ترجم الكاتب الصحفي الجزائري أحمد سليم أيت وعلي أعمالاً للشعراء محمود درويش وأدونيس ومحمد الفيتوري إلى اللغة الأمازيغية التي تتحدثها نسبة كبيرة من الجزائريين، ويخطط لترجمة مزيد من النصوص من العربية إلى الأمازيغية والعكس، وهي المرة الأولى التي تترجم فيها قصائد لهؤلاء الشعراء إلى الأمازيغية، الخليج حاورت أيت حول هذه الترجمة: * لماذا فكرت في ترجمة أشعار درويش وأدونيس إلى الأمازيغية؟ * الواقع أن الفكرة كانت تراودني منذ كنت أتابع برنامج أشعار عالمية في منتصف السبعينات وأنا طالب جامعي والذي كانت تبثه القناة الإذاعية الثانية الناطقة بالأمازيغية من إعداد الإعلامي محمد بن حمادوش وهو أيضا كاتب أشعار غنائية. وحسب علمي فإن البرنامج توقف بسبب مواقف ابن حمادوش اليسارية كما كان مدافعاً شرساً عن اللغة الأمازيغية، وقلت وقتها سأعمل عملا كهذا عندما يتسنى الأمر، إلى أن جاءت سنة 1995، والتقيت بمدير القناة الثانية وقدمت له المشروع، وكم استغرب الأمر عندما رأى أسماء درويش وأدونيس والفيتوري، سألني: هل يمكنك فعل هذا: قلت سأحاول وأقدم لك عدداً تجريبياً يكون الحكم بيننا بعد أن تسمعه، اتفقنا على موعد وكنت عنده وسجلت الحلقة التجريبية من البرنامج، ولكني اختلفت مع مدير الإنتاج فتعطل المشروع. لكن الفكرة بقيت تراودني وجاءت الفرصة مجدداً لما استدعاني مدير الإنتاج الجديد بعد عشر سنوات وطلب الحلقة نفسها فسمعها وبثت كما هي ومنها بدأت حكاية الترجمة فعليا. * لماذا درويش وأدونيس والفيتوري؟ هل لإعجابك بهم أم أنها مجرد بداية لترجمة أشعار كبار العرب للأمازيغية؟ * كنت وما زلت أعشق شعرهم، وذات يوم ترجمت قصيدة لأدونيس ولما علم المدير العام للإذاعة حدثني مستغرباً تترجم لأدونيس بالأمازيغية وهو بحاجة إلى ترجمة بالعربية. فهمت أنه يقصد صعوبة لغة أدونيس وأسلوبه. أجبته: أتعبَني ولكن تغلبت عليه. نعم أنا أعجبت بهؤلاء الثلاثة وبغيرهم من الشعراء الذين تحملوا الجوع والعري والغربة. * وهل تنوي بالمقابل ترجمة شعر الأمازيغية للعربية؟ * لقد ترجمت العديد من قصائد الشاعر الفنان لونيس آيت منقلات، وأرى أنه عملاق الشعر الأمازيغي في القرن الماضي وقد تحملت الكثير من الانتقادات عن هذا الرأي خاصة عند مداخلاتي في التظاهرات الثقافية من ملتقيات وأمسيات شعرية، فثمة من يفضلون شاعراً يرونه الأفضل في كل تاريخ الشعر الأمازيغي هو سي محند، قال لي الشاعر آيت منقلات يوماً: من بين من أهوى وأقرأ من الشعراء محمود درويش فلو لم يكن هذا الإنسان شاعراً لما كان للحياة معنى ولا للنضال معنى.
مشاركة :