«الصملة يا رجال»، عبارة أطلقها لاعب النصر الخلوق عوض خميس العام الماضي في وقت كان فريقه على المحك ما بين ملاحقة الأهلي الشرسة وتربص الهلال العنيد؛ بهدف شحذ همم وعزيمة زملائه اللاعبين للمحافظة على الزعامة الصفراء، وقد كان لكلماته البسيطة مفعول السحر في نفوس لاعبي النصر وجماهيرهم، حيث شاهدنا فريقا لا يقهر، ولا يخشى منافسيه في موسم استثنائي، لعب وقاتل وتحدى كل الصعاب وعلى كل الجبهات حتى تحقق لهم ما أرادوا واستطاعوا أن يبقوا اللقب نصراويا للمرة الثانية، وهذا يعود الفضل فيه لله سبحانه وتعالى ثم لكلمات عوض خميس الرنانة والحماسية ولا سيما أنها خرجت من القلب وسكنت قلوب النصراويين. واليوم نقف أمام مشاركة منتخبنا الوطني، وكم نحن بحاجة ماسة إلى صملة الرجال، وكم نحن بحاجة لأمثال عوض خميس في دعم وتشجيع وموازرة زملائه من الداخل بمثل هذه العبارات الرنانة والحماسية التي تسري في نفوسهم ويلعبون بروحهها، ويحققون أهدافها. ولا شك أن لاعبي المنتخب لا زالوا محل ثقتنا وتطلعاتنا، فهم رجال التحديات وأصحاب المواقف، والتاريخ الرياضي يحفظ لهم جولاتهم وصولاتهم قبل أن يدير المجد لنا ظهره، وصملتهم في المباريات المقبلة باتت مطلبا لا غنى عنه حتى نتمكن من إعادة ما يمكن إعادته من إرثنا الكروي.. فما هو مطلوب اليوم .. ليس فوزا كاسحا أو انتصارا رائعا في مباراة أو مباراتين، فهذه المهمة ربما تكون سهلة، وإنما المطلوب هو عودة الأخضر بصملة لاعبيه وإصرارهم لتكون دافعا قويا للمرحلة المقبلة كما كانت دافعا قويا لعودة النصر.. أنا أعتقد أن على اللاعب السعودي أن يشحذ همته وعزيمته بنفسه تأهبا لمرحلة «إعادة الأمل» التي يقودها السيد «فان مارفيك» بدعم وتأييد مجتمع رياضي متعطش، فلم يعد هناك مجالا لمزيد من التفريط والتهاون، فاللاعب يجب عليه أن يحس بقيمة القميص الوطني الذي يرتديه خلفا لنجوم نقشوا إنجازاتهم في قمم المجد، فليس من السهل أن تلعب بقميص ماجد والنعيمة وعبدالجواد دون أن تعظم مكتسباتهم، وليس من المقبول أن تتخاذل وتتقاعس مع منتخب يعد واحدا من أعرق منتخبات القارة وأميزها. فكما للاعب حقوق فهناك واجبات عليه أن يدركها كلاعب محترف نحو وطنه تلزمه بتقديم كل ما لديه لمنتخب بلاده من خلال التمثيل المشرف، فالمرحلة المقبلة تتطلب مزيدا من العطاء والاجتهاد والتضحية، والعمل على تحقق نتائج إيجابية. فالمشاركه من أجل المشاركة وأداء المهمة من باب أداء واجب دون أن يكون هناك هدف أو طموح يقوده لبلوغ تطلعاته وتطلعات جماهيره أمر مرفوض، فالشعور بمسؤولية استعادة أمجاد منتخب بحجم وقوة المنتخب السعودي أمر في غاية الأهمية، بالتالي على لاعبينا انتهاز هذه الفرصة بوجود «مارفيك» والخروج معه من جلباب المشاركات المحبطة والظهور بما يتوازى مع مكانة وقيمة رياضتنا في القارة ومع وضعيتهم كلاعبين ومحترفين يتقاضون الملايين «اللهم لا حسد»، لذا على اللاعب الذي يرتدي قميص المنتخب استشعار هذا الشرف وأن يكون على قدر المسؤولية التي يحظى بها فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
مشاركة :