يمثل الغذاء لمريض الكبد موضوعاً غاية في الأهمية لما فية من كثرةالكلام العام المنتشر بين جموع الناس والموروثات القديمة المتعلقة بأمراض الكبد وكذلك لأن الأكل شيئاً ملازم للمريض ليل نهار ولمافية من فوائد وخطورة على المريض. والحقيقة أن معظم المعلومات المتداولة بين الناس خاطئة وللأسف بعضها يتسبب فى تتدهور الحالة وهو مايدعونا إلى الاهتمام بهذاالموضوع. وأمراض متنوعة ومختلفة وليس كل مريض كالآخر، وليست كل مرحلة في النوع الواحد مثل الأخرى،لذلك يختلف الممنوع والمسموح من أنواع الأكل كل حسب حالته ودرجتها وتطورها. إن غذاء مريض الالتهاب الكبدي الفيروسي الصحيح لايحتوي على أي ممنوعات بشرط أن يكون متوازناً ونظيف وصحي. والأكل الصحي لجميع الناس هو الذي يحتوي على جميع العناصر الغذائية وبعيداً عن الأملاح الزائدة والسكر والدسم الزائد فمريض الالتهاب الكبدي الفيروسي يأكل كل شيء طالما هو صحي،أما الكلام الشائع بين الناس من أنه يكثر من أكل السكريات والعصائر ويبتعد عن الدهون فلانجد له أصل علمي ويضر ببعض المرضى والصحيح في حالة الالتهاب الحاد أن يكون الأكل متوازن مع الراحة التامة حتى انتهاء المرحلة الحادة،أما الالتهاب المزمن وهو الشائع فيأكل المريض أكل عادي ويمارس الحياة العادية مع الإقلال من الملح والسكر الزائد والإجهاد المتواصل. أما مريض التليف الكبدى: فيخلط الناس ً بين أمراض الكبد ودرجاتها فيخلطون بين الالتهاب الكبدي والتليف الكبدي،وكذلك بين التليف المبدىء والتليف المصحوب بفشل فى وظائف الكبد، والحقيقة أن المريض في معظم هذه المراحل لايتم منع أي غذاء عنه طالما أن الكبد يؤدي وظائفة. ولكن في حالات الفشل الكبدي المصحوبة بتورم القدمين واستسقاء بالبطن يجب الإقلال من الملح والموالح،والمقصود بالملح هو ملح الطعام والموالح جميع الأكلات الأخرى المحتوية على كمية كبيرة من الملح مثل:الفسيخ والسردين والفواكه المالحة وغيرها. فالملح يسبب عموماً تخزين السوائل بالجسم وخاصة في مريض الفشل الكبدى لاختلال وظائف الكبد والغدد الصماء التي تعادل زيادة كمية الملح في الإنسان العادي فيجب الإقلال منة عموماً في جميع الناس،وخاصة في مريض التليف الكبدي ويجب الامتناع عنه في حالة الاستسقاء. اللحوم : أما اللحوم فهي الشغل الشاغل لعموم مرضى الكبد وللأسف يتبرع كثير من الناس بالنصح بالأمتناع عن تناولها بمجرد أنه مريض كبد بصرف النظر عن طبيعة حالته ودرجتها وهو ما يضر ببعض الحالات، والصحيح أنه لايتم منع اللحوم مطلقاً في مرضى الكبد طالما أن المريض ليس في غيبوبة كبداية بل والعكس في بعض الدراسات لا يتم منعها أبدا بل يتم الإقلال منها فقط. فحتى مريض التليف الكبدي المصحوب بفشل بوظائف الكبد من تورم القدمين واستسقاء بالبطن يسمح له بنتاول يومياً من جرام إلى جرام ونصف بروتين حيواني لكل كيلو جرام من وزن جسمة( 120جرام بروتين في متوسط الأحوال)، واللحوم التي يتناولها الناس يمثل البروتين 30% منها فقط مما يعني أن مريض الكبد يجب أن يتناول من 160 إلى 200 جرام لحوم يومياً طالما ليس في غيبوبة كبدية،واللحوم مهمةلمريض الكبد جداً حيث يتم تصنيع جميع جزيات المناعة،وكذلك الألبومين داخل الجسم منها وايضا العضلات وغيره من خلايا الجسم وتحتوى اللحوم وخاصة لحوم الحيوانات على مواد لاتوجد في غيرها وعدم تناولها يضر بالمريض على مدار الأيام ويسبب في نقص وزن المريض وكذلك بعض أنواع فقر الدم ويتبعها أضرار. الغيبوبه الكبديه: أما في حالة الغيبوبة الكبدية فيتم منع البروتين الحيواني (بكل أنواعه:لحوم – دجاج – بيض –البان – أسماك) طوال مدة الغيبوبة فقط،ويتم السماح بتناولها بعد الأفاقة،بل إن بعض الأبحاث لاتمنع تماماً تناول البروتين الحيون أثناء الغيبوبة بل تقلل منها فقط(بمعدل نصف جرام لكل كيلو جرام من وزن المريض يومياً) أما البورتين النباتي فيتم تناوله. الأسماك: فهى بروتين حيوان خفيف قال عنها الله تعالى: (وتستخرجون منه لحم طريا)، أي من البحر فهي عموما مستحبة لجميع الناس والأعمارلما تحتويه على أملاح ومعادن مهمة وينطبق عليها ما على اللحوم الأخرى من المنع والأباحة. عسل النحل : هوموضوع شائك جدا لما نزل فية من آيات الله عز وجل من قولة تعالى: (فيه شفاء للناس)، وهو فعلاً كذلك، كما قال الله تعالى،ولكن الله تعالى قال أيضا ً (وكلوا واشربو ولاتسرفوا)، وهذا هو الفرق بين ما يشاع بين الناس وبين المفروض أن يحدث. فبعض الناس يتناول كميات كبيرة جداً وبطرق مختلفة في علاج بعض الأعراض أوالأمراض وهو ماقد يتسبب في بعض الأمراض الأخرى لعدم الحكمة فى تناوله بالاعتدال المطلوب الذي أراده الله في جميع المأكولات، والعسل إذا تم تناوله باعتدال يساعد في تقوية المناعة وينشط الجسم عموما لما فيه من مواد عظيمة الفائدة،أما إذا تم الإسراف فيه فقد يأتي بنتائج عكسية وخاصة في مرضى التهاب وقرح الجهاز الهضمي لما فيه من الحمضية مما يحفز إفراز الحمض من المعدة،والعسل لمريض الكبد كغيرة من الناس مفيد عموماً وليس في الكبد خاصة فيجب تناوله باعتدال وعدم أخذه كعلاج مستمر أوعادة مستمرة. وأخيراً: أرجوا من الناس جميعاً و المرضى عدم إعطاء النصيحة لغيرهم لأختلاف الحالات عن بعضها و عدم التطوع بالنصح عن غير معرفة مما قد يضر بالمريض دونما نشعر مما يحملنا المسؤولية في ذلك،وكذلك أنصح المرضى بعدم اتباع النصحية في أي شيء خاص بالمرض من غير طبيبه المتخصص المتابع لحالتة، شفا الله كل مريض ووقا كل سليم. د.عمرو المستكاوي استشاري ومدرس أمراض الكبد والجهاز الهضمي والمناظير بمستشفى الحمادي بالرياض استشاري حركيةالجهاز الهضمي عضو الجمعية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي عضو الجمعية الأوروبية لمناظير الجهاز الهضمي
مشاركة :