غيّب الموت أمس الجمعة، الشاعر الكبير عبدالله بن ذيبان أحد أبرز شعراء النبط في الإمارات، وأحد فحول القصيدة الشعبيّة والنبطية الإماراتية، وأحد الشعراء الرواد المكرمين في مهرجان الشارقة للشعر النبطي، بعد حياة حافلة بالعطاء الشعري. وُلد الشاعر بن ذيبان في الشارقة عام 1945، وبدأ بنشر قصائده على صفحات الصحف والمطبوعات التي تعنى بالشعر، وتنقّل بين مراحل عديدة في مشواره الشعري، منها المرحلة التي صوّر فيها حياة البادية على حقيقتها، ووصف الصحراء والإبل والمطر والنبات وغدران المياه، ومرحلة اختلاطه مع كثير من الناس وسفره للبلدان البعيدة، حيث تميزت أشعاره بالمدح والوصف والمساجلات الشعرية، نحو مرحلة التغيير في منهج الشاعر الشعري، حيث توجه إلى نظم الشعر الملتزم والذي طغت عليه أشعار التدين والنصح والإرشاد وانتقاد الخلل الذي أصاب المجتمع من تغيّر في العادات والتقاليد والسلوك الاجتماعي. كان الراحل أحد أهم المشاركين في البرامج الإذاعية والتلفزيونية الشعرية التي كانت تبث على مختلف القنوات المحلية في أواخر السبعينيات والثمانينيات، كما كان أحد الأصوات الشعرية البارزة التي استضافتها مجالس الشعراء في الإمارات المختلفة، فاستطاع بسلاسة أسلوبه وعذوبة قصائده أن يكوّن له بصمة مميزة على خارطة الشعر الإماراتي الأصيل، ونالت قصائده اهتمام المطربين الشعبيين فكان لها نصيب في أعمالهم الغنائية، ولاقت قبولاً ونجاحاً لدى المستمعين. وللشاعر بن ذيبان دور كبير في الشعر الاجتماعي الذي رصد من خلاله تحولات الفرد والمجتمع متأثراً بالطفرة الاقتصادية والنهضة التنموية، وهو بالإضافة إلى ذلك صاحب صوت شجي وعذب وله أسلوبه في أداء أشعاره، حيث يتماوج بين الحدوة والونة وهي ألوان غنائية في تراث الإمارات الفلكلوري. كما تناول بن ذيبان في قصائده مختلف أغراض الشعر الأخرى مثل الغزل، وشعر المدح والتغني بالطبيعة والوطن والمساجلات وقصائد الشكاوى والردود. وقد استطاع أن يبدع في معظم الأغراض التي تطرق إليها جميعها، وأن يضمن قصائده وقائع مستمدة من الموروثات الشعبية التي يتناقلها الناس في بيئته. وما يحسب له أنه استطاع عبر القصيد أن يوثق ويسجل لبعض المواقع التاريخية والحصون الدفاعية، التي كان يستخدمها الأجداد في دفاعهم عن الأرض والوطن، وهي أماكن لا يعرف عنها جيل اليوم الكثير. اقرأ أيضاً.. عبدالله بن ذيبان.. شاعر الأطلال