يعتقد المعارضون لمصارعة الثيران في إسبانيا، أن نهاية هذه الرياضية الوحشية باتت وشيكة، ويستشهدون على ذلك بالإحصاءات في عدد الحفلات المقامة لهذا الغرض، فقد انخفضت استعراضات مصارعة الثيران في إسبانيا من 953 عام 2007 إلى 398 استعراضاً عام 2014، وفقاً لوزارة الثقافة الاسبانية، إلا أن قطاع مصارعة الثيران يقلل من نسبة الانخفاض التي بلغت 60%. ويعتقد رئيس اتحاد مصارعة الثيران، كارلوس نونيز، أن هذه الرياضة تأثرت بالركود الاقتصادي شأنها شأن الأنشطة الثقافية الاقتصادية الأخرى. رياضة شعبية يصرّ هواة مصارعة الثيران على أن رياضة مصارعة الثيران لاتزال شعبية أكثر من أي وقت مضى. ويقول مدير حلبات البلدية في اليكانتي وفالنسيا وسرقسطة، اجناسيو يوريت ليس هناك فقدان اهتمام لهذه الرياضة بين الجمهور، والانخفاض الاخير يعود إلى الركود الاقتصادي. وتدعمه في ذلك السكرتيرة الفنية للاتحاد الوطني لمنظمي مصارعة الثيران، مار غوتيريز، التي وضعت تقريراً عن الأثر الاقتصادي لمصارعة الثيران، تؤكد فيه أن مصارعة الثيران أدرّت نحو 3.5 مليارات يورو في عام 2014، مشيرة إلى أن حضور مصارعة الثيران زاد بنسبة 5% في عام 2006، أي نحو ستة ملايين شخص، وإن قطاع المصارعة بصدد العودة بقوة، كما تقول. إلا أن جماعات حقوق الحيوان تقول، إن هذا الانخفاض هو المحطة الأخيرة لنهاية هذا النشاط الرياضي. ويقول رئيس منظمة افاتما المناهضة لمصارعة الثيران، خوسيه انريكي زالديفار نحن نشهد بداية النهاية لمصارعة الثيران، وتقول رئيسة حزب باسما، سلفيا باركويرو، وهو حزب سياسي صغير يناور من أجل حظر هذا النشاط إن هذا الانخفاض يعكس عدم الاهتمام بمصارعة الثيران وسط الجمهور. وتشير جماعات حقوق الحيوان إلى أن الفترة ما بين 2003 و2005، تعكس أن مصارعة الثيران في طريقها للزوال على الرغم من أن البلاد لاتزال تتمتع بالازدهار الاقتصادي، فقد هبط عدد الاستعراضات من 850 إلى 781 خلال تلك الفترة. وتقول هذه الجماعة إن دراسة استقصائية في إسبانيا عام 2011 أظهرت أن 8.5% فقط من الإسبان حضروا مصارعة الثيران في ذلك العام، مقارنة بـ9.8% في عام 2007. وتضيف هذه الجماعة أن المحاولات لاستقطاب المزيد من عشاق هذه الرياضة عبر نقلها من خلال التلفزيون قد فشلت تماماً، فقد انخفض عدد المشاهدين إلى أقل من مليون لأول مرة في شهر أغسطس، وكانت نسبة المشاهدين من الجمهور نحو 10%، وهي نسبة تقل كثيراً عن 14.6% وهي نسبة من شاهدوا النقل الحي لمصارعة الثيران عام 2006. وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، قدم حزب الشعب الحاكم دعماً كبيراً لمصارعة الثيران، وصنفها بـالأصول الثقافية، فضلاً عن تشكيل لجنة من الخبراء لمعالجة المشكلات التي تواجهها. وأعاد الحزب بث مصارعة الثيران مرة أخرى عبر التلفزيون، وشكل مؤتمراً دولياً، وطلب من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) تصنيف هذه الرياضية تراثاً عالمياً. وفي الوقت نفسه، سمحت الحكومة الإقليمية في فالنسيا، التي يديرها أعضاء من حزب الشعب، لجمعيات مصارعة الثيران بأن تدلي برأيها في المسائل البيئية. ويحاول حزب الشعب أيضاً إجازة قانون يهدف إلى حفظ التراث الثقافي غير المادي في إسبانيا، والذي من شأنه أن يسمح للحكومة باتخاذ تدابير لحماية هذه الأصول، التي من ضمنها مصارعة الثيران. وتقول جماعات حقوق الحيوان والحزب الاشتراكي والأحزاب القومية الكاتالونية، إن هذه الخطوة التي اتخذها حزب الشعب تعد جزءاً من استراتيجية لإعادة تأسيس مصارعة الثيران في كاتالونيا، التي حظرتها الحكومة الإقليمية هناك في عام 2011. ويقول زالديفار، إن حزب الشعب هو الحزب الوحيد الذي يدعم هذه التدابير، لكنه يستدرك ويضيف أن الانتخابات تفتح الطريق أمام ما يساعدنا لوضع نهاية لمصارعة الثيران. وصرحت عمدة مدريد الجديدة، مانويلا كارمينا، التي تنتمي لمجموعة حزب بوديموس اليساري، أن مجلس المدينة لن يقدم أي دعم مالي لمدرسة مصارعة الثيران في العاصمة. كما أن المجالس المنتخبة حديثاً في نحو 10 بلديات ومدن تقترح إجراء استفتاء حول حظر مصارعة الثيران.
مشاركة :