدث عن أبرز ملامح الثورة الصناعية الخامسة، التي تتمثل في التفاعل بين البشر والآلات، فالبشر يمثلون عنصراً رئيسياً في هذه الثورة، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي الذي سيزيد من الإنتاجية، وتقنية البلوك تشين التي تشكل عنصراً مهماً في هذه الثورة، وخاصة فيما يتعلق بالتحويلات المالية والمعاملات الائتمانية. الصناعات الجديدة ومن جهته، تحدث يوشي ليو، مدير إدارة بحوث الاقتصاد الكلي، في معهد تشونغ يانغ للدراسات المالية بجامعة رينمين، في الصين، والخبير في شؤون التكنولوجيا المالية وأبحاث العملات الرقمية، عن الصناعات الجديدة ورأس المال في الصين، مشيراً إلى أن هناك أربعة محفزات للثورة الصناعية المقبلة في الصين، أولها صناعة الرقائق الإلكترونية حيث تنتج الصين 15.9% من احتياجاتها من الرقائق الإلكترونية البالغ قيمتها 143.4 مليار دولار عام 2020، مرتفعاً من 10.2% قبل عشر سنوات في عام 2010. وتشير التوقعات إلى أن هذه النسبة سترتفع إلى 19.4% عام 2025. وثاني هذه المحفزات هي إنترنت الأشياء، وثالث هذه المحفزات هو التجارة الرقمية، ورابع هذه المحفزات هو البنية التحتية للإنترنت. تجربة الهند واستعرض الدكتور سوراب بانديوباديا، زميل لدى المجلس الوطني للبحوث الاقتصادية التطبيقية في الهند، تجربة بلاده في التعامل مع مشكلة ندرة الموارد والكيفية التي تبنّـتها من أجل تحقيق نموٍ كافٍ وقادرٍ على مواكبة الثورة الصناعية في مرحلتها الرابعة في ظل هذا الشح الملحوظ على مستوى الموارد. وقارن الدكتور سوراب في هذا السياق بين الهند وجارتها الكبرى الصين فيما يتعلق بالدخل القومي من الإنتاج الزراعي، حيث تصل هذه النسبة في الهند إلى 66% من إجمالي الدخل القومي في حين تصل إلى 40% في الصين فقط، وهذه المقارنة توضح حجم الاستثمارات الهندية في القطاع الزراعي كأحد الموارد الأساسية للاقتصاد الوطني. محركات الثورة الصناعية المقبلة وتطرق د أنتوني باتزوكاس، استشاري سياسات النظم المالية والشركات في المملكة المتحدة في مداخلته أمام هذه الحلقة النقاشية إلى الاتجاهات المستقبلية الكبرى، حيث أشار إلى أن هناك ثلاث نقاط رئيسية، الأولى تتعلق بتحول النقاش حول التنمية المستدامة من التركيز على الموارد ورؤوس الأموال اللازمة لتحقيق أهدافها إلى التركيز على السياسات وكيفية «إعادة البناء بشكل أفضل»، والنقطة الثانية ترتبط بالتحول الذي شهدته الرقمنة أيضاً. والنقطة الثالثة تتمثل في التحولات البنيوية الجارية في السوق. ومن المعلوم أن الاقتصاد العالمي ينطوي على مجال معرفي غني ويشكل انتشاره عاملاً مهماً تحدده هيكلية الأسواق المحلية على مستوى الدول. وتناول الدكتور عبد الإله درندري، خبير اقتصادي وباحث أول في مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية في المملكة العربية السعودية، تجربة المملكة في مواكبة متطلبات الثورة الصناعية المستقبلية والعمل على امتلاك أدواتها. خلاصة وخلص المشاركون في هذه الحلقة النقاشية إلى نتائج عدة أبرزها أن الثورة المعرفية والتكنولوجية هي المحرك للنمو المستقبلي والمحفز للفرص المستقبلية، وأن الثروة البشرية الماهرة التي تمتلك المهارات التقنية ستعزز من قدرات الدول في الاستفادة من الثورة الصناعية المستقبلية، إضافة إلى ضرورة بناء نماذج أعمال مستدامة وتوفير التمويل اللازم لها من أجل استدامة النمو وإنعاش اقتصاديات الدول. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :