شارك النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، في فعاليات مؤتمر انطلاق شعلة التجارة الأفريقية، في حضور الدكتورة أماني عصفور، رئيس مجلس أعمال إفريقيا، رئيس لجنة التجارة بمجلس أعمال الكوميسا، والسيد وامكيلي ميني، سكرتير عام منطقة التجارة الحرة القارية، وسفراء دول القارة الإفريقية الشقيقة.عرض برنامج "صباح البلد" تقريرا عن مشاركة النائب أبو العينين في حفل إطلاق شعلة التجارة الحرة.وألقى "أبو العينين"، كلمة هامة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أشاد فيها بانطلاق شعلة التجارة الأفريقية، مشيرا إلى أنها تمثل الأمل والحلم لمستقبل أبناء القارة الإفريقية، وأن إفريقيا بتاريخها العريق وثرواتها الطبيعية وسواعد وعقول أبنائها قادرة على النجاح والتقدم الاقتصادي. وقال "أبو العينين"، إنه سعيد بالمشاركة اليوم فى هذا الحدث التاريخي فى القارة السمراء، وإطلاق شعلة الأمل التي تضيء فى القاهرة لتنير أرجاء قارتنا حتى كيب تاون فى جنوب إفريقيا. وأضاف وكيل مجلس النواب، إن إطلاق شعلة التجارة الإفريقية من هذا المكان التاريخي.. تحت سفح الأهرامات يحمل رمزا ورسالة للعالم، رسالة تؤكد أننا اليوم أمام إفريقيا جديدة.. إفريقيا المستقبل.. إفريقيا القوية، إفريقيا يملؤها التصميم والطموح والأمل نحو المستقبل، فالقارة السمراء ترسم حدودا جديدة.. حدودا بحجم 54 دولة، حدودا جديدة تعتمد على التبادل التجاري والتكامل الإقليمي بين دول القارة. وتابع أبو العينين، أن إطلاق الاتفاقية القارية يمثل نقلة قوية وهامة للقارة السمراء، ونقطة تحول وبداية لمستقبل جديد، وخارطة طريق لإفريقيا الحديثة، وأننا اليوم فى هذه الحدث التاريخي الذي ينير عواصم القارة نحقق أول طريق حلم الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية، حلم عبد الناصر ونكروما نحو التكامل والاندماج الإفريقي ووحدة شعوب القارة. وقال إننا نحقق حلم عمره 60 عاما سيغير وجه القارة الإفريقية .. وينعش حركة التجارة بين دولنا .. ويزيل الحواجز .. ويزيد المحبة بين شعوبنا، وأن هذا الحلم الذي تدعمه إرادة سياسية قوية من جميع زعماء القارة على المضي قدما نحو المكانة التي تستحقها أفريقيا، فجميعنا يملؤنا هذا الفخر بوحدتنا وانتمائنا الإفريقي . وأكد أبو العينين أن إقامة هذا الحدث التاريخي على أرض مصر يعكس دورها الريادي المشرف فى القارة الإفريقية، فقد كانت مصر من أوائل الدول الموقعة والمصادقة على الاتفاقية، واليوم علينا أن نحيي الدور المصري البارز فى إطلاق الاتفاقية القارية، علينا أن نوجه التحية للرئيس عبد الفتاح السيسي لجهوده فى تدشين هذا المشروع العظيم خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي عام 2019، الرئيس البطل الذي وضع المشاريع العملاقة للقارة (مشاريع القرن ) على طريق التنفيذ، الذي يضع إفريقيا وأبنائها نصب عينيه ويرى فى القارة السمراء الأمل لمستقبل مشرق. وطالب أبو العينين بتوجيه التحية لكل القادة الأفارقة المخلصين الذين سيذكرهم التاريخ بهذا المشروع العظيم، مضيفا أن مصر بمؤسساتها حريصة على دعم الاتفاقية وتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول القارة السمراء، ومصر تضع كل إمكاناتها لدعم دول القارة ورفعة أبنائها وتقديم خبراتها للشركاء الأفارقة، وقد حققت مصر نموذجا فى التنمية خلال السنوات الستة الماضية على يد الرئيس السيسي، ويمكن الاستفادة من التجربة المصرية الملهمة فى تعزيز جهود منطقة التجارة الحرة القارية، فمصر القوية المتقدمة، هي قوة لإفريقيا وأبنائها. وأكد أبو العينين وكيل مجلس النواب، أن إطلاق أكبر منطقة تجارة حرة بالعالم سيجعل من القارة الإفريقية ( المارد الاقتصادي ) المقبل، وستغير وجه إفريقيا فلا حدود للتجارة والاستثمار والتصنيع في القارة، وستخلق تكتلا اقتصاديا جديدا بقيمة 3.4 تريليون دولار وتضم 1.3 مليار شخص بالقارة، مؤكدا أن الاتفاقية ستغير قواعد اللعبة فى التجارة الإقليمية والدولية والإفريقية، وستقضي على التفاوت بين الأهمية الاقتصادية المتزايدة للقارة بثرواتها ومكانتها فى نظام التجارة العالمي. وألمح أبو العينين إلى أن فرصة كبيرة أمامنا في أن تصبح منطقتنا ضمن أقوى اقتصاديات العالم، خاصة مع ما يشهده العالم من جائحة كورونا وما سيحدث من تحول اقتصادي بعد الجائحة، كورونا محنة ولكنها فى ظل إطلاق الاتفاقية القارية يمكن أن تتحول لفرصة للإسراع في النمو الاقتصادي بالقارة، فالاتفاقية ستفتح أسواق إقليمية جديدة وستزيل الحواجز وتخلق فرص عمل وتحد من الفقر، وتحقق نقلة فى الصناعة والزراعة والاستثمار فى جميع أرجاء القارة ونفاذ المنتجات الإفريقية للأسواق العالمية . وقال إن الاتفاقية أيضا ستضاعف مستوى التجارة من 17 % إلى 60 % بحلول عام 2022، وستعمل على تهدئة الصراع والنزاعات حيث ستخلق كيانا واحدا وستجعل هناك توافق فى صنع القرار، وأن إفريقيا بعد تطبيق الاتفاقية القارية ليست إفريقيا كما قبلها . وأشار أبو العينين إلى أن العالم أصبح يدرك جيدا قيمة ثروات إفريقيا وما يمكن أن تحققه فى المستقبل، ولولا جائحة كورونا خلال العامين الماضيين لحدث تغييرا وتقدما كبيرا فى القارة السمراء، فالقارة الإفريقية تمتلك ثروات الثورة الصناعية الرابعة قارة الفرص وقاطرة الاقتصاد العالمي. وقال أبو العينين إن أفريقيا تمتلك 95 % من احتياطي الماس بالعالم 90 % من البلاتين وتنتج 75 % من الإنتاج العالمي للذهب ومخزون هائل من اليورانيوم وأكبر مخزون للطاقة الشمسية و60 % من إجمالي الأراضي الزراعية بالعالم، وأغني قارة فى الثروة الحيوانية 450 مليون رأس ماشية وهي قارة شابة حيث 65 % من سكانها تحت سن الـ35 عاما. وأكد أن إفريقيا بثرواتها الطبيعية الهائلة مؤهلة لأن تصبح مركزا صناعيا كبيرا بحلول 2025، وأمامنا فرص هائلة لاكتشاف ثروات إفريقيا .. وجذب الاستثمارات .. وعرض الفرص الواعدة بالقارة، وعلينا وضع الخطط الطموحة للاستفادة من الاتفاقية القارية وكسر الحدود والفواصل بين أبناء القارة الواحدة، وعلينا اكتشاف فرص الاستثمار الغير مستغلة فكل تحدي فرصة استثمارية جديدة للتقدم والنمو. وقال إنه علينا أن نفخر جميعا بما تحقق بهذا الإنجاز لقارتنا الإفريقية وأن نضع خطط المستقبل لتعظيم الاستفادة من الاتفاقية القارية، وندعو الدول الإفريقية إلى سرعة المشاركة بقوة فى نشاط حركة التجارة بين دولنا لخلق منطقة تجارة هي الأضخم بالعالم، علينا بدء الأنشطة التجارية بشكل كثيف وتسهيل القوانين والتشريعات التي تساعد على زيادة حركة التجارة. وقال أبو العينين إننا مطالبون أكثر من أي وقت مضى ببذل الجهد وجذب الاستثمارات وتسويق إفريقيا بما تتمتع به من ثرواتـ وعلينا التسويق الجيد عالميا وخلق براند نيم عالمي للمنتج الإفريقي وتقديم حزمة من التسهيلات والحوافز للمستثمرين. وقال إن كل دولة بالقارة تمتلك ما يميزها من ثروات مما يمكننا من توطين صناعات مختلفة، فمصر غنية بالكهرباء والسودان بالثروة الحيوانية وجنوب إفريقيا بالذهب وجميع تلك الصناعات تخلق سلسلة من القيمة المضافة والتكامل الاقتصادي لدولنا . وأضاف إننا نحتاج لدور قوي للتكتلات الاقتصادية الإفريقية (الكوميسا ) واتحاد الغرف التجارية الإفريقية، واتحاد الصناعات وجمعيات رجال الأعمال والشركات الكبرى لإنجاح الاتفاقية القارية وأن تساهم البنوك الإفريقية فى تنشيط حركة التجارة بتمويل المشروعات. وشدد على أنه علينا سرعة التوسع فى صناعات المستقبل ودخول إفريقيا الثورة الصناعية الرابعة .. ووضع الخطط لتأهيل الشباب لاحتياجات الثورة الرقمية الجديدة، والعمل على نشر منظومة المناطق الاقتصادية الخاصة بقوانين وتشريعات وحوافز خاصة تمثل فرصا استثمارية فى إفريقيا .. وجذب وتوطين الصناعة وتحقيق التخصص الإنتاجي بالقارة السمراء، وعلينا دعوة شركاء إفريقيا للاستثمار فى المشروعات الضخمة التي تربط إفريقيا .. مشروعات القرن .. ممر التنمية القاهرة / كيب تاون مما يسهل حركة نقل البضائع ويدعم الصناعة .. ومشروع الربط الكهربائي بين إفريقيا وأوروبا. وقال إن الاتفاقية القارية فرصة للمستثمرين لضخ مزيد من الاستثمارات فى البنية الإساسية للطرق والسكك الحديدية والمواني والطاقة وتكنولوجيا المعلومات، وعلينا الاقتداء بالمنطقة الاقتصادية الحرة الأوروبية والاستفادة من عوامل وأسرار نجاحها . وأوضح أبو العينين أن إنجاح الاتفاقية القارية اختبار حقيقي لتحقيق نهضة اقتصادية وتنموية يحلم بها أبناء القارة السمراء، وعلى يقين أن العالم سيشهد إنطلاق افريقيا جديدة .. أفريقيا قوية .. إفريقيا كيانا واحدا، وقريبا سنلغي التأشيرات بين حدودنا، وقريبا سيكون هناك جواز سفر يحمل لقب مواطن إفريقي وعملة افريقية موحدة، فجميعنا واحد .. نفخر بهويتنا وانتمائنا للقارة السمراء. واختتم أبو العينين كلمته قائلًا "ننشد إفريقيا يسودها الرخاء والتكامل والسلام والمحبة بين شعوبها .. علينا أن ننظر ونعمل سويا نحو الغد .. غد مشرق يحمل مستقبل أفضل للبسطاء فى قارتنا .. غدا يحمل الأمل والخير لأصحاب البشرة السمراء والقلوب البيضاء".
مشاركة :