حذر أبراهام بورغ، الرئيس السابق للكنيست الإسرائيلي، والوكالة اليهودية والمنظمة الصهيونية العالمية، من أن إسرائيل تتجه نحو الخراب. ودعا بورغ حكومة إسرائيل إلى عدم اعتباره يهوديا، قائلا إنه لم يعد يشعر بالارتباط بالجنسية اليهودية مع الجماعة اليهودية. وطلب بورغ من محكمة القدس المركزية شطب تسجيله كيهودي في سجل السكان في وزارة الداخلية، «لأنه لم يعد يشعر بالارتباط بالجنسية اليهودية». ويؤكد بورغ، أن إسرائيل «الغيتو الصهيوني» تتجه نحو الخراب بتعريف نفسها على أنها دولة يهودية، مشيرا إلى أن الصهيونية كان يجب إلغاؤها بعد قيام دولة إسرائيل. وفي كتابه «الانتصار على هتلر» الذي صدر بمناسبة مرور 4 عقود على احتلال الأراضي الفلسطينية؛ تبرأ السياسي الإسرائيلي، أبراهام بورغ، من الهوية الصهيونية، معتبرًا أن تعريف إسرائيل بأنها دولة يهودية يستبطن مفتاح نهايتها. وكشف بورغ في كتابه تفشي نظريات العرقية الإسرائيلية، خاصة في أوساط الحاخامات في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، مشيرا إلى استنكاف المجتمع الإسرائيلي عن التنبه للظاهرة الآخذة في النمو «تحت أنفه» وأضاف أن ما تعرف به إسرائيل الآن هو «احتكارها على اليهود وحدهم، من دون التوازن الدستوري للحقوق والحريات؛ وبالتالي أصبحت بموجب هذا القانون للمواطن الإسرائيلي غير اليهودي مكانة أدنى، مثل تلك التي كانت لدى اليهود قديما؛ مما يعني أن الوضع الذي كنا نمقته أصبحنا الآن نلحقه بمواطنينا من غير اليهود» حسب تعبيره. ويقول رئيس الكنيست الإسرائيلي السابق، هذا التشريع هو في الواقع تعريف جديد لعلاقات الأغلبية والأقلية في إسرائيل، وهو يشكل تغييرا لتعريفي الوجودي وهويتي، وفي مثل هذه الظروف يمنعني ضميري الآن من الانتماء إلى الجنسية اليهودية، وتصنيفي كعضو في تلك الأمة ينتمي إلى مجموعة السادة، وهو وضع أرفضه. لا أريد أن أنتمي إلى جماعة يحددها المروجون لهذا القانون. وفي مقابلة مع موقع ميديا بارت (Mediapart) الفرنسي، قال بورغ: إن ما يستطيع أن يعرفه هو يهودية والده ويهودية الشتات التي هي يهوديته هو نفسه، فإن تكون يهوديا بالنسبة لنا، يعني الانتماء إلى مجموعة من الناس تم تحديدهم تاريخيا برغبتهم في أن يكونوا متساوين ولكنهم مختلفون. كنا متساوين في جنسيتنا، ونطلب ممن نعيش بينهم الحفاظ على هذا الحق في أن نكون مختلفين لكننا متساوون. وسأضيف أنني عند بدء حياتي السياسية في الثمانينيات تبنيت مبدأين ما زلت ملتزما بهما، وهما فصل الدين عن الدولة وإنهاء الاحتلال. وأوضح بورغ، أن قانون الدولة القومية ينفي كل هذا، ويختفي تعريف الجمعية اليهودية كما هو موجود في إعلان 1948، حيث نريد أن نكون أغلبية لكننا نحرم الآخرين من أن يكونوا مختلفين ومساوين، وهي طريقة لإعادة تعريف الجماعة اليهودية أرفضها باسم تراثي الفلسفي والأخلاقي، وأقول للدولة اليوم أنا لست من شعبك اليهودي الجديد؛ لذلك أطلب من المحكمة شطب اسمي من السجل الوطني للشعب اليهودي. أنا يهودي تاريخي؛ أؤمن بالمساواة والعالمية والإنسانية وحقوق الأقليات.
مشاركة :