كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس عن إستراتيجيته الوطنية للتصدي لجائحة كوفيد-19، فيما قال خبراء الصحة العامة إن استعادة ثقة الناس في قيادة ترتكز على العلم قد لا يكون بهذه السهولة. -- إستراتيجية جديدة قال بايدن في البيت الأبيض في أول يوم كامل له في المنصب "إستراتيجيتنا الوطنية شاملة، وهي تستند إلى العلم وليس السياسة. إنها تستند إلى الحقيقة، وليس الإنكار، وهي إستراتيجية مفصلة". وقع بايدن عدة أوامر يوم الخميس، بما فيها تحسين سلاسل التوريد المعنية بمواجهة الجائحة، والحفاظ على سلامة العاملين، وضمان الاستجابة العادلة، وتعزيز السفر الآمن، وتوسيع نطاق علاج كوفيد-19. وذكر "لم ندخل في هذه الفوضى بين عشية وضحاها، وسيستغرق الأمر شهورا لإعادة الأمور إلى نصابها. ولكن اسمحوا لي أن أكون واضحا بنفس القدر -- سوف نتخطى هذه المحنة". تأتي جائحة كوفيد-19 على رأس جدول أعمال بايدن منذ أول يوم له في منصبه. وجاء تنصيبه يوم الأربعاء في وقت أبلغت فيه البلاد عن أكثر من 24.6 مليون حالة إصابة بكوفيد-19 وأكثر من 400 ألف حالة وفاة بالمرض. وقد سجلت الولايات المتحدة حصيلة قياسية يومية بلغت 4383 حالة وفاة بكوفيد-19 يوم الأربعاء، ويبلغ حاليا متوسط الحالات في البلاد حوالي 194 ألف حالة إصابة يومية و3 آلاف حالة وفاة، وفقا للبيانات التي تم تحديثها من قبل المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها يوم الخميس. ووفقا لنموذج طوره معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن، من المتوقع أن تشهد البلاد أكثر من 566 ألف حالة وفاة ذات صلة بكوفيد-19 بحلول الأول من مايو. ومع أخذ سيناريوهات متعددة قائمة على تفويضات ارتداء الكمامات، وتوزيع اللقاح، وغيرهما من التغيرات السلوكية في الاعتبار، يتوقع النموذج أن الوفيات في الولايات المتحدة لن تبدأ في الاستقرار حتى أوائل مارس. وفي يوم الخميس، قال أنتوني فاوتشي كبير خبراء الأمراض المعدية في البلاد إن "أفضل سيناريو" يتوقعه هو تلقيح 85 في المائة من الأمريكيين بحلول نهاية الصيف. وقال فاوتشي خلال أول ظهور له في غرفة الإحاطة بالبيت الأبيض في إدارة بايدن "إذا قمنا بتطعيم ما يتراوح بين 70 و85 في المائة من سكان البلاد، دعنا نقول بحلول منتصف الصيف، أعتقد أنه بحلول الوقت الذي سنصل فيه إلى الخريف، سنقترب من درجة ما من الحياة الطبيعية". -- صعوبة إعادة بناء الثقة ذكر خبراء الصحة أنه مع عدم وجود إستراتيجية وطنية في ظل إدارة دونالد ترامب، تُركت الولايات والمدن إلى حد كبير للتعامل من تلقاء نفسها مع مكافحة الجائحة، بينما أدى الاستقطاب السياسي ورفض العلم إلى إعاقة قدرة الولايات المتحدة على السيطرة على الجائحة. ونقلت شبكة ((إن بي سي نيوز)) عن الدكتور أشيش جها، عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون، قوله إن "أهم شيء على إدارة بايدن القيام به لمكافحة الجائحة هو التواصل بصدق وانفتاح مع الشعب الأمريكي حول ما يجب القيام به". وأضاف أن "التعتيم المستمر والمعلومات المغلوطة من جانب إدارة ترامب، كل "هذه الأشياء خدعة"، قتلت استجابتنا للجائحة". ولأن التطعيم الجماعي يُنظر إليه على أنه وسيلة فعالة حقا للخروج من الأزمة الصحية، قال فريق بايدن إن الإدارة السابقة تركت مهمة تقديم التطعيمات للأمريكيين إلى حكومات الولايات والحكومات المحلية، ما أدى إلى مشكلات في التوزيع. تهدف حملة التطعيم الوطنية لبايدن إلى إعطاء 100 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لمرض فيروس كورونا الجديد ذات المرحلتين في أول 100 يوم له في منصبه، وهي قفزة كبيرة مقارنة بعدد الجرعات التي أعطيت وعددها 17.5 مليون منذ أن أصبحت اللقاحات متاحة في 14 ديسمبر. إن الأمور ستزداد سوءا قبل أن تتحسن، هكذا قال بايدن، الذي وقع، من بين أوامر أخرى، على الأمر التنفيذي الخاص بـ"تحدي ارتداء الكمامة لمدة 100 يوم"، والذي يتطلب الالتزام بالكمامات والتباعد الاجتماعي في جميع المباني الفيدرالية، وعلى جميع الأراضي الفيدرالية ومن قبل الموظفين الفيدراليين والمقاولين. ولكن إنشاء تفويضات بشأن فرض ارتداء الكمامات على الصعيد الوطني قد يكون بمثابة حمل أثقل، هكذا ذكرت بولي برايس، أستاذة القانون والصحة العامة في جامعة إيموري. وقالت برايس لشبكة ((إن بي سي نيوز)) إن "فريق عمل البيت الأبيض بقيادة الرئيس ترامب أصدر تقارير أسبوعية للولايات، يحث فيها على إنشاء تفويضات بشأن الالتزام بارتداء الكمامات وتعزيز التباعد الاجتماعي"، مضيفا "تم تجاهل هذه النصائح في العديد من الحالات، ربما بسبب الرسائل غير المتسقة من الرئيس وتهميش مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لصالح ما بدا وكأنه فريق عمل يدار "سياسيا" من البيت الأبيض". وأضافت أن "استعادة الثقة في توجيهات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها وقيادة ترتكز إلى العلم ستكون مسألة صعبة". بعد مرور عام على انتشار الجائحة، كان ارتداء الكمامات، الذي يقول خبراء الصحة العامة إنه من بين أكثر الوسائل فعالية للحد من انتشار كوفيد-19، قضية خلافية بين الأمريكيين. وحتى 19 يناير، طلبت إجمالي 37 من حكومات الولايات الأمريكية من الناس ارتداء أغطية الوجه في الأماكن العامة للحد من انتشار كوفيد-19. كما تُطبق في مقاطعة كولومبيا وبورتوريكو أوامر تفرض ارتداء الكمامات.
مشاركة :