موضوع التحكيم في الرياضة وبالأخص في اللعبة الشعبية الأولى كرة القدم، موضوع شائك، وأنا شخصيًا لا أحبذ الدخول في متاهاته ودهاليزه!! حتى لا يفسر على أهواء وتوجهات البعض الذي يحاول الاصطياد في الماء العكر!! بالرغم إن المسيرة التحكيمية البحرينية في لعبة كرة القدم وبعض الألعاب الأخرى شهدت بروزًا واضحًا على مر العقود الماضية من الزمن، ووصلت الى العالمية وبالذات بطولات كأس العالم في لعبة كرة القدم وبعض الألعاب. والتي نفتخر بإنجازاتها نحن البحرينيين. ولكن مع الأسف!! في الأسابيع الماضية من عمر دوري سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لكرة القدم كثر اللغط والتذمر من مستوى التحكيم لهذا الموسم 2021/2020 بالذات!! حيث شاهدنا أخطاء جسيمة من بعض الحكام سواء كانوا دوليين أو غير دوليين، وقد تسببت تلك الأخطاء في خسارة العديد من النقاط لبعض الفرق والتي معها أختلف ترتيبها المعتاد في سلم الترتيب العام. وهذه الأخطاء شاهدناها كذلك في دوري الدرجة الثانية، التي عانت بعض الفرق من الأخطاء والهفوات التحكيمية المصيرية التي لايقع فيها أصغر الحكام. نحن نؤمن بمقولة «إن الحكم بشر» ومعرض للخطأ حاله حال اللاعب والمدرب والإداري، الذين قد يصيبون في قراراتهم أو يمكن يخطئون في قراراتهم أو في أساليب عملهم وادائهم. ولكن في النهاية هناك تعب وجهود كبيرة تضيع ومصائر فرق وأندية تذهب هباء مع الريح بسبب تلك الأخطاء المميتة من «بعض» الحكام. فهل يكفينا معاقبة الحكم المخطئ بالسر وإبعاده كم أسبوع عن التحكيم، ومن ثم يعود مرة أخرى لإدارة المباريات وكأن شيئًا لم يكن!! من وجهة نظري الشخصية أجد بأنه من الضرورة العمل على تطوير المستوى التحكيمي «المحير» من خلال وضع برنامج احترافي متكامل لجميع الحكام وطوال الموسم، منذ بداية الإعداد الى نهاية الموسم، وضرورة توفير مدرب محترف مختص في اللياقة البدنية يعمل بشكل ممنهج لرفع مستوى اللياقة لدى جميع الحكام طوال الموسم وبدون توقف، وكذلك يجب عمل دورات أكاديمية في التحضير الذهني والنفسي لجميع الحكام بمختلف فئاتهم ودرجاتهم، وكيفية التعامل مع اللاعبين داخل الملعب بمختلف اعمارهم وفئات فرقهم العمرية. وأحيانًا نشاهد نجاح البعض من حكامنا في ادارتهم المباريات الخارجية المهمة والمصيرية ولكنهم يفشلون في ايصال بعض مبارياتنا المحلية الى بر الأمان!! فإذا هناك خلل ما من الناحية الذهنية والضغوط النفسية التي أحيانًا تسير قرارات بعض الحكام وتأثرهم بأهمية بعض المباريات المهمة المحلية!! لو عدنا للمنظومة الرياضية الكاملة تتشعب إلى عدة تخصصات، ومادمنا ننشد التطوير الرياضي في شتى الأصعدة، الفنية والتدريبية والإدارات الرياضية وتوسيع القاعدة الجماهيرية، فإن الجانب التحكيمي في لعبة كرة القدم بالذات لا يقل أهمية عن الجوانب الأخرى المذكورة أعلاه. ولتطوير عملية التحكيم حتمًا سوف نحتاج إلى إدخال تقنية VAR في دورينا المحلي حتى يكون التحكيم أكثر إنصافًا من العملية التحكيمية العادية والروتينية المعمول بها الآن. وذلك من أجل إزالة الشكوك التي تتكرر بين الحين والآخر في بعض الحالات التحكيمية الخاطئة والتي يقع فيها الحكام ومساعديهم، والتي من شأنها قد تتسبب في قصف مجهود فريق عمل كبير من قبل إدارات الأندية ومدربيها وأدارييها ولاعبيها، وهذا يؤدي إلى إحداث فوضة عارمة وحالة غضب كبيرة من قبل جماهير الفريق الذي وقع عليه الظلم من جراء تلك الأخطاء والتي غالبًا ما تكون فادحة، وفي بعض الأحيان تنسف عمل الفريق لموسم كامل!! فمن ينشد التطوير الرياضي عليه ضخ الميزانيات الضخمة لكي يشهد التطوير في جميع جوانب اللعبة، سواء كانت في لعبة كرة القدم أو غيرها من الألعاب الرياضية الأخرى. ولا يعقل بأن نصرف مبالغ كبيرة من أجل تطوير الأداء الفني للفرق من خلال جلب وانتداب أجهزة فنية وإدارية وكذلك لاعبين محترفين وكل ذلك يكلف الكثير من المال، وعلى الجانب الآخر نهمل تطوير العملية التحكيمية والتي تعتبر عصب اللعبة الرياضية أينما كانت. خلاصة الهجمة المرتدة: لقد أصبحت تقنية الـVAR ضرورة ملحة لتواجدها في مسابقاتنا الكروية المحلية، ومع دخول تقنية الـVAR في دورينا المحلي سنجد معها إنخفاض ملحوض في عملية الأحتجاجات من قبل اللاعبين أو المدربين والإداريين، وكذلك سوف يسهم في تهدئة الجماهير التابعة للفريق الخاسر، والتي دائمًا ما تصب جام غضبها على التحكيم، حتى أصبح التحكيم (الشماعة) التي تعلق عليها حالات الفشل من قبل الفريق الخاسر، سواء كان التحكيم سببًا في ذلك أو لم يكن. فأنا شخصيًا من مؤيدي دخول تقنية VAR وبشدة في دورينا المحلي، مع علمنا المسبق بأن جلب تقنية الـVAR تكلف الكثير من المال، ولكن إذا أردنا التطور في الرياضة علينا بضخ الميزانيات الضخمة حتى تكتمل عملية التطوير في المنظومة الرياضية بشكل عام والمنظومة الكروية بشكل خاص. وكلنا ثقة في مجلس إدارة الأتحاد البحريني لكرة القدم برئاسة الشيخ علي بن خليفة آل خليفة وأخوانه نواب الرئيس وأعضاء المجلس وحرصهم على تطبيق تقنية الـVAR حالما توفرت الميزانية المطلوبة. سنواصل الكتابة من أجل الصالح العام للوطن والرياضة والرياضيين حتى يجف حبر قلمنا المتيم في عشق تراب الديرة بحريننا الغالية.
مشاركة :