لليلة الثالثة على التوالي، عادت المواجهات العنيفة إلى الاندلاع بين متظاهرين وقوات الشرطة التونسية، فيما حذرت جماعة مدافعة عن حقوق الإنسان من الاستخدام المفرط للقوة. تشهد منطقة حي التضامن قرب العاصمة التونسية وهو أكبر الأحياء الشعبية في تونس مواجهات عنيفة بين متظاهرين وقوات الشرطة منذ الساعات الأولى من مساء اليوم الاثنين (18 كانون الثاني/يناير 2021). وهذه هي الليلة الثالثة للاحتجاجات في حي التضامن الذي يضم فئات واسعة من الطبقة الفقيرة غرب العاصمة، ولكنها الأكثر عنفاً وحضوراً لقوات الأمن. وقال مصور لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. ا) الذي عاين الموجهات إن فرق خاصة لمكافحة الشغب ومدرعات وصلت إلى الحي وأطلقت الغاز المسيل للدموع كما استخدمت خراطيم المياه لتفريق المحتجين وملاحقتهم في الشوارع والأزقة. ورشق المتظاهرون قوات الأمن بالحجارة وقطعوا طرقاً وأحرقوا العجلات المطاطية. وتشهد العديد من الأحياء في أنحاء تونس، ومن بينها أحياء في ضواحي العاصمة، منذ أيام مواجهات بين متظاهرين وقوات الشرطة حتى ساعات متأخرة من الليل على الرغم من حظر التجوال الليلي. اقرأ أيضا: الذكرى العاشرة للثورة.. ما خلفيات الاضطرابات في تونس؟ وقالت الشرطة التونسية اليوم الاثنين إنها اعتقلت نحو ألف، فيما قال شهود إن متظاهرين اشتبكوا مع قوات الأمن في مدينة القصرين. وقال شهود في المدينة إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع بينما كان شبان يحرقون الإطارات ويقذفون بالحجارة بعد ساعات من تجمع محتجين في العاصمة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين. تأتي الاحتجاجات والمصادمات في أعقاب الذكرى العاشرة للثورة التي جلبت الديمقراطية لكنها جلبت أيضاً على تونس الكثير من المصاعب الاقتصادية والاجتماعية وسط تزايد الغضب من البطالة المزمنة وتردي الخدمات العامة. العفو الدولية تدعو لضبط النفس ودعت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن إلى ضبط النفس. واستشهدت بلقطات مصورة تظهر أفراداً من الشرطة يضربون ويجرّون أشخاصاً بعد احتجازهم، وقالت إن على السلطات أن تفرج فورا عن حمزة نصري جريدي، وهو ناشط حقوقي اعتقل اليوم الاثنين. خ.س/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
مشاركة :