أدى تفشي مرض أنفلونزا الطيور إلى نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة سامراء الواقعة شمال العاصمة بغداد، فيما تكافح السلطات لاحتواء انتشار الوباء إلى المحافظات المجاورة. وتحولت أقفاص حقول هيثم الحماش الواقعة في منطقة قريبة من سامراء التي تبعد حوالي 100 كيلومتر شمال بغداد إلى «مقبرة». ويتنقل عمال ملثمون حول عدد من الدجاجات الحية لالتقاط الميتة منها وقذفها داخل مؤخرة شاحنة قريبة. ويقول الحماش «الدجاج يموت ولا يمكننا فعل شيء لها حالياً». واحيطت حقول الحماش مؤقتاً بخنادق لمنع تسرب الدجاج المصاب، فيما يقوم أطباء بيطريون يرتدون بدلات بيضاء بفحص الفراخ المتبقية. وبدأ الخميس، تفشي مرض أنفلونزا الطيور في محافظة صلاح الدين الشمالية، وسامراء إحدى مدنها. وأعلن المحافظ أنه بحلول الجمعة الماضية، نفقت ما لا يقل عن 60 ألف دجاجة. لكن المزارعين في سامراء يقولون إن خسائرهم كانت أعلى من ذلك بكثير. من جانبه، يقول الحماش «فقدنا ما يقرب من 190 ألف دجاجة». وقال فؤاد برهان، وهو صاحب مزرعة دواجن أخرى، أن السلطات لم تكن قادرة على دعم جميع المزارع. واوضح برهان «ذهبنا إلى وزارة الصحة ولم يعطونا أي شيء، لقاح إتش 5 غير متوفر لذلك تُرك الدجاج ليموت». من جانبها قالت وزارة الزراعة العراقية الإثنين إن العدوى انتقلت إلى الدجاج من طيور برية أتت من خارج البلاد. وقال المتحدث باسم الوزارة حميد نايف «تم عزل الدجاج وتعقيم المتاجر وطوقنا المنطقة، اتخذنا إجراءات للحد من دخول أي دجاجة من سامراء إلى محافظات أخرى». وأشار إلى إنه لا يمكن عمل الكثير، موضحا «لا يوجد لقاح لانفلونزا الطيور في العراق لان المرض لا ينتشر كل عام. العام الماضي لم نلاحظ تفشي المرض بينما قبل عامين كان أكبر بكثير من هذا العام». وتؤمن الزراعة واحدة من كل خمس وظائف في العراق و5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الذي يهيمن عليه قطاع النفط. وتسبب الانخفاض التاريخي لأسعار النفط الخام في العام الماضي بالاضافة لانتشار جائحة «كوفيد-19» بأزمة مالية غير مسبوقة في البلاد، حيث يتوقع أن تتضاعف معدلات الفقر. لكن هناك جانباً إيجابياً لانخفاض الواردات يتمثل في ارتفاع إنتاج البيض المحلي من 11 مليون بيضة بداية عام 2020 إلى 17 مليوناً بحلول الصيف، وفقاً لوزارة الزراعة. ومن المرجح أن تنخفض هذه الأرقام خوفاً من انتشار أنفلونزا الطيور إذ حظرت سلطات أقليم كردستان الشمالي استيراد الدجاج من جنوب البلاد وأغلقت مزارع الدجاج الخاصة بها.
مشاركة :