الناشط اليمني عمار الدريني: عمليات الاختطاف مجرد ضغط على المعارضين لتغيير موقفهم والضحايا بالآلاف القيادي بحزب الإصلاح حماد الأحمر: تفجر المعارضة لهم بكل المحافظات يعجل بانهيارهم ومخاوف من استخدام المختطفين كدروع بشرية الكاتب اليمني محمد المولوي: عصابات الحوثي مجرد عرائس خشبية بأيدي ملالي إيران ويحاولون تكريس واقع اللا دولة في الحروب المختلفة تتم عمليات الاختطاف المتبادلة بين القوتين المتحاربتين كنوع من أنواع إضعاف العزيمة وبث الرعب في قلوب المنافسين، ويتم فيها اختطاف جنود من الجانبين ربما للمبادلة عليهم بأسرى آخرين أو للتباهي بالقوة والقدرة على أسر قوات العدو. لكن ما تفعله ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في اليمن عكس ذلك تماماً، فكلما أرادت الرد على الهزائم المتوالية التي تتعرض لها في كل المحافظات، ردت باختطاف مواطنين آمنين وربما سياسيين معارضين غير مسلحين ورجال قبائل بل ووصل الأمر إلى اختطاف السيدات. بحسب المراقبين فإن ميليشيا الحوثي لا تتورع في استخدام كل ما ليس له علاقة بالإنسانية لتثبيت أواصر انقلابها على الشرعية باليمن، بدءاً من قصف المنازل والمدارس والأماكن المأهولة والمستشفيات مروراً بقطع الخدمات عن المواطنين العزل، وصولا لاغتيال المعارضين واختطاف النساء. وخلال الفترة الأخيرة وبعد تأكد الميليشيات الحوثية من هزيمتها في اليمن على أيدي قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ورجال المقاومة في كل المحافظات اليمنية، لجأت تلك الميليشيات لعمليات الاختطاف لكل ما تطاله أيدي أفرادها، حتى أن المراسلين الصحفيين لم يسلموا منها، والمدائن في التحقيق التالي، ترصد أهم هذه الوقائع ودلالاتها العسكرية والنفسية. مرتزقة الحوثي واقتحام المنازل في البداية، يرى الناشط اليمني الجنوبي، عمار الدريني، أن الميليشيات الحوثية بدأت تفقد صوابها منذ إبريل الماضي بعد أن التفت جموع اليمنيين حول عاصفة الحزم وأيدت ما تقوم به قوات التحالف من ضربات جوية ضد المواقع العسكرية الحوثية. وأكد الدريني أن مرتزقة أنصار الله الحوثية اقتحموا المنازل واعتقلوا النساء والأطفال والشيوخ وأساتذة الجامعات للضغط على السياسيين والعسكريين الموالين للشرعية بالتراجع عن موقفهم أو تسليم أنفسهم، وتم اقتياد العديد من المعتقلين إلى أماكن توقع الحوثيون أن تستهدفها الضربات الجوية لقوات التحالف حتى يتم اتهام السعودية ودول التحالف بقصف المدنيين والأطفال والنساء. ضحايا بالآلاف وقدر الناشط الجنوبي عدد من قامت ميليشيات الحوثي باختطافهم من المدنيين خلال الشهرين الأخيرين فقط بالآلاف ربما يتجاوزون الخمسة آلاف مدني من كل المحافظات، وفيما يخص السياسيين تتركز هجمات الحوثيين وداعموها من قوات علي عبدالله صالح في اعتقال ومطاردة ومحاصرة وتحديد إقامة قيادات حزب الإصلاح اليمني، بعد تأييدهم لـعاصفة الحزم لاسترداد الشرعية، حيث قامت باقتحام منازل القيادات الإصلاحية ومنهم محمد اليدومي وعبدالمجيد الزنداني واختطاف محمد الشرعبي وأحمد شرف الدين والعنسي والدراحي وغيرهم، قبل أن يقوموا بمحاصرة منزل القيادي محمد قحطان واعتقاله في صنعاء أيضاً. واعتبر الدريني أن ما تقوم به ميليشيات صالح والحوثي من عمليات اختطاف يوحي بهزيمتهم وارتباكهم ويعتبر أكبر دليل على ضعف موقفهم على الأرض عكس ما يحاولون ترويجه عبر آلتهم الإعلامية الداخلية قناة المسيرة وأبواق الإعلام الإيراني في الخارج. حملة مسعورة ورد فعل على الهزائم وفي سياقٍ موازٍ، وصف القيادي بحزب الإصلاح، حماد الأحمر، عمليات الاختطاف واقتحام المنازل والقمع ضد المعارضين التي تمارسها ميليشيات الانقلاب الحوثية ضد معارضيها بـ الحملة المسعورة، مؤكداً إدانته لكل ما تم من اقتحامات للمنازل والمؤسسات والجمعيات الخيرية ومقرات الطلاب. واعتبر الأحمر أن تزايد عمليات الاختطاف والقمع في الفترة الأخيرة رد فعل على الهزائم المتوالية التي تتعرض لها ميليشيا الانقلاب في كل المناطق والمحافظات اليمنية، ما أدى إلى بروز احتمالات تفجر معارضة للجماعة داخل صنعاء نفسها، حتى أن وزارة الداخلية أصدرت تعليمات لكافة أجهزتها بتأمين المرافق الحكومية والمنشآت الحيوية والعامة خشية الانفلات الأمني بعد تزايد المعارضة الداخلية لما تقوم به الميليشيات المسلحة المدعومة من قوات صالح وإيران. واعتبر الأحمر أن لجوء جماعة الحوثي لمثل تلك الأفعال التي تنافي تعاليم الدين الإسلامي وأخلاق اليمنيين يعد سبب رئيس في انهيارها السريع ورفض اليمنيين جميعا لها سواء بالجنوب أو الشمال، ولاقت استنكاراً كبيراً في الأوساط الشعبية والرسمية والحقوقية والقبلية كذلك. وأبدى القيادي بحزب الإصلاح تخوفه من لجوء ميليشيات الحوثي لاستخدام المدنيين كدروع بشرية لهجمات قوات التحالف على بعض المناطق التي تسيطر عليها الجماعة، مناشداً جماعات حقوق الإنسان والهيئات الأممية بوضع حد لتلك الممارسات التي ترهب المواطنين والمعارضين. محاولات بائسة لخلق واقع جديد من جانبه، يرى الكاتب اليمني، محمد المولوي، أن محاولات الحوثيون خلق واقع جديد بالبلاد بنشر الفوضى وبث الرعب في قلوب المواطنين والمعارضين مجرد محاولة لإثبات الذات وهم مجرد أداة أو عرائس خشبية في أيدي مواليهم في طهران. وأوضح المولوي أن سلطة المافيا التي كرسها نظام المخلوع علي عبدالله صالح نخرت جسد الدولة والمجتمع بالكامل وساهمت على مدار الأعوام الأخيرة في خلق جماعة خارج الدولة تمددت وتمكنت من الكثير من مفاصل الدولة بما يسمى بالبلاد الحوثنة، في مقابل اختفاء شبه تام للدولة، كمؤسسات نظامية، وغابت الروابط بين الدولة ومواطنيها، وكل ذلك انهار بعد عاصفة الحزم، ومنع قوات التحالف مع المقاومة الشعبية لهم من محاولات الهيمنة التي مارسوها بعد انقلابهم على الشرعية وبالتالي يسعون لتكريث واقع الدولة المنهارة والفاشلة وهي البيئة التي تشكل حاضنة لها ولأتباعها ويستطيعون النمو والتكاثر فيها. واعتبر المفكر اليمني أن تزايد عمليات الاختطاف ضد المعارضين من الساسة والمواطنين ورجال القبائل الرافضة لهم هي في الأساس محاولة للقفز فوق سلطات الدولة كما كانوا يفعلون في السنوات الأخيرة من حكم المعزول وبدعم مباشر منه شخصياً. وحذر المولوي من محاولات جماعة الحوثي وخلفها ملالي إيران لتحطيم البلاد وظهر ذلك جلياً في سيطرتها على صنعاء كورقة تعزز بها موقفها الوجودي وتمردها ثم الاستيلاء على مؤسسات الدولة السيادية لتكريس هذا الأمر وفرض شروطها على الجميع، وهو ما يطرح تساؤلاً عن المستفيد إقليمياً من الأمر قبل أن تأتي الإجابة سريعاً وتشير بوصلتها إلى العاصمة طهران.
مشاركة :