عميلة الموساد «ياعيل» تروي كيف عاشت في بيروت لأشهر

  • 9/1/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

سمحت الحكومة الإسرائيلية بنشر قصة حياة عميلة سابقة في «الموساد» (جهاز المخابرات الخارجي)، التي عاشت في بيروت أشهرا عدة، سنة 1973. ومهدت بذلك لعملية اغتيال ثلاثة من قادة منظمة التحرير الفلسطينية، بدعوى أنهم ينتمون إلى الخلية المسؤولة عن تنفيذ عملية اغتيال الرياضيين الإسرائيليين في الألعاب الأولمبية في ألمانيا سنة 1972. وتنشر تفاصيل هذه القصة في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ابتداء من ملحق يوم الجمعة المقبل، تحت عنوان «المستهدفون الثلاثة في بيوتهم». وهي ملخص لكتاب سيصدر لاحقا. ورغم مرور أكثر من 42 سنة على العملية، أبقت الحكومة الإسرائيلية على خيوط عدة سرية، ولم تجز نشر اسم العميلة، مع أنها تجاوزت التاسعة والسبعين، وتكتفي بالإشارة إليها بالاسم المستعار «ياعيل»، التي عدتها «العين الراصدة للموساد في بيروت». والحديث يجري عن العملية التي أطلق عليها الموساد اسم «فردان»، وسماها أحد قادتها، إيهود باراك، «ربيع الشباب»، وتم خلالها اغتيال محمد يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان. وتكتب الصحيفة: مساء التاسع من أبريل (نيسان) 1973، وفي إحدى أكثر عمليات الموساد الإسرائيلي جرأة، تمت تصفية ثلاثة مسؤولين فلسطينيين كبار في بيوتهم في بيروت، وهم الذين كانوا ضمن المسؤولين عن قتل 11 رياضيا إسرائيليا في أولمبياد ميونيخ. ولم يكن يعرف محاربو وحدة النخبة في الجيش، الذين شاركوا في عملية «ربيع الشباب» الدور الذي قامت به في تلك الليلة عميلة الموساد «ياعيل»، التي ولدت في كندا ونشأت في الولايات المتحدة، وكانت تقيم في بيت مستأجر في شارع الوليد في بيروت، أمام بيوت الشخصيات الثلاث، وتعقبت تحركاتهم خلال الأسابيع التي سبقت العملية، ونقلت المعلومات الاستخبارية في بث مباشر إلى قادتها في إسرائيل. بعد 42 سنة من تلك الليلة، ما تزال هوية «ياعيل» التي تبلغ من العمر 79 عاما اليوم، مجهولة، ويمنع نشر صورة لها خشية أن تحاول جهات معادية الانتقام منها على دورها في العملية. ورغم هذه القيود، فقد قررت أخيرا، كشف جانب من قصة حياتها، وفي هذه الأيام سيصدر عن منشورات «الكيبوتس الموحد» كتاب «ياعيل - محاربة الموساد في بيروت». وقامت بتأليف الكتاب، الصحافية المؤرخة، أفرات ماس، اعتمادا على محادثات أجرتها طوال عامين مع ياعيل ومع الأشخاص الذين عملوا معها، وبعد أن مر الكتاب على رقابة عسكرية صارمة. وكانت ياعيل قد التقت مساء التاسع من أبريل 1973 في أحد فنادق بيروت، مع شريكها في العملية، ابيتار، وأبلغته أن المستهدفين الثلاثة يوجدون في منازلهم. وبعد ساعات عدة، استيقظت ياعيل من نومها في بيتها على دوي الرصاص. «زحفت على الأرض ونظرت إلى الخارج لرؤية ما يحدث». تقول ياعيل: كانت ثلاث سيارات كبيرة تقف في الشارع، وتزايد دوي الرصاص، وحدث كل شيء بسرعة، وفجأة سمعت أحدهم يصرخ بالعبرية: «تعال إلى هنا، تعال إلى هنا». عندما سمعت العبرية في بيروت عرفت أنه حان وقت العملية، وربطت بين ما يحدث وبين المعلومات التي سلمتها قبل ساعات لابيتار. وتتحدث ياعيل في اللقاء، عن طفولتها في الولايات المتحدة، وعن تجنيدها للموساد بعد قرارها الهجرة إلى إسرائيل. وقد عملت تحت قيادة مايك هراري، قائد كتيبة «قيسارية»، المسؤولة عن جمع المعلومات في الموساد. وبعد فترة وجيزة من اجتيازها للتدريب، تم إرسالها في مهمتها الأولى: جمع معلومات في بيروت. وعلى مدار فترة من الزمن دامت أشهرا، كانت تتنقل جوا بين بيروت وبروكسل، بادعاء أنها كاتبة تعد بحثا عن سيدة إنجليزية عاشت في القرن التاسع عشر ردحا من الزمن في لبنان. وقد سكنت ياعيل بداية في فندق، ومن ثم عثرت على شقة في شارع الوليد، كانت تطل على بيوت قادة منظمة التحرير الفلسطينية. وبعد اغتيال الثلاثة، بقيت لخمسة أيام في بيروت، ثم غادرتها. وتحكي ياعيل عن اللقاء المؤثر بينها وبين رئيسة الحكومة غولدا مائير في حينه، التي طلبت التعرف على المرأة «التي خاطرت بحياتها من أجل الدولة». وتقول ياعيل إن غولدا صدمت حين شاهدتها تدخل إلى الغرفة، وقالت لها: «هل فعلت هذه الطفلة الصغيرة كل هذا؟».

مشاركة :