لا يختلف اثنان على أن المدرب الأوروغوياني السابق لنادي النصر جوزيه كارينيو الذي يقود المنتخب القطري حاليًا قد خلف قبل رحيله فريقًا مميزًا استحق أن يحصد معه بطولة الدوري في موسم - حينما صنع فريقًا مهابًا بمستوى لاعبيه الفردي وبأدائهم الجماعي وبروحهم الوثابة، وأن تلك العطاءات التي قدمها كارينيو ظلت باقية يستمطرها النصراويون متى شاءوا. النصر وعلى الرغم من مرور مدربين اثنين عليه بعد رحيل كارينيو هما الإسباني كانيدا الذي قاد الفريق حتى منتصف الموسم الماضي قبل إقالته، والمدرب الأروغوياني ديسلفا الذي خلف كانيدا وقاده لتحقيق الدوري لايزال على الرغم من ذلك يعيش على ما خلفه المدرب الذي لا يزال يأسر قلوب النصراويين حتى أن ديسلفا الذي احتفظ باللقب للموسم الثاني لم يستطع أن يحتل شيئًا من المساحة التي تركها ابن جلدته. على النقيض تمامًا مع أي مدرب يحقق بطولة لاسيما إذا كانت تلك البطولة بحجم بطولة الدوري إذ يستحوذ على حصة الأسد من قصائد الثناء ونياشين الإشادة تمامًا كما حدث لكارينيو إلا أن ديسلفا لم يسجل أي نقاط إعجاب لصالحه إذ ظلت الجماهير النصراوية تنادي بحتمية رحيله بل إنها لم توفر شيئًا من النعوت التي غالبًا ما يوسم بها المدربون الفاشلون من نوعية "سباك وطباخ"، وزاد من مساحة الغضب فشله في تحقيق بطولة كأس الملك بنهاية الموسم الماضي أمام غريمه الهلال في المباراة الشهيرة التي شهدت هدف التعادل لمدافع الهلال محمد جحفلي الذي عرقل صعود النصر لمنصة التتويج بعد أن كان متقدمًا بهدف عن الدقيقة من الشوط الاضافي الثاني قبل أن يحسمها "الزعيم" بركلات الترجيح. كرة الثلج أو بالأحرى كرة النار كبرت مع مطلع الموسم الجديد الذي دشنه النصر بخسارة بطولة "السوبر" التي احتضنتها العاصمة لندن ومرة أخرى أمام الجار الأزرق اللدود، وهو ما جعل النصراويون بمختلف شرائحهم يتنادون في وجه الرئيس الأمير فيصل بن تركي مطالبين برحيله، وهو الذي عرف عنه تمسكه بقناعاته، وقدرته على مواجهة أقوى التحديات بيد أن التعادلين اللذين دشنهما الفريق وهو في أولى خطوات مشواره للاحتفاظ باللقب أمام هجر والقادسية جعلا الضغوطات أكثر من أن تحتمل. الحقيقة التي لا مفرّ منها أن الدجاجة التي خلفها كارينيو لتبيض ذهبًا يبدو أنها ستصاب بالعقم ما لم يسارع النصراويون لمعالجتها، فكل البوادر تشير إلى أن الرصيد الفني والمعنوي الذي تركه المدرب الأروغوياني الأشقر في بنك النصر بدأ ينفد بعدما استنزف بشدة في العامين الماضين.
مشاركة :