د.حماد عبدالله يكتب: من عبق الزمن الجميل !!

  • 1/27/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كان لمجيء الرئيس الراحل " محمد أنور السادات " إلي "روما – إيطاليا" في رحلة إلي اوربا الغربيه خلال شهر إبريل عام 1976 ، حاملا دعوة للعقول المصرية في الخارج ، عقب أنتصارنا في أكتوبر 1973 ، تدعوهم للعودة إلي مصر للمشاركة في بناء الدولة الحديثة وكان الرئيس الراحل ، يلتقي طلاب البعثات في دول اوربا ضمن برامج زيارته متحدثاً إليهم ، وموجها تلك الدعوة متوجاً حديثه بما يعانيه ( كرئيس للدولة ) بأنه ورث جبال من الحقد في مصر ، وأنه يسعي لجذب العقول المصرية من الخارج ، للمعاونة في إجلاء صورة مصر المعاصرة أمام العالم .وكان لوقع هذه الزيارة والإجتماع الذي تم مع الطلبه المصريين في إيطاليا – وذلك في قصر "الكورينالي بروما" وكنت ضمن هؤلاء المبعوثين المصريين بل كنت أحد زعماء الطلبه في ذلك الحين ، ، حيث كانت إدارة البعثة التعليمية مسئولية الأستاذ الدكتور " جلال ثروت " عميد حقوق الإسكندرية فيما بعد ، وكان زملائي المبعوثين من أعضاء هيئات التدريس بكليات الفنون الجميلة القاهرة والإسكندرية والتربيه الفنية أيضاً ، مع بعض ( المبعوثين من كليات الحقوق في ( باري ) وأيضاً من الإعلام والسينما في ( شينا شيتاه ) وتحدثت ُ مع الرئيس السادات ( رحمة الله ) نيابة عن زملائي ، بأننا نعيش في أوربا ، نتعلم ، ونحمل أيضاً هموم وطننا معنا ، وتحدثنا عن الأمال العريضة التي ننتظرها في مصر ، بعد أن إستطاعت القوات المسلحة المصرية أن تعيد لكل مصري وكل عربي كرامته سواء داخل الوطن أو خارجه !! وكانت شكوانا أننا نمتلك أكبر مركز ثقافي في روما تمتلكه مصر ، وكانت تقع تحت سيطرة أحد الموظفين الكبار المرحوم (صلاح كامل) والذي جعل من الأكاديمية( عزبة خاصة ) يستقبل فيها من يري أن له باع في مصر من صحفيين أو إعلاميين أو أصحاب الوساطات من البلاد .أما الطلاب والمبعوثين فممنوع عليهم الإقتراب من مبني الأكاديمية أو إستخدام معاملها أو الورش الملحقة بها أو حتي المسرح المقام وقاعات العرض ، فكلها شبه مغلقة ، ولا تفتح إلا في المناسبات. كما ذكرت الرئيس السادات ، بأن هذه الأكاديمية تم بناؤها في أواخر الستينيات وتم إفتتاحها أكثر من مره ، ولكن دون جدوي من وجودها حيث لا يستفيد منها أحد !! وكان الحديث مفعماً بالوطنية ، وبالحب للبلد وكان الحديث أمام الرئيس وكذلك الوزراء المصاحبون له وأذكر السيد " أسماعيل فهمى " الله يرحمه وزير الخارجية ، وفي وجود السفير المصري بروما وكذلك المرحوم ( صلاح كامل ) المسيطر علي أكاديمية مصر في روما !!أي أن الحديث بالمكاشفة تماماً ، وكان المسئول عن الطلاب في الخارج " السيد محمد توفيق عويضة " رحمه الله وكان أيضاً ضمن صحبة الرئيس !!وإنفعل المبعوثين بحديثي أمام الرئيس وكان التصفيق والتأييد للمطالب المغلفة بخطابي إلي رأس الدولة القادم إلينا في أوربا داع للعودة إلي مصر ، خير دليل علي أن هناك مطلب عادل وحق مسلوب من المصريين وواجب إعادته ، وقد كان ، حيث بمهاره شديده أخذ الرئيس الراحل الكلمه ، وقال لوعِلمتْ بذلك وأنا في القاهرة كنتَ( مجرد كلمة )وجرة قلم أنهيت مشكلة الأكاديمية المصرية في روما ، فهي لكم ، وأنتم المسئولين عنها من اليوم وعن إدارة هذا المنبر الثقافى في إيطاليا ، وقوبلت التصريحات من الرئيس بفرحة عارمة ، حيث أعتقدنا أننا حققنا أكبر إنتصار !!. وفي وداع الرئيس بمطار"شامبينو"العسكري ، جاء موقعي في طابور المودعين قريباً من المرحوم" صلاح كامل " – وحينما سلم الرئيس " السادات " عليه سمعته ومعي أخرين قريبين من المشهد ، وهو يقول له " ولايهمك شيء ياصلاح من العيال دول " !! وكانت الصدمه الكبري !! وأول درس فى السياسة تعلمته فى روما 1976 !! [email protected]

مشاركة :