تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل مستمر على تطوير منظومتها التعليمية بتوجيهات ومتابعة ودعم لا محدود من قبل قيادتنا الرشيدة التي تدرك أن التعليم هو الطريق الوحيد لتقدم الدول والأمم والشعوب ونهضتها، وهذه الجهود الدؤوبة لتطوير التعليم جعلت دولة الإمارات من بين أفضل دول العالم في هذا المجال، وفقاً للعديد من المؤشرات التي تؤكد أن نظامنا التعليمي وصل إلى مستوى متقدم للغاية، بحيث أصبحت الدولة تحتل مكانة متميزة بين الدول المتقدمة التي تتمتع بمنظومات تعليمية عصرية. ويعد الإعلام الرقمي وسيلة مهمة لتطوير المنظومة التعليمية في كل دول العالم، وقد أدت الثورة الرقمية إلى إحداث تغيير جذري في أساليب التعليم والتعلم، وأصبح الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة يعتمدون وسائل الإعلام الرقمية بعد أن تضاءل اهتمامهم بالكتاب المطبوع، وحلت المكتبات الرقمية محل المكتبات التقليدية كمصدر رئيسي للمعلومات التي يحصلون عليها لتوسيع معارفهم وإعداد أبحاثهم، حيث تضم شبكة الإنترنت مئات الملايين من الكتب والدراسات والبحوث في جميع التخصصات. وقد أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، خلال ترؤسه اجتماع المجلس الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي عن بُعد، أول من أمس الأربعاء، دور الإعلام الرقمي في تعزيز المنظومة التعليمية والارتقاء بها، وأشار سموه إلى أن جهود الدولة تركز على تبنّي الأدوات الجديدة والمبتكرة للارتقاء بالمنظومة التعليمية ورفع جودة مخرجات التعليم، وأوضح أنه في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم، بات من الضروري غرس ثقافة ومفاهيم ومهارات الإعلام الجديد ضمن العملية التعليمية لتمكين الطلبة من صناعة محتوى يعكس لغتنا وهويتنا وحضارتنا وتطلعاتنا للمستقبل. وتولي دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتمتع ببنية رقمية تحتية متطورة للغاية الإعلام الرقمي أهمية كبيرة، الأمر الذي أدى إلى تطور هذا النوع من الإعلام بشكل كبير خلال الفترة الحالية، بعد أن استمرت الدولة في تحقيق قفزات نوعية كبيرة إلى الإمام في مسيرتها للتحول الرقمي خلال السنوات الأخيرة الماضية. وهنا تجدر الإشارة إلى أنه خلال العام الماضي 2020، استمرت الإمارات في تحقيق مراتب متقدمة في مؤشرات الأمم المتحدة الخاصة بالتحول الرقمي والحكومات الرقمية، حيث حققت المركز السابع عالميًّا في البنية التحتية للاتصالات والمركز الثامن عالميًّا في مؤشر الخدمات الرقمية، فيما حققت المركز السادس عشر في مؤشر المشاركة الرقمية بعدما كانت في المركز 17 في الدورة السابقة للمؤشر 2018. وقد أثبت الإعلام الرقمي بالفعل الدور الحيوي الذي يقوم به في دعم المنظومة التعليمية وتطويرها، ومدى فاعلية هذه الوسيلة في دولة الإمارات العربية المتحدة حين تم تطبيق نظام التعليم عن بعد في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة «كوفيد-19»، حيث تحولت كل المراحل الدراسية بكل سهولة ويسر من المدرسة التقليدية إلى المدرسة الشبكية عبر الإنترنت، وكان ذلك بطبيعة الحال بفضل البنية التحتية الرقمية الراسخة التي تمتلكها دولة الإمارات، والتي مكّنتها من توفير كل ما يلزم لأكثر من 80 في المئة من العاملين في القطاعين العام والخاص ليتمكنوا من العمل عن بُعد. ومما لا شك فيه أن خبرة التعليم عن بعد في ظل جائحة «كورونا» ستؤدي إلى تغير كبير في المنظومة التعليمية بعد انتهاء هذه الجائحة لجهة تعظيم التعليم الرقمي والدور الذي يقوم به الإعلام الرقمي في دعم العملية التعليمية، ومن هنا يأتي اهتمام دولة الإمارات الكبير بمواصلة تعزيز بنيتها الرقمية من خلال امتلاك أحدث التكنولوجيات العصرية التي توفرها الثورة الصناعية الرابعة.
مشاركة :