اتهم القيادي في حركة الشعب والنائب عن الكتلة الديمقراطية سالم الأبيض، اليوم الأربعاء، رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي بعقد صفقة مع كتلة ائتلاف الكرامة، وذلك بضمان تصويتها خلال الجلسة العامة للبرلمان على التعديل الوزاري الذي أجراه رئيس الوزراء هشام المشيشي على حكومته، مقابل ترضيتها بإدانة ما وصف بـ"العنف الذي تعرض له نوابها من قبل نواب الكتلة الديمقراطية" المعارضة، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية. إلى ذلك، أكد الأبيض أن البيان الذي أصدره الغنوشي يدل على" قيامه بصفقة مع ائتلاف الكرامة"، واصفا ذلك بأنه "أعلى درجات السمسرة التي ينتهجها رئيس البرلمان، وبالتالي المتاجرة بالسياسة لفائدة حكومة تضم مشبوهين"، وفق تعبيره."فقد عقله" ولم يستبعد النائب في البرلمان التونسي "أن يكون الغنوشي قد فقد البعض من مداركه العقلية"، مرجحا "إصابته بالخرف السياسي والبيولوجي" وفق اتهامه، بما جعله ينسى أنه كان أصدر سابقا بيان إدانة ضد عنف ائتلاف الكرامة، داعيا إلى" إعادة النظر في مدى قدرته على تسيير البرلمان" وفق تصريحه. وكان رئيس البرلمان قد أصدر في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، بيانا دان فيه بشدّة ما صدر عن نائبين عن الكتلة الديمقراطية، من "عنف لفظي واضح" تجاه عدد من نوّاب كتلة ائتلاف الكرامة خلال الأحداث التي شهدها المجلس النيابي يوم 7 ديسمبر الماضي، والتي وصفها البيان بـ"الأحداث المؤسفة".تراجع بعد الإدانة كما جاء في بيان رئيس المجلس المفاجئ والصادر عقب انتهاء جلسة منح الثقة للوزراء المقترحين في التحوير الوزاري، أنه تم الرّجوع إلى تقرير فريق التحقيق الذي أذن بتكوينه لتحديد المسؤوليّات والاعتماد على ما تَوفرَ من تسجيلات وشهادات، داعيا إلى عدم تكرار ذلك، ومهيبا بالنواب التحلي "بالانضباط للنّظام الدّاخلي والالتزام بمبادئ العمل البرلماني المحترم وأخلاقياته العالية". يشار إلى أن رئيس البرلمان، قد دان في بيان أصدره يوم 15 يناير الجاري،"العنف المادي" الذي مارسه بعض نواب ائتلاف الكرامة ضد نواب من الكتلة الديمقراطية (38 نائبا)، معتبرا الأمر"سابقة خطيرة يجب ألا تتكرر"."طعنة في الظهر" وعلى إثر إصدار هذا البيان، علقت النائبة سامية عبو وعدد من نواب كتلتها إضراب الجوع الذي دخلوا فيه أياما قليلة قبل ذلك للمطالبة بإدانة الغنوشي للعنف الذي استهدفهم، فيما اعتبره رئيس كتلة ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف "طعنة في الظهر". وأكد وقتها مخلوف أن هذه الإدانة "ضربة قاصمة للتحالف البرلماني" المتكون من كتلته وكتلتي حركة النهضة وحركة قلب تونس، معلنا "عدم التصويت في البرلمان للتحوير الوزاري الذي اقترحه هشام المشيشي". يذكر أن نواب ائتلاف الكرامة (18 نائبا) ، قد منحوا ثقتهم لكل الوزراء المقترحين من قبل رئيس الحكومة هشام المشيشي خلال جلسة عامة بالبرلمان الثلاثاء.
مشاركة :