في أجواء تنصيب ملبّدة بالإجراءات الأمنية غير المسبوقة، حيث حوّلت واشنطن إلى ثكنة عسكرية وشرطية، يدخل الديمقراطي جو بايدن البيت الأبيض اليوم ليبدأ ولايته على رأس بلد يحصد فيه وباء كورونا أكثر من ثلاثة آلاف أمريكي كل يوم، ويسجل مليون شخص في برنامج البطالة كل أسبوع، وكذلك في ظل حال من العزلة فرضتها إدارة سلفه دونالد ترامب التي انسحبت من عدد من الاتفاقات الدولية واتخذت سياسة مناهضة للمهاجرين تحت شعار "أمريكا أولاً". وفي هذا الصدد، قالت الخبيرة في الشؤون السياسية ماري ستوكي من جامعة ولاية بنسلفانيا «ما يميّز عهد بايدن ليس أن البلد يمر بأزمة، بل عدد الأزمات المتزامنة» التي سيضطر لمواجهتها منذ الأيام الأولى لولايته. ويعتزم بايدن توقيع عشرات الأوامر التنفيذية وإحالة مشروعات قوانين كاسحة إلى الكونغرس في الأيام الأولى له في المنصب، بهدف العدول عن بعض السياسات التي تحمل توقيع ترامب. ووفقاً لمقابلات مع عدد من مستشاري بايدن ومراجعة لتعهدات قطعها خلال الحملة الانتخابية ومذكرة أصدرها في الآونة الأخيرة رون كلين الذي اختاره الرئيس المنتخب لمنصب كبير موظفي البيت الأبيض، ثمة سعي من الإدارة الجديدة لتمرير مقترح لإنفاق بقيمة 1.9 تريليون دولار من أجل تسريع توزيع لقاحات الوقاية من «كورونا»، مع تقديم معونات اقتصادية لملايين الأمريكيين المتضررين من الجائحة. كما تخطط إدارة بايدن كذلك لإعادة الولايات المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية بعد أن انسحب ترامب منها. المهاجرون وفي شأن موضوع المهاجرين المثير للجدل، تعتزم الإدارة الجديدة إلغاء حظر كل أشكال السفر تقريباً من بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة، وتقديم مشروع قانون واسع النطاق للكونغرس قد يقنن وضع ملايين المهاجرين الذين يعيشون في الولايات المتحدة من دون تصريح قانوني. وكذلك، إعادة العمل بالبرنامج الذي كان يسمح ببقاء «الحالمين»، أي من نُقلوا إلى الولايات المتحدة بطريقة غير مشروعة وهم أطفال، في البلاد. وتعتزم إدارة بايدن العدول عن سياسة ترامب التي كانت تفصل بين الآباء والأمهات المهاجرين وأبنائهم على الحدود بما يشمل وقف الملاحقة القانونية للوالدين بسبب مخالفات بسيطة تتعلق بالهجرة وإعطاء الأولوية للم الشمل بين الأبناء الذين جرى فصلهم عن أسرهم، والعدول عن سياسات ترامب الأشد صرامة حيال اللجوء مثل فرض قيود إضافية على كل من يسافرون عبر المكسيك أو غواتيمالا ومحاولة منع ضحايا عنف العصابات والعنف الأسري من الحصول على حق اللجوء. حالة الطوارئ وثمة إنهاء إعلان ترامب حالة الطوارئ الوطنية، والذي سمح له بتحويل الأموال الاتحادية من وزارة الدفاع إلى بناء جدار على طول الحدود مع المكسيك، وإصدار أمر بإجراء مراجعة فورية لحالة وضع الحماية المؤقت للمستضعفين الذين لا يجدون الأمان في بلدانهم التي يمزقها العنف أو الكوارث. وعلى جدول أعمال إدارة بايدن إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ المبرمة قبل خمس سنوات بمشاركة قرابة 200 دولة لتفادي التداعيات الأسوأ لتغير المناخ. وكان ترامب أعلن الانسحاب من الاتفاقية في نوفمبر 2020. في السياق، أعلن أنتوني بلينكن، المرشح لتولي وزارة الخارجية، خلال جلسة تثبيت تعيينه، أن الولايات المتحدة يمكنها التفوق على منافسة الصين التي تتنامى بسرعة، من خلال القيم الديموقراطية. وبحسب كلمته المعدة مسبقا، تحدث بلينكن عن عالم تتزايد فيه النزعة القومية وتتراجع الديموقراطية وينمو فيه التنافس مع الصين وروسيا. وأضاف: يمكننا تعزيز تحالفاتنا الجوهرية - التي تقوِّي نفوذنا في أنحاء العالم. معًا، نحن في وضع أفضل بكثير للتصدي لتهديدات تمثلها روسيا وإيران وكوريا الشمالية. ويستلهم بلينكن من وعد أبراهام لينكولن بالديموقراطية، في كلمته أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وبعد أسبوعين من قيام حشد من مناصري الرئيس المهزوم دونالد ترامب باقتحام مبنى الكابيتول. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :