اليمن.. تعز تئن من ضربات مرض حمى الضنك

  • 9/1/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كشف تقرير استقصائي عن إصابة أكثر من (27.530) مواطنًا بمرض حمى الضنك خلال ثلاثة الأشهر الماضية، في محافظة تعز- جنوب غرب اليمن- مما ينذربكارثة حقيقة جراء انتشار هذا المرض بشكل مخيف، نتيجة انعدام الخدمات الصحية وتوقف المستشفيات والمراكز الطبية في عاصمة المحافظة وأريافها بسبب الحرب الدائرة والحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح على مدينة تعز منذ مطلع شهر مارس الماضي. فيما قال مسؤولون وأطباء يعملون في مستشفيات تعز لـ»المدينة»: إن أعداد الإصابات بمرض حمى الضنك من سكان المدينة ارتفع خلال شهر أغسطس الماضي، بشكل كبير، وهو ما أكده تقرير صادر عن مؤسسة التوعية والإعلام الصحي، والذي قال: «إن17430 حالة أصيبت بمرض حمى الضنك، خلال شهر أغسطس الماضي، وأن 832 حالة وفاة جراء هذا الوباء، منذ مارس الماضي، سجلتها ما تبقى من مستشفيات تعز، وذلك في مؤشر خطير لتفشي هذا الوباء بشكل مخيف، الأمر الذي ينبئ بكارثة إنسانية مفزعة تواجهها مدينة تعز ما لم تسارع المنظمات الدولية إلى إنقاذ القطاع الصحي في المدينة التي تعتبر الأولى على المحافظات اليمنية في الكثافة السكانية، حيث يقطنها حوالى (3 ملايين ومائتي ألف نسمة)- وفقًا لتعداد السكاني لعام 2004م. في حين أعلنت الحكومة اليمنية، الأسبوع الماضي، تعز «مدينة منكوبة»، على خلفية الوضع المأسوي الذي تعيشه المحافظة جراء قصف مليشيات الحوثي وصالح لسكان المدينة بأنواع الأسلحة وفرض حصار خانق على المحافظة. أكد تقرير لمؤسسة التوعية والإعلام الصحي، عن تفشي مرض حمى الضنك في محافظة تعز،نتيجة الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي وصالح على المدينة، كنوع من اسلحتها التي تستخدمها في الحرب التي تشنها على المدينة منذ 17/أبريل/2015م، والتي أدت الى تعطيل برامج الوقاية والمكافحة، وتوقف أداء المكاتب الحكومية والسلطات المحلية، مما جعل من محافظة تعز بؤرة حاضنة لتكاثر البعوض ونواقل الأمراض وفي مقدمتها مرض حمى الضنك الذي يهدد حياة المئات من المواطنين. ورصد التقرير الذي أصدرته أمس الأول، مؤسسة التوعية والإعلام الصحي-مؤسسة مدنية غير ربحية وتعمل ضمن شبكات منظمات المجتمع المدني المهتمة في المجال الصحي في اليمن- إصابة (17430) حالة بمرض حمى الضنك خلال شهر أغسطس الماضي، وهؤلاء فقط ممن يقطنون مدينة تعز-عاصمة المحافظة- وهذا الرقم هو فقط لمن تمكّنوا من الوصول إلى (4) مستشفيات التي لا تزال تعمل في مركز المحافظة ما بين أكثر 800 مرفق طبي وصحي أوقفت عن العمل منذ الأيام الأولى من الحرب التي شنّتها ولا تزال تشنّها جماعة الحوثيين المتمردة وحليفها صالح، على مدينة تعز وقصفها العشوائي وحصارها المفروض على المدينة منذ بداية المواجهات المسلحة منتصف أبريل الماضي، ما أدى إلى تكدس القمامة في شوارع وأحياء المدينة، فضلا الى انعدام الخدمات الطبية وغياب الادوية، وهذا مؤشر خطير لتفشي هذا الوباء بشكل مرعب. وأشار التقرير إلى أن مستشفى الروضة استقبل خلال شهر أغسطس الماضي فقط (8086) حالة إصابة بمعدل (311) حالة في اليوم، فيما استقبل مستشفى التعاون (5230) حالة بمعدل (201) حالة في اليوم الواحد. واستقبل المستشفى الجمهوري (3100) حالة بمعدل (119) حالة خلال اليوم، واستقبل مستشفى الحكمة (1014) حالة بمعدل (39) حال. فيما بلغت حالات الوفاة (15) حالة وهي الحالات التي تمكنت من الوصول الى هذه المستشفيات لكنها بمرحلة متأخرة من الإصابة، في حين لا تزال عملية الرصد جارية في المديريات لإصدار تقرير شامل عن حمى الضنك في محافظة تعز. وكشف تقرير للمؤسسة أصدرته نهاية يوليو الماضي، عن إصابة أكثر من (10.100) حالة بمرض حمى الضنك، في الوقت الذي تسبب الوباء بوفاة 69 شخصا. وتستمر المستشفيات العمل بإمكانيات شحيحة وتقتصر على الطوارئ واستقبال جرحى الحرب والمجازرالوحشية التي تشهدها مدينة تعز، بالإضافة إلى أنها تفتقد للأجهزة المخبرية الخاصة بالفحوصات الدقيقة وكذلك المحاليل وأجهزة نقل الصفائح، مما يجعل من الصعوبة اكتشاف أنواع المرض المتعددة والمراحل. الأكثر خطورة إلا من خلال الأعراض فقط، مما يؤدي إلى انتشار الوباء على نطاق واسع وخصوصاً في الارياف التي أغلقت فيها المراكز الصحية بعد قرابة شهر من اندلاع المواجهات المسلحة لافتقدها لأبسط الاحتياجات الطبية. ولا تزال المشكلة تتفاقم يوماً عن يوم نتيجة وقوع المستشفيات العاملة في دائرة الاستهداف بالقذائف، مما يزيد مخاوف الكادر الصحي والاحجام عن العمل، إضافة إلى قلة أسرة التنويم ، ونقص الدم، وإغلاق المختبر المركزي وبنك الدم مما زاد من حدة المأساة، يرافق ذلك افتقار المستشفيات للأدوية والمستلزمات الطبية نتيجة استمرار الحصار المفروض على المدينة من قبل مليشيات الحوثي وقوات التابعة لصالح.وتشهد المحافظة أوضاع مجتمعية متردية وذلك بحرمان معظم السكان من الحصول على الخدمات الصحية في ظل انتشار القمامة وغياب وسائل النظافة، والمياه الراكدة والمستنقعات، والاعتماد على المياه غير النظيفة، مما يؤدي إلى تكاثر البعوض الناقل لحمى الضنك والأمراض الأخرى المنتشرة بكثافة حالياً.* الى ذلك، شدّدت «منظّمة الصحة العالمية» على ضرورة إقامة ممرّ إنساني لضمان توفير الرعاية الصحية لأكثر من ثلاثة ملايين شخص في محافظة تعز (غرب اليمن)، إذ أدت الحرب والأزمة الإنسانية إلى افتقار آلاف الأشخاص إلى العلاج، وإلحاق أضرار جسيمة بالمرافق الصحية، وانتشار حمّى الضنك. وقال المدير الإقليمي للمنظّمة في شرق المتوسط، علاء العلوان- أمس الأول: «على أطراف النزاع التقيّد بوقف إطلاق النار وتجريد كل المستشفيات والمرافق الصحية في تعز من السلاح، والسماح بالإيصال الآمن للإمدادات، وتنفيذ التدابير الرامية إلى السيطرة على تفشّي حمّى الضنك، وتوفير العلاج والتمكين من الوصول إلى المصابين والمرضى الآخرين». وأصدر بياناً جاء فيه: «نحن في حاجة إلى الحماية والأمن لجميع العاملين في مجال السيطرة على حمّى الضنك في تعز، بما في ذلك الرش الموضعي، والتثقيف الصحي للمجتمعات وتوزيع الإمدادات». وأشارت «منظّمة الصحة العالمية إلى ارتفاع شديد في معدّل الإصابة بهذه الحمّى في المحافظة خلال الأسبوعين الماضيين، من 145 حالة مشتبه فيها في مطلع آب(أغسطس) إلى 421 حالة في 25 من الشهر ذاته. ومع استمرار انعدام الأمن والنزوح الجماعي للآلاف من الأشخاص، يُرجّح تدهور الوضع في الأيام المقبلة، ما قد يعرّض أكثر من 3.2 مليون شخص إلى أخطار إضافية. وقال العلوان: «أرتفع عدد حالات الإصابة بحمّى الضنك المبلّغ عنها إلى ثلاثة أضعاف في تعز هذا الأسبوع. هناك حاجة ملحّة إلى فتح ممر إنساني لتقويم الوضع واتّخاذ تدابير الرصد».وذكّرت المنظّمة العالمية جميع أطراف الحرب بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والمرافق الصحية، والعاملين في مجال الصحة أثناء النزاع. وشدّدت على ضرورة التعامل مع المرافق الصحية كمناطق محايدة وعدم استغلالها لأغراض عسكرية. كما دعا رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية لـ «الصليب الأحمر» في تعز أوليفييه شاسو، الأطراف الميدانية إلى السماح بالمرور الآمن لسيارات الإسعاف والعاملين في المجالين الطبي والإغاثي ليتسنّى إنقاذ أرواح الناس وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة. وأشار إلى أن الوضع الصحي في تعز متردٍ جداً والمستشفيات النادرة، التي ما زالت تعمل، تضطر إلى استقبال أعداد كبيرة من الجرحى في ظل نقص حاد في الإمدادات. وأضاف: «تعترض اللجنة الدولية صعوبات كبيرة في توزيع الإمدادات الطبية والجراحية المنقذة للحياة على عدد من المستشفيات في تعز».

مشاركة :