التقط تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا صورة فريدة للجاذبية وهي تلوي وتحني الضوء حول العنقود المجري Abell 370، على بعد 4.9 مليار سنة ضوئية من كوكبنا. وقد تبدو صورة ناسا للمجموعة Abell 370 للوهلة الأولى، وكأنها تكشف عن مجموعة من المجرات الملتوية والمشوهة بشكل غير عادي بعيدة عن مجراتنا. لكن الصورة ليست دليلا على فئة جديدة كاملة من المجرات أو نتاج خلل في أدوات التصوير الخاصة بتلسكوب هابل. والمجرات الملتوية ليست جزءا من مجموعة Abell 370، التي تقع على بعد نحو 4.9 مليار سنة ضوئية. وبدلا من ذلك، وفقا لوكالة ناسا، فإن الصورة المشوهة ناتجة عن جاذبية العنقود المجري التي تؤثر على الضوء القادم من الخلف. وقالت وكالة الفضاء الأمريكية: “هذه الأشكال الغريبة هي مظاهر مشوهة لمجرات ليست جزءا من العنقود ولكنها تقع خلفه. الجاذبية الهائلة للعنقود المجري تجعل هذه المجرات البعيدة تبدو مشوهة”. ووفقا للنظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين، فإن مصدرا قويا بدرجة كافية للجاذبية يمكن أن يشوه الضوء وكذلك الأشياء المادية. ومع مرور الضوء القادم من المجرات البعيدة خلف Abell 370 عبر العنقود، تنحني جاذبية العنقود وتضخم الضوء مثل العدسة. ويُعرف التأثير الغريب باسم عدسة الجاذبية وقد استخدمه علماء الفلك لملاحظة المجرات المحجوبة عن الأنظار. وقالت ناسا: ” Abell 370 هي واحدة من أولى مجموعات المجرات التي رأى فيها علماء الفلك آثار عدسة الجاذبية. هذا المنظر من هابل، الذي تم التقاطه باستخدام الكاميرا المتقدمة للاستطلاعات، يكشف عن تفاصيل أكثر بكثير في العديد من الخطوط والأقواس المنتشرة في جميع أنحاء Abell 370 مما يمكن أن توفره التلسكوبات الموجودة على الأرض”. وأضافت: “على سبيل المثال، تكشف دقة هابل أن مصدر الخط اللامع الكبير في الجزء العلوي الأيمن هو مجرة حلزونية بعيدة ذات انتفاخ مركزي أحمر وأذرع لولبية زرقاء وتكتلات من تشكل النجوم النشطة”. ودرس عالم الفلك يوهان ريتشارد من جامعة دورهام في المملكة المتحدة صور هابل لـ Abell 370 والضوء المشوه. وحدد الفلكي وزملاؤه 10 مجرات بعدسة من قبل العنقود، بما في ذلك ست مجرات لم تُر من قبل. ومع ذلك، فإن كيفية استخدام هذه المجرات يعتمد إلى حد كبير على مقدار الكتلة وانتشارها في العنقود. وأشارت وكالة ناسا: “لذا قام ريتشارد وفريقه بتحليل ملاحظات هابل للمجرات ذات العدسة لتحسين تقديرات الكتلة الكلية لـ Abell 370، بما في ذلك ما يمكننا رؤيته (المجرات والغاز) وما لا نستطيع (الأشياء الغامضة المعروفة باسم المادة المظلمة)”. وتابعت: “وجدوا أن Abell 370 يحتوي على مجموعتين كبيرتين منفصلتين من المادة المظلمة. هذا، إلى جانب أدلة أخرى، يشير إلى أن Abell 370 هو نتاج مجموعتين من المجرات الصغيرة التي تندمج معا”.
مشاركة :