دعوا الأرقام تتحدث وحدها. فبعد 391 يوماً من الإبلاغ عن أول إصابة بفايروس كورونا الجديد قفز عدد المصابين به اليوم إلى 101 مليون نسمة. وارتفع عدد المصابين في الولايات المتحدة أمس إلى 26 مليوناً. ويعني ذلك أن ربع عدد المصابين في العالم أمريكيون. وإذا أضفنا الهند (10.69 مليون إصابة)، والبرازيل (8.94 مليون إصابة)، فإن ذلك يعني أن هذه الدول الثلاث يوجد فيها أكثر من 40% من المصابين في العالم! وقفز عدد وفيات بريطانيا بالوباء أمس إلى 100.162، لتكون أول دولة أوروبية يتجاوز عدد ضحاياها بسبب الجائحة 100 ألف متوفّى. وفيما جلس الرئيس الإندونسي جوكو ويدودو أمس أمام المصورين الصحفيين ليخضع للإبرة الثانية من لقاح ساينوفاك الصيني، عبرت بلاده لتنضم إلى نادي الأكثر من مليون إصابة. وقفز عدد وفيات العالم أمس إلى 2.17 مليون وفاة. ويقول خبراء صحيون وعلماء إن تلك الأرقام المخيفة قد تكون أقل من الحقيقة كثيراً. ففي بعض الدول الفقيرة يموت الناس بكوفيد-19 في منازلهم، إذ لا تتوافر لهم مشافٍ، ولا رعاية صحية، ولا نظم إحصائية.وبدا رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون ووجهه مفعم بالحزن، وهو يعزي ذوي ضحايا كوفيد-19، معلناً أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عما يحدث في بلاده. وتتمثل محنة بريطانيا حالياً في السلالة الفايروسية التي تم اكتشافها في منطقة كنت، قرب لندن، في سبتمبر الماضي. وتشير الإحصاءات الجديدة إلى أن عدد الوفيات أكبر في المناطق التي تتفشى فيها تلك السلالة. فقد حدث 34% من الوفيات منذ الأول من ديسمبر الماضي في منطقتي جنوب شرق وشرق إنجلترا، حيث يوجد نحو 27% من سكان إنجلترا. بيد أن ذلك لا يعني أن مناطق الشمال الغربي، والشمال الشرقي سلمت من العدد الكبير من الوفيات.ومن المفارقات المدهشة أن الوفيات البريطانية آخذة في الزيادة، في حين أن الإصابات الجديدة آخذة في الانحسار! فقد سجلت بريطانيا خلال الساعات الـ 24 الماضية 20.089 إصابة جديدة، في مقابل 45.533 إصابة جديدة قبل أسبوعين. بيد أنها قيدت خلال الساعات الـ24 الماضية 1631 وفاة. وتحتل بريطانيا حالياً المرتبة الخامسة عالمياً من حيث عدد وفيات كوفيد-19، إذ تتقدمها الولايات المتحدة (435.452 وفاة)، والبرازيل (218.918 وفاة)، والهند (153.751 وفاة)، ثم المكسيك (152.016 وفاة).وفي تطورات الأزمة الصحية في بريطانيا أمس، أعلنت مفوضة الأطفال البريطانية آن لونغفيلد أن الأوضاع تنذر باحتمال أن تظل المدارس مغلقة في الجزر البريطانية حتى الصيف القادم. وقالت إن الجميع يقرون بضرورة إعادة فتح المدارس بأسرع ما يمكن، «لكن الأمل وحده لن يجعل ذلك حقيقة». وذكرت أن فتح المدارس يحتاج إلى وضع خريطة طريق واضحة لتحقيق ذلك. واقترحت أن يعاد فتح المدارس لفئات محددة من الأطفال، على أن يكون حضورهم للدروس في أيام محددة من الأسبوع.أمريكا تنصح بالعودة للمدارسأعلن المركز الأمريكي للحد من الأمراض ومكافحتها (الثلاثاء) أن الأدلة المتوافرة تشير الى أن إعادة فتح المدارس ممكنة، إذا تم اتخاذ الاحتياطات اللازمة في المدارس والحرم الجامعي والمجتمع بوجه عام. وكان الرئيس جو بايدن تعهد في كلمته في حفلة تنصيبه في 20 يناير الجاري بتعليم الأطفال في مدارس تحفها تدابير السلامة. وذكر مسؤولو المركز الثلاثاء أنه ليس ثمة ما يمنع عودة التلاميذ والطلاب للدراسة إذا تم الالتزام بارتداء الكمامات، والحفاظ على مسافة التباعد الجسدي. غير أن مسؤولي الولايات أبدوا رغبتهم في إضافة تدابير أخرى، كتقييد عدد الحضور في قاعات الطعام، ومنع الرياضة في الصالات التي لا تتمتع بتهوية جيدة. وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية مواطني الولايات المتحدة الليل قبل الماضي من أنها قد لا تتمكن من تقديم مساعدة تذكر لأي شخص يسافر إلى الخارج دون أن يكون هناك سبب ضروري يحتم سفره.< Previous PageNext Page >
مشاركة :