جو بايدن سيعيد النظر في خفض القوات بالعراق وأفغانستان

  • 1/28/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في إطار حزمة إجراءات لإلغاء سياسات وضعها سلفه الجمهوري دونالد ترامب، يتجه الرئيس الديمقراطي جو بايدن إلى إعادة النظر بخفض القوات الأميركية في العراق وأفغانستان. مع وصول عدد قراراته التنفيذية الهادفة إلى التخلص من النهج الأحادي إلى 33 خلال أسبوعه الأول في البيت الأبيض، امتدت تغييرات الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن إلى النواحي العسكرية، عبر إعادة النظر في قرار سلفه الجمهوري دونالد ترامب بخفض القوات المنشرة منذ سنوات في العراق وأفغانستان، ودعم حلف شمال الأطلسي، وحسمه قضية معادة «ستارت 3» مع نظيره الروسي في اتصال ودي مفاجئ. ووجه بايدن وزير دفاعه الجديد لويد أوستن إلى مراجعة عدد الجنود الأميركيين في العراق وأفغانستان بعد تخفيض عددهم إلى 2500 في كل من البلدين في 15 يناير الماضي بأمر مباشر من ترامب. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مصادر في وزارة الدفاع «البنتاغون»، إن قرار ترامب وضع إدارة بايدن أمام ضرورة «تقييم الدور الاستراتيجي للولايات المتحدة»، خصوصاً في هذين النزاعين. ونقلت الصحيفة عن مدير المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع جون كيربي، أن القرار الرسمي بمراجعة عدد القوات لم يتخذ بعد وسيتم بالاتصال مع السلطات في أفغانستان والعراق، لكنه شدّد على أن إدارة بايدن «تعول على فهم أفضل للوضع الحالي فيما يتعلق بالعمليات في البلدين». وقال كيربي في هذا السياق: «نهجنا المتمثل في السعي لحماية الأميركيين من تهديد الإرهاب من دون إنفاق موارد إضافية على هذا الأمر لم يتغير». وفي 29 فبراير الماضي، وقعت شهدت طرية اتفاقية سلام تاريخية، يتعين بموجبها على الولايات المتحدة وحلفائها سحب جميع القوات من أفغانستان في غضون 14 شهراً، مقابل ضمان حركة طالبان عدم استخدام أراضيها في أعمال تشكل تهديداً لها. حلف الأطلسي إلى ذلك، أعاد بايدن التأكيد على التزامه تجاه حلف شمال الأطلسي «ناتو»، وأعرب عن نيته التشاور والعمل مع الحلفاء بشأن مجموعة كاملة من المخاوف الأمنية المشتركة، بما في ذلك الأوضاع في أفغانستان والعراق والإرهاب الدولي والتعامل مع روسيا وآثار صعود الصين. وفي اتصال مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ شكل تحولاً كبيراً في سياسة الولايات المتحدة، وافق بايدن على العمل معه للتحضير لقمة الحلف في بروكسل في وقت لاحق هذا العام. وبعد أربع سنوات دأب خلالها ترامب على انتقاد التحالفات الطويلة الأمد ونفقاتها، أشاد ستولتنبرغ «بتركيز بايدن على إعادة بناء الأحلاف»، مشدداً على أنّ «شمال الأطلسي هو المكان الذي يلتقي فيه الأوروبيون والأميركيون كل يوم، ومعاً بإمكاننا مواجهة التحدّيات التي لا يمكن لأي دولة منّا أن تواجهها بمفردها». وأوضح ستولتنبرغ، أنّه تحدّث إلى بايدن للتحضير لمشاركته الأولى بالقمة المقبلة لاتخاذ قرارات قوية، كما ناقش معه التحديات التي تشمل الإرهاب وروسيا والصين. وبعد مصادقة مجلس الشيوخ على تعيينه بواقع 78 صوتاً مقابل 22 صوتاً لمصلحته، شدد وزير الخارجية أنتوني بلينكن على أهمية العمل مع حلفاء الناتو وتقوية التحالف عبر الأطلسي. وفي أول نشاطته، أجرى بلينكن محادثات هاتفية مع نظرائه من كندا والمكسيك، واليابان وكورويا الجنوبية تناولت العلاقات الثنائية والتعاون وتعزيز الشراكة ومواجهة التحديات المشتركة والتحالفات، معلناً أنه سيسعى لتنشيط الدبلوماسية في العالم لتعزيز القيم والمصالح الأميركية. وكتب بلينكين في تغريدة، ليل الثلاثاء- الأربعاء، أن «القيادة الأميركية مهمة، ولدينا قدرة فريدة على جمع البلدان الأخرى لمواجهة تحديات وفرص عصرنا». اتصال مفاجئ وفي تطور مفاجئ، تلقى بايدن أمس الأول اتصالاً هاتفياً عملياً وصريحاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تناول ملفات عدة في صلب التوتر غير المسبوق بين الطرفين، وأعربا خلاله عن ارتياحهما من التوصل لاتفاق حول تمديد معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية (ستارت3). وأفاد الكرملين بأن بوتين هنأ بايدن «بمناسبة توليه منصبه»، مشيراً إلى أن «تطبيع العلاقات سيخدم مصالح البلدين والمجتمع الدولي برمته، عملا بمسؤوليتهما الخاصة عن دعم الأمن والاستقرار في العالم». وأردف الكرملين أن بوتين وبايدن ناقشا كذلك «القضايا الملحة للأجندتين الثنائية والدولية»، إذ تم التطرق إلى «فرص التعاون في مكافحة فيروس كورونا، إضافة إلى مجالات أخرى بما في ذلك القطاع التجاري الاقتصادي». بدورها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي إن، بايدن أعرب لبوتين عن القلق إزاء بعض الأنشطة الروسية منها معاملة المعارض المعتقل أليكسي نافالني، موضحة أنه أكد دعم واشنطن «القوي لسيادة أوكرانيا». وبعد الاتصال مباشرة، أحال بوتين إلى مجلس الدوما (الغرفة الأدنى للبرلمان الروسي) مشروع القانون الخاص بتمديد معاهدة «ستارت 3» المبرمة مع الولايات المتحدة عام 2010. وعلى الفور صادق «الدوما» ثم مجلس الاتحاد (الغرفة العليا) أمس على التمديد حتى فبراير عام 2026. وأشار اقتراح بوتين إلى أن تمديد المعاهدة يتوافق مع المصالح القومية ويتيح الحفاظ على شفافية العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن، ودعم الاستقرار الاستراتيجي في العالم. تحذير صيني في غضون ذلك، أكدت الصين أمس، أن التوغل الأخير لطائراتها العسكرية فوق مضيق تايوان يشكّل «تحذيراً جدياً» للولايات المتحدة و«الاستقلاليين» التايوانيين في الجزيرة التي لا تزال تشكّل ملفاً حساساً مع إدارة جو بايدن. وقال الناطق باسم مكتب الشؤون التايوانية الحكومي الصيني جو فنغليان، إن «تلك التدريبات العسكرية في مضيق تايوان تهدف إلى الدفاع بحزم عن سيادتنا، مضيفاً: «هذا تحذير جاد للقوى الخارجية لكي توقف تدخلاتها وللقوى الاستقلالية التايوانية لتكف عن استفزازاتها». وتوغلت نحو عشر طائرات مقاتلة وقاذفات وهو عدد مرتفع بشكل غير مسبوق، السبت والأحد في منطقة الدفاع الجوي التايوانية على بعد نحو 200 إلى 250 كلم عن السواحل التايوانية. وأكدت الولايات المتحدة أن دعمها لتايوان سيبقى «صلباً كالصخر» وحضت بكين على «وقف ضغوطها العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية» على الجزيرة. وحذر الناطق باسم بكين من «أننا لا يمكن أن نعد بالتخلي عن اللجوء إلى القوة ونحتفظ بحق اتخاذ كل الإجراءات الضرورية ضد تايوان». وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، أمس الأول، تعهدت جينا ريموندو التي رشحها بايدن لمنصب وزير التجارة بأن تكون حازمة مع الصين بسبب ممارساتها التجارية «المنافية لقواعد المنافسة». وأضافت أول امرأة تتولى منصب حاكم ولاية رود آيلاند، أن الصين «أغرقت أميركا بالصلب والألمنيوم الرخيص، مما يضر بالعمال الأميركيين وبقدرة شركاتنا على المنافسة»، مؤكدة أنها تؤيد موقف بايدن للتتشاور مع حلفائها لإقامة تجارة عادلة معها.

مشاركة :