أعرب الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو عن استعداده لفتح صفحة جديدة مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، داعياً إلى التأسيس لـ”مسار جديد” بعد سنوات من العلاقات المتأزّمة مع الرئيس السابق دونالد ترامب. وقال مادورو أمام أنصاره: “نحن على استعداد لسلوك مسار جديد في علاقاتنا مع حكومة جو بايدن يستند إلى الاحترام المتبادل والحوار والتواصل والتفاهم”، مؤكدا أنّه على استعداد لقلب الصفحة مع الإدارة الأمريكيّة الجديدة. وكانت إدارة ترامب فرضت عقوبات اقتصاديّة عدّة على فنزويلا، تشمل حظراً نفطيّاً لا يزال سارياً منذ عام 2019، في محاولة للإطاحة بنظام مادورو الاشتراكي الذي تصفه الولايات المتحدة بالمستبدّ. وبعد برود في العلاقات بين البلدين استمرّ سنوات، انقطعت العلاقات الدبلوماسيّة نهائيّاً بين كراكاس وواشنطن في 23 يناير/ كانون الثاني 2019 إثر اعتراف واشنطن بزعيم المعارضة خوان جوايدو رئيساً موقّتاً لفنزويلا. وبعد فوز بايدن في الانتخابات الأمريكيّة، هنّأ مادورو السياسيَّ المخضرم، قائلاً: “فنزويلا مستعدّة للحوار والتفاهم الجيّد مع شعب الولايات المتحدة وحكومتها”، مكرّراً ذلك في ديسمبر/ كانون الأوّل. ويعتقد محلّلون أنّ إدارة بايدن ستتّخذ موقفاً أكثر اعتدالاً حيال فنزويلا وستدعم الوساطات الدوليّة من أجل الانتقال نحو حكومة جديدة في هذا البلد. لكن سبق أن وصف مرشّح بايدن لتولي وزارة الخارجية أنتوني بلينكن الرئيس الفنزويلي بـ”الدكتاتور القاسي”، وذكر خلال جلسة تثبيته أمام مجلس الشيوخ أنه يؤيد سياسة ترامب الداعمة لجوايدو. ويعقب تأكيد التأييد لجوايدو أداء الجمعية الوطنية الجديدة المؤيدة لمادورو القسم بعد انتخابات في ديسمبر/ كانون الأوّل قاطعتها المعارضة باعتبارها تفتقد إلى النزاهة. وبذلك، بات جوايدو بلا وظيفة إذ أنه كان رئيس المجلس سابقا، على الرغم من أنه ينوي الإبقاء على هيئة موازية تضم نواب ظل من المعارضة حصلت على تأييد من الخارج. وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 5 ملايين فنزويلي غادروا البلاد منذ العام 2015، هربا من الاضطرابات السياسية والاقتصادية.
مشاركة :