تواجه أوروبا أكبر أزمة مهاجرين منذ الحرب العالمية الثانية. الزعماء الأوروبيون يريدون تبني إجراءات فعالة وسريعة قد تساهم في التصدي لهذا الملف الذي يزداد تفاقما. في سواحل إيطاليا أو في كاليه بفرنسا، الصورة واحدة، آلاف المهاجرين في وضع مأساوي ، أملهم الوحيد الوصول إلى دول يرونها أنها الأنسب لبدء حياة جديدة بعيدة عن جحيم الحرب في بلدانهم الأصلية. وابنتظار اجتماع طارىء سيعقده وزراء داخلية البلدان الأوروبية منتصف شهر أيلول / سبتمبر، يواصل المهاجرون الذين يشكل السوريون معظمهم التدفق عبر صربيا إلى المجر، بهدف التنقل بعدها إلى دول غرب أوروبا. المجر شددت إجراءاتها الأمنية للتصدي لقوافل المهاجرين، فبالإضافة إلى مضاعفة أعداد عناصر الشرطة، عمدت السلطات المجرية إلى بناء سياج شائك على طول حدودها الجنوبية من شأنه أن يمنع المهاجرين من الدخول إلى أراضيها. السياج أثار حفيظة بعض دول الإتحاد الأوروبي على غرار فرنسا. وزير خارجيتها، لوران فابيوس، قال: بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الهاربين من بلدان تشهد حروبا، يجب علينا معرفة استقبالهم. هذه الطلبات هي طلبات لجوء ويجب علينا الإجابة عليها وكل بلد يجب عليه الإجابة على هذه الطلبات. المجر تنتمي إلى أوروبا، وأوروبا لها مبادىء ، لا يمكن أن نحترمها ببناء أسيجة شائكة. رحلة المهاجرين غير الشرعيين تبدأ من اليونان لينتقلوا بعدها إلى دول غرب البلقان ثم إلى المجر العضو في الإتحاد الأوروبي، أغلب هؤلاء المهاجرين لايرغبون في البقاء بالمجر، فالمجر مجرد محطة للانطلاق نحو دول أوروبا الغربية خصوصا ألمانيا والسويد. ظروف المهاجرين تزاداد مأساوية وتعقيدا، ومعها تتزايد التساؤلات حول مدى نجاعة التنسيق الأوروبي في مواجهة هذه الأزمة .
مشاركة :