البوليساريو تروج لأجواء حرب وهمية في معبر الكركرات

  • 1/25/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط – تواصل جبهة البوليساريو الانفصالية الترويج لوجود حرب بينها وبين المغرب، حيث أعلن الانفصاليون مساء السبت قصفهم معبر الكركرات على الحدود المغربية الموريتانية، فيما قللت الرباط من أهمية الإعلان عن الهجوم. وأفادت مصادر مغربية مطلعة، بأن الوضع في الكركرات هادئ وطبيعي، وأن حركة المرور بين المغرب وموريتانيا وما بعدها إلى أفريقيا جنوب الصحراء “غير مضطربة بأي شكل من الأشكال”. وأضافت المصادر لوكالة الأنباء المغربية، أنه “بالرغم من الاستفزازات، دون تأثير، من قبل ميليشيات البوليساريو، فإن الوضع في الكركرات، كما في جميع أنحاء الصحراء المغربية، هادئ وطبيعي”. وأوضحت أنه “تم تأمين حركة المرور بالكركرات من قبل القوات المغربية”، مذكّرة بأنه “منذ شهر نوفمبر الماضي، تقوم ميليشيات البوليساريو باستفزازات في رد فعل يائس على تأمين حركة المرور”. وتابعت “تحاول دعاية الجزائر – البوليساريو عبثا ودون جدوى إظهار المنطقة بمظهر منطقة حرب عبر ترويج أخبار زائفة ونشر بيانات حرب وتقارير ومقالات يومية حول اشتباكات وهمية”. وقال مسؤول مغربي كبير في الرباط، في اتّصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، إن “ضربات شنت قرب منطقة الكركرات، لكنها لم تطل الطرق، وحركة المرور لم تتعطل”. واعتبر أن الهجوم يأتي “في إطار حلقة من المضايقات المتواصلة منذ ثلاثة أشهر”، مضيفا أن “ذلك مستمر منذ بعض الوقت، وتوجد رغبة في خلق حرب دعائية وإعلامية بشأن وجود حرب في الصحراء”، لكن “الوضع طبيعي”. 72 بلاغا في "البروباغندا الحربية" صدرت عن البوليساريو، تزعم إلحاق أضرار بالجيش المغربي وتزامن إعلان البوليساريو عن الهجوم مع حملة شنتها صفحات موالية لها على مواقع التواصل الاجتماعي، عمدت إلى نشر مقاطع وصور لحريق شب قبل سنوات في سوق أغادير، مدعية أنها لقصف في المعبر، في حين تداولت وسائل إعلام محلية مغربية صورا ومقاطع فيديو من المعبر تؤكد أن الوضع مستقر ولا شيء يعرقل حركة المرور. وقال موقع “هسبريس” المحلي إن “الجبهة الانفصالية تُواصل التركيز على ‘البروباغندا الحربية’ منذ تحرير معبر الكركرات في الثالث عشر من نوفمبر الماضي، وأصدرت إلى حدود مساء السبت عددا كبيرا من البلاغات العسكرية، وصل إلى 72 بلاغا، تزعم من خلالها إلحاق أضرار بشرية ومادية بالقوات المسلحة الملكية”. ومن غير المعروف ما إذا كان هذا الحرص على الإيحاء بوجود حرب في المنطقة يهدف إلى بث الرعب في صفوف المدنيين الذين يمرون من المعبر أم أنه يعكس إحراجا جزائريا جرّاء فقدان المبادرة، ولهذا تحث الجزائر البوليساريو على القيام بأي تحرك حتى لو كانت كلفته السياسية تسجيل انتهاك لوقف إطلاق النار. وعزت مصادر سياسية مغربية تصعيد البوليساريو، ومن خلفها الجزائر، إلى التشويش على إنجازات المغرب التي تحققت في الأشهر الأخيرة، والأهم إبقاء القضية تحت المجهر مع صعود إدارة أميركية جديدة، تأمل الجبهة في أن تتبنى نهجا مخالفا لنهج سابقتها. وكانت جبهة البوليساريو بعثت الثلاثاء برسائل متضاربة تعكس ارتباك موقفها، حيث أعلنت استعدادها لاستئناف المفاوضات مع الأمم المتحدة حول وضع الصحراء المغربية، لكنها قالت إنها لا تنوي وقف العمل العسكري. وقال سيدي ولد أوكال، الأمين العام لوزارة الأمن، “في المدة الماضية، أعطينا ثقة كاملة للمجتمع الدولي وأوقفنا الكفاح بصفة نهائية وانتظرنا 30 سنة”. وأكد ولد أوكال خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، بمشاركة الممثل الدائم لجبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة عمر سيد محمد، استعداد الجبهة للتفاوض من خلال أي وساطة، مضيفا “بالنسبة إلينا هذا العمل العسكري سيستمر سواء بالمفاوضات أو دونها”. وأوقفت جبهة البوليساريو في منتصف نوفمبر العمل بالاتفاقية الموقعة في عام 1991، بعدما قام المغرب بنشر قواته في منطقة منزوعة السلاح على الحدود مع موريتانيا لتأمين الطريق الوحيد إلى غرب أفريقيا. وأطلق المغرب في الثالث عشر من نوفمبر الماضي عملية عسكرية في منطقة الكركرات العازلة في الصحراء المغربية على الحدود مع موريتانيا، من أجل “إعادة إرساء حرية التنقل” المدني والتجاري في المنطقة. وأدان المغرب “الاستفزازات” بعد إقفال عناصر من جبهة البوليساريو الطريق الذي تمر منه خصوصا شاحنات نقل بضائع نحو موريتانيا وبلدان أفريقيا جنوب الصحراء. ودعت الأمم المتحدة طرفي النزاع إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار واستئناف مسار التسوية السياسية. وتوقفت المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة وتشارك فيها أيضا الجزائر وموريتانيا، منذ ربيع عام 2019.

مشاركة :