رغم أن صفقة بيع بريطانيا لمقاتلات من طراز تايفون للإمارات لم تتم بعد، إلا أن أجواء من التفاؤل والثقة تهيمن على كبار المسؤولين في المملكة المتحدة وفي مقدمتهم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بأن الصفقة ستعقد، وأن الأمر مسألة وقت. وتقدر الصفقة بعشرة مليارات دولار أمريكي وتتضمن 60 مقاتلة بريطانية، ولكنها تواجه منافسة قوية من قبل الفرنسيين الذين يعرضون على الإمارات مقاتلات من طراز رافال. وتعول لندن على هذه الصفقة لمنح الصناعات العسكرية لديها دفعة قوية للأمام، فصناعة الطيران والفضاء البريطانية بشقيها المدني والعسكري تضم 230 ألف عامل، وهو ما دفع كاميرون إلى القول بأن بريطانيا لديها ثاني أكبر صناعة طيران في العالم. وتعرضت صناعة الطيران البريطانية لضربة قوية إثر فشلها في مواجهة منافسيها الفرنسيين، إذ نجحت شركة داسو الفرنسية في إقناع نيودلهي بشراء 126 مقاتلة من طراز رافال العام الماضي، بيد أن الاتفاق بين نيودلهي وباريس لم يوقع بعد بشكل نهائي، ولا يزال كبار المديرين التنفيذيين في شركة أنظمة BAE البريطانية المسؤولة عن تصنيع المقاتلة تايفون يعربون عن ثقتهم بأن الاتفاق الهندي - الفرنسي لن يتم. وشدد مصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع البريطانية، رافضا الإفصاح عن هويته، لـ الاقتصادية على الأهمية التي توليها لندن لصفقة مقاتلات تايفون مع الإمارات، بأن الأمر لا يتعلق فقط بالقيمة المالية للصفقة ودعمها للاقتصاد البريطاني في الأوضاع الاقتصادية الصعبة الراهنة، ولكن إتمام الصفقة يضمن توافر تمويل كاف لأن نقوم بدمج الجيل المقبل من الرادارفي المقاتلة تايفون، وهذا سيعزز من مبيعاتنا لأن هذا طلب دائم من قبل كل المشترين المحتملين لهذا النوع من الطائرات، وربما يدفع شراء أبوظبي لتايفون في نيودلهي لتغيير موقفها وإعادة النظر في قرارها بشأن شراء المقاتلة رافال من الفرنسيين.
مشاركة :