طالب أطباء ومسؤولون في القطاع الصحي في لبنان بتمديد فترة الإغلاق العام في البلاد، مع استمرار تدفّق المصابين إلى المستشفيات وتسجيل معدلات إصابات ووفيات قياسية. وبدأ لبنان فجر الخميس إجراءات إغلاق عام أكثر تشدداً من سابقاتها تتضمن منع تجول على مدار الساعة لنحو أسبوعين للحدّ من ارتفاع معدلات الإصابات القياسية ولتخفيف الضغط عن القطاع الطبي المنهك مع بلوغ غالبية المستشفيات طاقتها الاستيعابية القصوى. وسجّل لبنان رسمياً حتى الآن نحو 256 ألف إصابة، بينها 1,959 حالة وفاة. وفي الصين يعمل مئات العمال الذين يتناوبون على مدار 24 ساعة في اليوم في مدينة صينية لكي يشيدوا، في غضون أيام قليلة، مركزًا ضخمًا للحجر الصحي لمكافحة تفشي كوفيد-19 في المنطقة الواقعة على مسافة 300 كيلومتر جنوب بكين. استطاعت الدولة الآسيوية السيطرة على الوباء إلى حد كبير منذ ربيع 2020 بفضل الحجر الصحي وفرز المسافرين القادمين من الخارج وتتبع تنقلات السكان وحتى جعل اختبارات الكشف إلزامية. ومنذ منتصف مايو، تم تسجيل وفاة واحدة فقط في الصين الأسبوع الماضي. لكن اكتشاف مئات الإصابات بكوفيد-19 في الأسابيع الأخيرة، حتى لو كانت أقل بكثير من المستويات المسجلة في أوروبا والولايات المتحدة، أثار استجابة قوية، مع فرض حجر صحي واختبارات إلزامية. وأدى التفشي الحالي للفيروس في شيجياتشوانغ (11 مليون نسمة)، عاصمة مقاطعة خبي (شمال) المحيطة ببكين، إلى دفع السلطات لبناء مركز حجر صحي كبير في المدينة لعزل الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالوباء. وتذكر هذه المشاهد بالمستشفيات الموقتة التي شيّدت خلال أيام في ووهان، المدينة الصينية حيث تم اكتشاف فيروس كورونا المستجد لأول مرة فيها. وسيتم تجهيز مركز الحجر الصحي قيد الإنشاء في شيجياتشوانغ وبمجرد الانتهاء، في غضون أيام قليلة وفقا لوسائل الإعلام، سيبدأ المركز باستقبال المصابين. وسيكون المركز قادرا على استيعاب أكثر من أربعة آلاف شخص في المجموع، وفقا للتلفزيون الوطني. وقد بدأ تشييده في 13 يناير وسط ظهور بؤر صغيرة لكوفيد-19 في مدن في شمال الصين. وقد فرض حجر صحي على الملايين من السكان هناك، كما خضعوا لاختبارات كشف إلزامية. في سياق منفصل حذر علماء من أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا التي جرى اكتشافها في جنوب أفريقيا ربما تتمكن من التسلل عبر أجزاء من الجهاز المناعي لنحو نصف الأشخاص الذين أصيبوا بسلالات مختلفة في وقت سابق. ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن باحثين القول إنه يبدو أن التحور في جزء معين من البروتين الشوكي الخارجي للفيروس يكسبه قدرة على «الهروب» من الأجسام المضادة. وخلص أكاديميون من جنوب أفريقيا إلى أن 48% من عينات الدم لأشخاص أصيبوا بفيروس كورونا في السابق لم تظهر رد فعل مناعي للسلالة الجديدة. وقال أحد الباحثين «من الواضح أن لدينا مشكلة». وقال كبير الباحثين القائم على الدراسة بيني مور إن الأشخاص الذين أصيبوا بأعراض قوية لفيروس كورونا في الإصابة الأولى ولديهم رد فعل مناعي أقوى، أقل عرضة للإصابة مجددا. ويشار إلى أن الأجسام المضادة تعد جزءا رئيسيا من المناعة التي تنتج عن اللقاحات، ولكنها ليست الجزء الوحيد، لذلك إذا استمر الفيروس في التحور للهروب من الأجسام المضادة، فذلك قد يعني أنه يجب إعادة تصميم اللقاحات وإعطائها مجددا.
مشاركة :