دعا الرئيس جو بايدن الأميركيين إلى نبذ الانقسامات، معلناً في أول خطاب له بعد توليه منصبه أنه «بدون وحدة لن يكون هناك سلام». كما تعهد بايدن في خطاب تنصيبه الأربعاء بأنه سيكون أميناً وصادقاً مع مواطنيه مع استمرار البلاد في مواجهة صعوبات ومشكلات، قائلاً إن القادة عليهم واجب «الدفاع عن الحقيقة ومحاربة الأكاذيب». وطالب بايدن حتى من لم ينتخبوه بمنحه فرصة. وكما فعل مراراً خلال حملته الانتخابية تعهد بايدن بأنه سيكون «رئيساً لكل الأميركيين» وأنه «سيحارب بقوة من أجل من لم يدعموني كما سأفعل لمن قاموا بذلك». وقال جو بايدن في بداية خطابه إن «هذا هو يوم أميركا والديمقراطية». وأكد أن «أميركا اختبرت مراراً وانتصرت على كل التحديات.. تعلمنا أن الديمقراطية ثمينة وهي اليوم انتصرت»، مضيفاً: «نحتفل بالانتقال السلمي للسلطة بعيداً عن الانقسام». وشدد على أن «أميركا لديها الكثير لتفعله هذا الشتاء المهلك والكثير لتصلحه والكثير لتسترده.. ما زال أمامنا الكثير من العمل الذي سنقوم به.. جائحة كورونا كلفت أميركا آلاف الأرواح». وكرر بايدن دعواته لتوحيد الأميركيين قائلاً: «سنعمل على توحيد أمتنا وشعبنا.. سنتصدى للغضب والتطرف بالوحدة.. بالوحدة يمكننا أن نصحح الأخطاء»، معتبراً أنه «يتعين علينا مواجهة صعود دعاة تفوق العرق الأبيض والإرهاب المحلي». وتابع: «يمكننا أن نوحد أميركا ونجعلها قوية مجدداً. لا يمكن تخفيف التوتر دون تحقيق الوحدة. الوحدة هي الطريق للمضي قدماً ولن نفشل أبداً». ورأى بايدن أن «الخلافات يجب أن لا تقود إلى حرب شاملة.. الولايات المتحدة يجب أن تكون أفضل من ذلك بكثير»، مشيراً إلى «عصابة حاولت إسكات الجميع وتشويه الديمقراطية». وفي هذا السياق تعهد «بإلحاق الهزيمة بالإرهاب الداخلي والعرقية البيضاء». وتابع بايدن: «سأكون رئيسا لكل الأميركيين»، داعياً إلى «بداية جديدة بعد الانقسام الحاد.. يجب إنهاء هذه الحرب غير المتحضرة بين الحزبين.. العالم يراقب الولايات المتحدة اليوم». وفي الشأن الصحي، حذر بايدن الأربعاء من حلول المرحلة «الأكثر فتكا» من جائحة كوفيد-19 داعيا الأميركيين إلى وضع اختلافاتهم جانبا لمواجهة «الشتاء القاتم». وفي خطاب القسم دعا بايدن الحضور إلى الوقوف دقيقة صمت على روح ضحايا كوفيد-19 «من أمهات وآباء وأزواج وزوجات وأبناء وبنات وأصدقاء فضلا عن جيران وزملاء». وقبيل بدء مراسم التنصيب كان بايدن قد غرد على «تويتر»، قائلاً: «إنه يوم جديد في أميركا». وجرى حفل تنصيب بايدن في أجواء خاصة تحت تأثير انتشار فيروس كورونا المستجد والصدمة التي خلفها اقتحام الكونغرس الذي أسفر عن خمسة قتلى. وقد تم اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية في محيط المكان حيث يجري حفل التنصيب. وتم نشر حوالي 25 ألف عنصر من الحرس الوطني وآلاف الشرطيين من كل أنحاء البلاد. وبسبب عدم حضور الحشود التي تتدفق عادة في مثل هذا اليوم إلى جادة «ناشيونال مول» في واشنطن لرؤية الرئيس الجديد، وقف بايدن أمام أكثر من 190 ألف علم أميركي نصبت لتمثيل المواطنين الغائبين. ونصبت حواجز وأسلاك شائكة لحماية «المنطقة الحمراء» الواقعة بين تلة الكابيتول والبيت الأبيض.
مشاركة :