«تاج محل».. تحفة المعمار في الهند

  • 9/1/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تاج محل، هو ذلك الأثر الرائع الذي بناه شاه جهان (خامس أباطرة المغول) في الهند على ضفة نهر جمنا على بعد 2 كيلومتر من مدينة أكرا تخليداً لذكرى زوجته ممتاز محل، وهو من أجمل المباني الإسلامية في الهند من حيث الروعة والزخرفة والتصميم الهندسي التي تنطق برقي الذوق والفن وهندسة البناء في ذلك الزمان، الأمر الذي جعل البعض يعده من إحدى عجائب الدنيا، وقد بدأ العمل في بناء هذه التحفة الفنية بعد وفاة ممتاز محل بقليل 1061ه/1650م، على يد المعماري أستاذ عيسى واستمر البناء في هذه المقبرة وتوابعها حوالي اثنين وعشرين سنة، وقد رمزوا لذلك بعمل قباب صغيرة فوق الأبواب، مميزين السنين التي استغرقها العمل في الضريح بقباب بيض وعددها سبع عشرة قبة، وتوابعها بخمس قباب. اقترح شاه جهان إقامة تاج محل من الرخام الأبيض، حتى ينعكس الضوء عليه عند الفجر والصباح والظهيرة والضحى والمساء إلى ضوء القمر، ومن عجائب هذا المبنى أيضاً بناؤه على خاصية النظير التام، فكل جزء من نقش أو قبة أو مئذنة على اليمين يوجد لها نظيرها التام على اليسار، والضريح ينعكس كليّاً على جدول الماء الأمامي. كما يتغير لون تاج محل بتغير فصول السنة وأوقات اليوم. فالزهور تظهر بعد الفجر بلون وردي، وخلال مدة الظهيرة بلون أبيض ناصع، ثم تتحول إلى اللون الرمادي قبل الغروب، و تاج محل مبني من عمارة بيضاء صافية من الرخام والجرانيت، وكان الفن المعماري قد بلغ قمة الإبداع. كذلك يحلي المبنى زخارف نباتية بالحفر البارز والمرصع بأحجار كريمة ملونة وما يزيد المبنى بهاء، أيضاً تلك الحديقة المغولية الكلاسيكية من جهة، والنهر الذي تنعكس صورة المبنى على ضفته من جهة أخرى، ويلاحظ أن تصميمه يعتبر تطوراً للأضرحة الثمانية في بخاري كما أنه يقترب في التصميم من ضريح همايون في دلهي ( 973ه/ 1565م ) وذلك من حيث تماثل التكوين المعماري للمبنى واستخدام القبة المزدوجة والقباب الركنية. وعند الدخول من البوابة يبرز باب المقبرة المبنية على قاعدة مربعة طول ضلعها 94 متراً وارتفاعها 6.60 متر، وتمر بين البوابة والمقبرة قناة صغيرة في وسطها 24 نافورة، كانت تفور بماء الورد أيام السلاطين فيتعطر الجو، أما الآن فتنطلق فيها المياه العادية يوم الأحد فقط. ويقع على يسار المقبرة مسجد اللؤلؤة وعن يمينها دار للضيافة وعند صعود درجات المقبرة نجد البناء يقع في وسط القاعدة المربعة، وفي أركان المصطبة أربع مآذن ممشوقة مستديرة ارتفاع الواحدة 40 متراً وهي منفصلة عن البناء الرئيسي، وتتكون من 3 طبقات فوق قاعدة مثمنة مندمجة في زوايا المصطبة، ويعلوها قبة تحملها أعمدة رشيقة، وهذه المآذن مكسوة بالمرمر الأبيض. أما المبنى نفسه فطول ضلعه 57 متراً، ويأخذ شكل المثمن، ويتكون من أربعة أجزاء كل منها مغطى بقبة تحمل ثمانية عقود، وهذه القباب تحيط بالقبة الرئيسية التي تغطي الفراغ المركزي وهي من النوع البصلي ويبلغ قطر القبة الرئيسية 17.70 متر وارتفاعها من الداخل 24.40 متر، وتعلوها قبة خارجية ارتفاعها 61 متراً وكان أعلاها هلال وحلية من الذهب لكنه استبدل أيام الإنجليز بهلال وحلية من النحاس ويبلغ طول الهلال مع الحلية نحو 31 قدماً.

مشاركة :