شكر مستحق لهيئة الحياة الفطرية | سعود كاتب

  • 9/2/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هناك من المسؤولين من تشهد لهم بالكفاءة والاقتدار، في حين أن كفاءة واقتدار بعضهم ومزاياه الشخصية لا تملك معها إلا أن تقف لها احترامًا وتقديرًا، ومن هؤلاء الأمير بندر بن سعود، رئيس الهيئة الوطنية للحياة الفطرية، هذه الهيئة التي رغم أهميتها وحيوية ما تقوم به من مهام ما زالت خارج دائرة معرفة الكثيرين نتيجة للقصور التعليمي والإعلامي عنها وعن قضايا البيئة عمومًا. ثنائي على الأمير بندر بن سعود نابع من الفرصة، التي أتيحت لي لرؤية ما يقوم به عن قرب من عمل وطني لا يقوى على تحمل أعباءه سوى عاشق متيم بأرض هذا الوطن بصحاريها وجبالها وبحارها، ومن استماعي له كخبير يذهل السامع بمعرفته بأدق تفاصيل هذه المساحات الشاسعة من أرض المملكة، وما تحويه بيئاتها الطبيعية من نباتات وحيوانات، وإصراره بكل قوة وثبات على حماية هذه المقدرات البيئية من الجرائم والاعتداءات المتكررة عليها من قطع جائر للأشجار وإبادة للضباء والطيور المهاجرة وتدمير للشعب المرجانية.. الكثير من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي شاهدوا بأنفسهم بعضًا من تلك الجرائم وعبروا بشكل جماعي عن استنكارهم واستيائهم منها، ومن ذلك على سبيل المثال قيام أشخاص بتسميم، وقتل نمرين عربيين من فصيلة معرضة للانقراض، وقيام آخرين بتداول لقطات على اليوتيوب تتضمن قتلًا جماعيًا لحيوانات محمية بشكل جائر غير مبرر والكتابة بدمائها على الصخور لمجرد اللهو والتسلية، وصولًا إلى الاعتداء على رجال أمن المحميات بإطلاق النار عليهم. ووفقًا للهيئة فإن أغلب الأحمية أصابها التدهور خلال القرن الأخير فقط، ولم يبقَ منها في الوقت الحاضر سوى أعداد محدودة.. ومع تزايد الطلب على موارد الحياة الفطرية بدأ الضغط عليها واستنزافها، فضلًا عن ازدياد تلوث البيئة، الذي تسبب في مزيد من تدهور وانقراض كثير من الأنواع الفطرية، فكان لزامًا على الهيئة التدخل بقوة لإعادة تأهيل البيئة وتنظيم استخدام مواردها الطبيعية. اطلّاع مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية على توجهات ورؤى الهيئة أثمر عن إعلانها لنظام المناطق المحمية بصيغته الجديدة، التي رفعت العقوبة ضد المخالفين إلى السجن ومصادرة المركبة وتحميل المخالف كل تكاليف إعادة تأهيل المناطق المتضررة، والتشهير به، ورفع قيمة الغرامة إلى 50 ألف ريال. كما أجاز النظام إنشاء قوة حماية يحق لرئيس الهيئة تسليحها بالتنسيق مع وزارة الداخلية، وهذه جميعها إجراءات تثلج الصدر وتستحق الثناء والتقدير. إن حماية البيئة والحياة الفطرية ليست ترفًا، كما يتصور البعض، بل هي أولوية لا يعني وجود أولويات أخرى عدم أهميتها، وكلي أمل أن تجد الهيئة القائمة عليها كل دعم ممكن من المواطنين ووسائل الإعلام والتعليم وكل الجهات الأخرى المعنية.

مشاركة :