حمية الوعي الذاتي.. طريقة جديدة لتخفيض الوزن

  • 1/23/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يعاني كثير من الناس في عصرنا الحديث من مشاكل تتعلق بزيادة الوزن، بكل ما تسببه من مشاكل على الصحة الجسدية والنفسية. وكثرت الوسائل التي تساعد الناس على التحكم في أوزانهم، بدآ من الحميات الغذائية والتدريبات الرياضية، وصولاً إلى عمليات إزالة الدهون بمختلف الأساليب الجراحية وغيرها.. إلا أن هناك وسيلة أثبتت فعاليتها في تخفيض الوزن، لا يتحدث عنها كثيرون.. وهي تقنيات الوعي الذاتي.. فما هي؟ وكيف تعمل؟ سر الشراهة يعود الشخص لمنزله بعد يوم عمل شاق، ليلتهم أكبر قدر من الطعام الدسم اللذيذ والحلويات إلى أن ينام.. أو يجلس في الإجازة مسترخياً، ليتناول الطعام على سبيل التسلية أثناء مشاهدة التلفاز.. أو يقابل أصدقائه ليقضوا وقتهم في مطعم الوجبات السريعة المفضل لديهم.. هذه أنماط متعددة للأكل بنهم، أي تناول الطعام على سبيل العادة، بسرعة وكميات كبيرة، بذهن شارد، لتزجية الوقت.. وهو ما وجد الباحثون مدخلاً نفسيا يساعد في مقاومته.. في دراسة نشرت في الدورية العلمية «أوبيسيتي ريفيوز» قام الباحثون جيليان أورايلي وزملاؤها من جامعة ساوثرن كاليفورنيا، بإجراء مراجعة لعشرات الأبحاث التي تناولت تأثير العلاج بالوعي الذاتي في علاج اضطرابات الأكل.. فوجدوا أن التدريب على هذه المهارات المختلفة يعتبر وسيلة تكميلية ناجحة للحد من كميات الطعام وخياراته.. وتشمل الوعي بثلاثة أمور رئيسية: لمقاومة الشراهة، والأكل العاطفي، والأكل على سبيل العادة، يرى الباحثون أن مهارات الوعي الذاتي المختلفة تتضمن: 1- الوعي بالجسد والمشاعر حسب «نظرية الهروب» يرى باحثون أن الإنسان قد يلجأ للأكل العاطفي أو النهم، كاستجابة لضغوط نفسية أو تقييم سلبي للذات أو كوسيلة للتأقلم مع مشاكل حياتية.. وما يدعم هذا التفسير هو ارتباط نوبات الأكل عند البعض بالاكتئاب أوالتوتر والقلق.. عدم القدرة على التمييز بين الإثارة العاطفية، والجوع الجسدي.. فالشخص الشره قد لا ينتبه لكونه يشعر بالملل، وليس الجوع! - يمكن ممارسة تأمل مسح الجسم للتعرف على الجوع الجسدي وإشارات الشبع وتأملات اليقظة لزيادة الوعي بسلوك الأكل والأفكار المتعلقة بالرغبة الشديدة في الأكل.. مارس تأمل (اليقظة الذهنية) بالتركيز في اللحظة الحالية (هنا والآن) لمقاومة الأفكار والمشاعر المتعلقة بالطعام.. - تشمل هذه التدريبات ممارسة «تأمل مسح الجسم»، أي أن يغمض الإنسان عينية ويتأمل أحاسيسه الجسدية، ويلاحظ منبع الشعور بالجوع.. هل تشعر معدته بالجوع أصلا أم أن الدافع لرغبته في الأكل عاطفي؟ - يساعد الأكل بالوعي الذاتي في تقليل استهلاك الطعام، لأن الوعي بهذه الأحاسيس الجسدية ينبه الشخص للتوقيت المناسب للتوقف عن الأكل عندما لا يكون جائعًا جسديًا. 2- التلذذ بالطعام في السينما قد يأكل الشخص علبة ضخمة من الفيشار، لم يكن ليأكلها لو كان متفرغاً لها تماماً يتأمل كل قطعة يتناولها.. سيصاب بالملل ولن يجدها لذيذة لهذه الدرجة.. لذلك، لا تأكل بذهن مشغول أثناء عمل شيء آخر.. قم بالتركيز في الطعام نفسه، ملمسه ورائحته وقوامه.. كل ببطء وتتلذذ بكل لقمة.. لاحظ أن متعة الطعام في فمك وليست في عملية البلع وملء البطن، لذا تناول قضمات صغيرة وامضغها ببطء مستمتعا بمذاقها في فمك دون تعجل ببلعها.. تناول الطعام كذواقة، بدل من أن تنهل منه وكأنه تملأ وعاء! لا تنخرط في أي أنشطة أخرى أثناء تناول الطعام واستخدم كل حواسك، كتأمل شكله ورائحته وملمسه وطعمه.. لاحظ أيضاً أحاسيسك الجسدية أثناء تناول الطعام.. الإحساس بشعور الجوع هو السبب الحقيقي الذي ينبغي أن يدفعك للأكل.. وشعور الشبع التدريجي ينبغي عليك ملاحظته لأنه ينبهك للتوقف.. بدلا من الأكل بشكل روتيني دون مؤشر لضرورة البدء أو التوقف. 3- الوعي بالعلامات الخارجية لا يأكل الناس كثيراً لأنهم جوعى.. بل لأن هناك «مثيرات» تحفز رغبتهم في الأكل.. وكثيراً ما تكون هذه المحفزات خارجية تتعلق بالأماكن أو الأشخاص أو التعرض للطعام نفسه.. أو الارتباط بعادات اجتماعية أو شخصية، كالخروج مع الأصدقاء، أو مشاهدة فيلم، أو اعتياد تناول الطعام عند رؤيته أو شم رائحته.. فهل الرغبة في الأكل مرتبطة بمكان محدد؟ وقت محدد؟ نشاط محدد؟ معرفة هذه المثيرات الخارجية هو الخطوة الأولى للتعامل معها.. كتجنب الأماكن التي تجعلك تشعر بالجوع، أو التوقف عن مشاهدة فيديوهات الطعام الشهي على السوشيال ميديا.. أو إيجاد تسلية بديلة عند مشاهدة الأفلام..إلخ يمكنك أيضا أن تكتب كل ما تأكله لتكون واعيا بسعراته.. هناك تطبيقات تساعدك في تدوين الطعام الذي تتناوله لزيادة الوعي بكميات الطعام وسعراته، ما يساعد في ضبط النفس والتحكم في الشهية. وسيلة مساعدة فعالة تشير الدراسات إلى فعالية هذه الطريقة (حين تضاف إلى التوعية الغذائية وتباع نمط صحي سليم مناسب) لطيف واسع من الناس، البالغون وكبار السن والمتعافون من عمليات شفط الدهون.. بل والأطفال الذين يفترض أنهم أقل تحكما في رغباتهم.. ففي دراسة إسبانية نشرت في الدورية العلمية «ماينفولنيس» للباحثة لوسيا جالوسو وزملاؤها من جامعة موندراجون، قاموا بتدريب مجموعة من الأطفال (سن 8-9 سنوات) على مهارات الوعي الذاتي المتعلقة بالأكل.. ثم أدخلوهم في استراحة فيها بوفيه مفتوح للوجبات الخفيفة، وراحوا يراقبون خياراتهم الغذائية والكميات التي يتناولونها.. فوجدوا إن تطبيق هذا التدريب ساعدهم بالفعل في اختيار طعام صحي أكثر، والتقليل من كميات الطعام غير الصحي. وإن حدث انتكاس وعاد المرء لطعامه غير الصحي، تساعد هذه الوسائل في التعرف على الأسباب (الخارجية والداخلية) لذلك.. كي يصبح الإنسان أفضل في الوجبة القادمة، ويواصل الطريق إدارة ذاته بعد أن تعلم الدرس، بدلا من أن يفقد الأمل تماما.

مشاركة :