أكد الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة، سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، أن مكافحة التطرف وتعزيز التعايش السلمي نهج بحريني أصيل يقوده حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، بدعم ومتابعة من حكومة مملكة البحرين برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله. وأعرب الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة، في الوقت ذاته عن اعتزازه بالسير على خطى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك لشئون الشباب والأعمال الإنسانية، حيث أكد سموه خلال حضوره في "لوس أنجلوس" إطلاق إعلان البحرين، في سبتمبر 2017 ؛ على مبادرة جلالة الملك المفدى لتعزيز السلام بين الأمم والتعايش بين الشعوب من خلفيات ومعتقدات متنوعة، وإشارة سموه إلى تركيز مملكة البحرين على تعزيز هذه الرؤية من خلال خلق بيئة مواتية للسلام. جاء ذلك في أعقاب التوقيع على اتفاق بين مملكة البحرين والمنظمة الدولية لمكافحة العنف والإدمان "DARE" ضمن الجهود المبذولة لتطوير برنامج (معًا) لمكافحة العنف والإدمان وتحديث مناهجه وفي إطار العمل على تعزيز التعاون الدولي المشترك، حيث وقع الاتفاقية بناءً على تكليف من الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وزير الداخلية، الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة، سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأمريكية عضو مجلس إدارة المنظمة الدولية لمكافحة العنف والإدمان "DARE"، وعن المنظمة السيد فرانك باغيروس الرئيس التنفيذي، وتتعلق بتطبيق المنهج الجديد الذي يتضمن معلومات ومهارات عن التعايش السلمي ومكافحة التطرف، ويقوم بتطبيقه منفذو برنامج (معًا) في مدارس مملكة البحرين. وأوضح السفير أن مملكة البحرين كرست جهودها منذ فترة طويلة للعمل على تعزيز هذا التوجه لما لديها من رصيد كبير وتاريخ طويل في تعزيز السلام والازدهار من خلال التسامح والتعايش، اتساقًا مع مقولة جلالة الملك المفدى "سنعمل دائمًا على تعزيز قيم الاعتدال والتسامح والتعايش قولًا وفعلًا في مواجهة التطرف والتعصب". وأضاف أن المواجهة المباشرة للتطرف وعدم التسامح والقضاء عليه تعتبر الهدف الأساسي للبرنامج الوطني "معًا" والذي أطلقه الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وزير الداخلية عام 2011م، من منطلق الاعتماد على نهج التوعية والتثقيف لمكافحة العنف والإدمان ودلالة على دور الشرطة في تعزيز الشراكة المجتمعية وخدمة المجتمع، مثمنًا ما حققه البرنامج من نجاحات في الوقت الذي يحتفل فيه هذا العام بمرور 10 سنوات على انطلاقته. وأشار الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة إلى أن البرنامج يسهم في توطيد العلاقة بين الشرطة والمجتمع، ويعبر عن حرص معالي وزير الداخلية على أن تكون الشرطة جزءًا من المجتمع، وليس بمعزل عنه، معربًا عن فخره بأن السنوات العشر التي تم فيها تطبيق برنامج "معًا"، عززت العلاقة بين الشباب وجهات إنفاذ القانون، وغرست قيم الهوية الوطنية التي تركز على اللجوء إلى التسامح في حل القضايا عوضًا عن العنف، مؤكدا "أهمية مراجعة عملنا وتحسينه وتقييمه من خلال تحليل وتقييم التأثيرات من أجل صقل المناهج وتطبيق أفضل الممارسات". وأضاف أن مملكة البحرين تؤكد على علاقة الاحترام المتبادل مع مؤسسة "DARE"، فضلًا عن تحمل دورها على الساحة الدولية فيما يتعلق بالبرنامج وبأكبر قدر من الجدية، وأن الدور الذي تقوم به مملكة البحرين يجعلها رائدة في مكافحة التطرف. وأكد السفير أن توقيع الاتفاقية ليس مجرد إجراء شكلي أو احتفالي بل علامة فارقة وتأكيد آخر على العلاقة الثنائية القوية التي تجمع مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية من خلال تحصين عقول الشباب وتعزيز سلام المستقبل. في سياق متصل، قام اخصائيو برنامج "معًا" لمكافحة العنف والإدمان وتماشيًا مع الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز التعايش السلمي بإعداد دروس جديدة تهدف إلى تعزيز مفاهيم السلم الاجتماعي والتعايش وتقبل الآخر بمختلف الأطياف وتعزز آليات الوقاية من عواقب التطرف بمختلف أنواعه، بالإضافة إلى تمكين النشء وتزويدهم بالمهارات والمقومات التي تحفظ سلامة الجميع من التطرف وتبعاته السلبية في جميع المجالات، ومنها الاجتماعية والامنية والاقتصادية، كما تم التواصل والتنسيق مع المختصين في جامعة "نورث كارولينا غرينزبورو" الأمريكية بشأن تطوير المنهج ووضع آليات لقياس مدى تأثير الدروس الجديدة على الطلبة وقياس مدى فاعليته على النشء، حيث من المقرر ان يتم اعتماد المنهج الجديد من قبل الجامعة والمنظمة الدولية لمكافحة العنف والإدمان. ومن المؤمل أن تسهم هذه الاتفاقية في تعزيز آليات الاستفادة من خبرات المنظمة الدولية لتطوير العديد من المجالات المتعلقة بالمناهج والبرامج التدريبية الحديثة وتطوير أداء عناصر الشرطة المنفذة للبرنامج وتعميمها على باقي الدول الأعضاء في المنظمة الدولية لمكافحة العنف والإدمان.
مشاركة :