شاهد.. حكاية 250 متطوعا لتغسيل موتى كورونا.. أحدهم مدير شركة

  • 1/24/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بمجرد انتشار جائحة فيروس كورونا في العالم، خاطر 250 رجل وامرأة ممن يعملون بمهن مختلفة في المجتمع بحياتهم دون أي مقابل مادي لتغسيل موتى كورونا وسط مخاوف بين العديد من المغسلين، بالإصابة بعدوى فيروس كورونا، لكنهم لم يهابوا الموت متخذين جميع إجراءاتهم الاحترازية.وبدافع الإنسانية وطلب المغفرة من الله، اجتمع الـ 250 متطوعًا ومتطوعة عبر جروب على الواتساب حمل عنوان: «المكرمين لتغسيل عباد الرحمن» منذ شهر يونيو 2020 لتغسيل موتى كورونا وغيرهم بدون أي مقابل مع توفير أدوات التعقيم والغسل مجانًا أيضًا على ‏مستوى ‏محافظات الجمهورية، خاصة محافظة القاهرة الأعلى اكتظاظًا بالسكان، ومن ثم الإصابات حسب الإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة.ويقول شريف عبد الرحمن، أحد المؤسسين للجروب، ومدير شركة سياحة دينية، لـ «صدى البلد» إنه في ذورة انتشار فيروس كورونا لم يتوقف هاتفه على مدار معظم ساعات اليوم، فكان الحال الوحيد هو إنشاء هذا الجروب، علمًا بأنهم واجهوا بعض الصعوبات من خوف العديد من المغسلين إما على أنفسهم أو عائلتهم، ويرى أن هذا لا ينتقص منهم شيئا، وهناك من لا يهاب الموت مع أخذه بالأسباب من مراعاة جميع تعليمات الأطباء لتغسيل الموتى في هذه الفترة الحرجة.ويقول شريف، الذي قضي ما يزيد على 15 عامًا في تغسيل الموتى، خاصة بمنطقته الأميرية في محافظة القاهرة، إن الخير ما زال موجودًا بنسبة كبيرة بين الناس، حيث استغلوا وسائل التواصل الاجتماعي في إنشاء جروب للتواصل مع عدد من المتطوعين والمتطوعات لتغسيل الموتى مجانًا، خاصة متوفى فيروس كورونا في وقت قياسي، مطبقين فكرة شركة "أوبر"، فأي شخص يستطيع طلب المغسل، وقبل ذهابه إليهم يعرف باقي أعضاء الجروب حتى لا يذهب اثنان إلى نفس للمكان، فقد يكون هناك من يحتاج للشخص الآخر. وأشار مدير شركة السياحة إلى أن السبب وراء تطوعه لتغسيل الموتى بمن فيهم متوفى فيروس كورونا، هو ارتباطه الشديد بمواسم الحج والعمرة في السعودية، حيث كان يرى بشكل متكامل غسل الإنسان وتكريمه الأخير بكل صوره ومعانيه، فأراد نقله على أفضل وجه، من خلال متابعة كل ما يخص عملية الغسل بشكل صحيح عبر وسائل التواصل الاجتماعي كغسل الميت بالسدر بدل من الصابون أو الغاسول العادي، وكذلك استخدام أفضل معطر أو برفان للمتوفى.   ‏«الميت عريس ليلته».. بهذه الكلمات ينبه شريف إلى أن الميت إن لم يكن بإمكانه الشعور فينبغي للمغسل أن يختار له أفضل الأشياء لتجهيزه للقاء ربه - عز وجل- فالغسل قائم على أحاسيس ومشاعر نراعي ما يمكن للمتوفى أن يقبل أن يفعل له هذا الأمر في دنياه وما لا يقبله، حيث إن معظم الأحاديث الشريفة والوصايا النبوية تؤكد وبمنتهى الأهمية على عدم إيذاء المشاع ولو بكلمة أو نظرة ينفر منها، كما أن المغسل له دون مهم في رفع الحزن عن أهل المتوفى أيضًا. وأضاف أنهم يطلبون في الجروب عند التبليغ عن أي حالة وفاة عددا من البيانات، أبرزها: اسم المبلغ، رقم تليفونه، نوع الحالة، سبب الوفاة، رقم التواصل بأهل الحالة، وكذلك تصريح الدفن للمتوفى، فيذهب إليهم المغسل دون أي مقابل مادي، بل يكمل من شنطته كل ما لم يكن موجودًا في عملية الغسل للمتوفى، لافتًا إلى أنه نادرا ما يقع في أي أخطاء، خاصة المتعلم الفاهم المحب للإنسانية، والذي يشعر بالميت ولا يريد أن يحمل نفسه أي ذنب تجاهه. ويختتم شريف عبد الرحمن حديثه قائلا إن معظم أعضاء الجروب لديهم أعمال خاصةً، فمنهم الطبيب والمحاسب وأعضاء في شركات، وأكثر ما يضايقهم هو استغلال حاجة الناس وطلب أخذ أجر مبالغ فيه قد يصل إلى 4 أو 5 آلاف جنيه، وكذلك الغلو في عربات نقل المتوفين، ورفض بعض الأهالى تغسيلهم في بيوتهم، لكهم يعملون جميعًا على حل هذه المشاكل وغيرها طمعًا في الأجر والثواب من الله، بما في ذلك توفير مقابر على سبيل المثال.

مشاركة :