رحبّ عدد من قادة العالم بانتقال السلطة الأربعاء في الولايات المتحدة حيث أقسم الديموقراطي جو بايدن اليمين كرئيس بعد أربع سنوات مضطربة من عهد دونالد ترامب. وبعث سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد برقية تهنئة أشاد فيها «بالعلاقات التاريخية الراسخة»، مؤكداً «التطلع الدائم والمشترك لتعزيز أواصر الصداقة بينهما». ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «بحرارة» بقرار بايدن إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس المناخي، مطالباً الرئيس الأميركي الجديد بأن يضع لبلاده «أهدافاً طموحة جديدة» في هذا المجال يتم تنفيذها خلال السنوات العشر المقبلة. كذلك رحّب غوتيريش بقرار بايدن إعادة الولايات المتحدة لأداء دورها كاملاً في منظمة الصحة العالمية. وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسيوس في تغريدة على تويتر «التنصيب اليوم، من أجل عالم أكثر صحة وعدالة وأماناً واستدامة!». وكان ترامب أمر بانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، لكنّ بايدن نقض هذا القرار. أوروبا عبّر كبار قادة الاتحاد الأوروبي عن ارتياحهم لوصول صديق لأوروبا إلى البيت الأبيض. وقالت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن أوروبا «لديها من جديد صديق في البيت الأبيض بعد أربع سنوات طويلة». وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال «أريد أن أوجّه بشكل رسمي اليوم، في يوم تسلّم جو بايدن مهامه، دعوة إلى أن نبني سوياً ميثاقاً تأسيسياً جديداً من أجل أوروبا أقوى ومن أجل ولايات متحدة أقوى ومن أجل عالم أفضل». قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ «يشكّل اليوم بداية فصل جديد للتحالف العابر للأطلسي». وأضاف «أتطلع إلى العمل عن كثب مع الرئيس بايدن»، مشدداً على أن «حلفاء حلف شمال الأطلسي يجب أن يتحدوا لمواجهة العواقب على الصعيد الأمني لصعود الصين، وللتهديد الإرهابي، بما في ذلك في أفغانستان والعراق، ولروسيا ذات الثقة الأكبر». «طاغية» وأشاد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس بنهاية عهد «طاغية»، معتبراً أن «الكرة في ملعب» الرئيس المنتخب جو بايدن بشأن العقوبات والاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني. واعتبر روحاني في كلمة متلفزة خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة أن الأعوام الأربعة التي أمضاها ترامب في الحكم «لم تثمر سوى الظلم والفساد وتسببت بالمشاكل لشعبه والعالم». وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف في تغريدة، إن إدارة ترامب ذهبت إلى «مزبلة التاريخ». وجّه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني برقية تهنئة إلى بايدن متمنياً له «التوفيق في مهامه ولعلاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين المزيد من التطور والنماء». وهنأت سفيرة السعودية لدى واشنطن ريما بنت بندر بن سلطان في تغريدة بايدن ونائبته، وقالت «لقد كان شرفاً لي أن أشهد هذا التنصيب التاريخي». وفي دولة الإمارات، كتبت مديرة الاتصال الاستراتيجي في وزارة الخارجية الإماراتية هند مانع العتيبة في تغريدة على «تويتر»، «الإمارات تهنئ جو بايدن بمناسبة تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة»، مضيفة «نتطلع إلى تعميق شراكتنا الممتدة لعقود من الزمن ومواصلة العمل معاً لمواجهة التحديات الملحة مثل الصحة العالمية وتغير المناخ والتطرف العنيف». كذلك أعرب العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة «عن بالغ الاعتزاز بما يجمع البلدين الصديقين من علاقات تاريخية وشراكة وثيقة تمتد لأكثر من 120 عاماً». علاقات وقال الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون لبايدن «مرحباً بعودتك» إلى اتفاق باريس للمناخ مع إعلان الرئيس الأميركي الجديد نيته العودة إلى الاتفاق الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب. وكان الناطق باسم الحكومة الفرنسية غابرييل أتار قال في ختام جلسة لمجلس الوزراء «ننتظر بفارغ الصبر بناء علاقة قوية وفعالة ومتجددة مع الرئيس بايدن»، مكرراً «التهاني» إلى الرئيس الأميركي الجديد ونائبته كامالا هاريس قبل ساعات من حفل تنصيبهما. أعرب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن «ارتياحه الكبير» لانتقال السلطة في الولايات المتحدة، مؤكداً أن هذا الشعور يتشاركه «الكثير من الناس» في ألمانيا. وقال الرئيس الألماني في رسالة عبر الفيديو «نحن مسرورون لأن الولايات المتحدة كشريك أساسي ستصبح مجدداً في المستقبل إلى جانبنا في الكثير من المسائل: في المعركة المشتركة والموحدة ضد وباء كوفيد-19 والحماية العالمية للمناخ وحول المسائل المتعلقة بالأمن». قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي تعرض لانتقادات بسبب علاقته الوثيقة بترامب، إنه يتطلع «للعمل عن كثب» مع بايدن. وقال «في معركتنا ضد كوفيد-19 وحول التغير المناخي والدفاع والأمن وفي تعزيز الديموقراطية والدفاع عنها، أهدافنا واحدة وستعمل دولنا يداً بيد لتحقيقها». أشاد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي «بيوم عظيم للديموقراطية، تتخطّى أهميته الحدود الأميركية». قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن «فوز بايدن يمثل انتصاراً للديموقراطية على اليمين المتشدد». وأضاف «قبل خمس سنوات، اعتقدنا أن ترامب كان مزحة ثقيلة، بعد خمس سنوات، أدركنا أنه كان يهدّد أقوى ديموقراطية في العالم». أعلنت روسيا أنها تأمل بعمل «بناء أكثر» مع إدارة الرئيس الأميركي الجديد بشأن مسألة تمديد اتفاقية «نيو ستارت» للحد من الترسانة النووية والتي تنتهي مدة سريانها في 5 فبراير. وقالت الخارجية الروسية في بيان نشر بعد دقائق من تنصيب بايدن «نأمل أن تظهر الإدارة الجديدة موقفاً بناء أكثر إزاء الحوار معنا» حول هذا الموضوع. أعرب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن «تطلّعه للعمل مع الرئيس بايدن» من أجل «الحدّ من التلوّث، ومكافحة تغيّر المناخ، ومحاربة كوفيد-19، وتوفير فرص عمل للطبقة الوسطى، وإعادة النهوض بشكل أفضل من خلال دعم انتعاش اقتصادي مستدام للجميع». عمل أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أنّه «يتطلّع إلى العمل مع بايدن لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الهند والولايات المتحدة». قال الرئيس البرازيلي اليميني المتطرّف جايير بولسونارو «ما زلت ملتزماً ومستعداً للعمل من أجل ازدهار بلدينا ورفاهية مواطنينا». قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إنه يتطلّع إلى تحسين العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة بعدما انقطعت منذ نحو عامين. ودعا مادورو إدارة بايدن إلى التغلّب على «شيطنة» التشافيزية و«طيّ صفحة حفلت بالأكاذيب بعد أربع سنوات من الوحشية الترامبية». وأضاف «ترامب ذهب، لكنّ الإمبراطورية باقية». غرّد رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا مهنّئاً بايدن، وقال «أتطلّع إلى العمل معكم ومع فريقكم لتعزيز تحالفنا وجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة»، في إشارة إلى التحالف القائم بين اليابان والولايات المتحدة والهند وأستراليا في مواجهة العملاق الصيني. رحّب رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن بتولّي بايدن الرئاسة، وقال «أميركا عادت، الانطلاقة الجديدة لأميركا ستجعل الديموقراطية أعظم مما هي عليه، أنا والشعب الكوري نؤيّد مسيرتك نحو أميركا متّحدة». هنّأ رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن الرئيس الأميركي «الصديق الحقيقي» لإيرلندا، مستذكراً الجذور الإيرلندية لبايدن. رحّبت الحكومة المكسيكية بتوقيع بايدن في أول يوم له في البيت الأبيض أمراً تنفيذياً علّق بموجبه بناء جدار عند الحدود بين البلدين، كما أشادت بعزمه على إصلاح قوانين الهجرة في الولايات المتّحدة. وكتب وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إيبرارد في تغريدة إنّ «المكسيك ترحّب بانتهاء بناء الجدار». قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس «إننا نتطلع للعمل سوياً من أجل السلام والاستقرار في المنطقة والعالم»، مؤكداً استعداده «لعملية سلام شاملة وعادلة تحقق أماني الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال»، وفق ما نقلت وكالة أنباء وفا الرسمية. وقال جبريل رجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح التي يتزعمها عباس، «نامل أن يكون وجود بايدن رئيساً للولايات المتحدة فرصة لتطبيق العدالة الدولية وحل الصراع (الفلسطيني الإسرائيلي) بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني». وأضاف «إن رحيل ترامب رحيل لوجه قبيح للعنصرية والفاشية دمر الديموقراطية الأميركية ومنظومة القيم». وقال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس فوزي برهوم من جهته «لا أسف على رحيل ترامب عن الإدارة الأميركية، كونه المُصَدّر والراعي الأكبر للظلم والعنف والتطرف في العالم»، معتبراً إياه «الشريك المباشر للاحتلال الإسرائيلي في العدوان على شعبنا وتصفية قضيته». وطالب بايدن بـ «تصحيح المسار التاريخي للسياسات الأميركية الخاطئة والظالمة لشعبنا». حضّ البابا فرنسيس جو بايدن على تشجيع «المصالحة والسلام» في الولايات المتحدة وبين الأمم، وقال في بيان «في وقت تتطلب الأزمات الخطيرة التي تواجهها عائلتنا الإنسانية مواقف موحدة وبعد نظر، أصلي أن تقود قراراتك إرادة بناء مجتمع يقوم على العدالة والحرية».
مشاركة :