قال الدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية، ووزير الشباب والرياضة الأسبق، إنه قبيل ثورة 25 يناير كانت هناك أوضاع ومشكلات برزت للساحة بشكل تراكمي منذ أعوام 2005 و2006 وتمحورت في عدة قضايا، أولها طول مدة البقاء في الحكم أو عدد من الوزراء، وثاني الأسباب ما تردد عن وجود نية للتوريث من الأب إلى الابن وعدم وجود رد حاسم وقتها.وتابع في لقاء عبر برنامج " كلمة أخيرة"، الذي تقدمه الاعلامية لميس الحديدي على شاشة " ON" في فقرة خاصة لقراءة مسار ثورة 25 يناير بعد مرور عقد عليها في عام 2011، قائلا: "حتى عندما جاء الرد كان متأخرًا .. ثالث الاسباب التي لم يركز الكثيرون فيه هو الالتباس في آخر ثلاثة أشهر قبيل الثورة وهو هل سيترشح الرئيس مبارك نفسه مجددًا أم لا ؟ وكانت الإجابة وقتها نحن ننتظر رأي الرئيس. .لكن عاوز أقول حاجة واضحة في مصر كان ولايزال الرئيس هو الحلقة المحورية في نظام الحكم".وتابع: "لابد أن يحترم هذا الموقع وأن يتمتع بقدر كبير من الاستقرار وإذا حدث أي لغط أو التباس حول هذا الموقع النظام كله يهتز".وواصل: "لازلت أذكر تصريحا لعمرو موسى وقتها ذكر فيه أنه في حال لم يترشح الرئيس مبارك ستكون الساحة مفتوحة والعكس؟ وحدث التباس وقتها لم يحسم أدى لنوع من الاضطراب النفسي في دوائر الحكم وللرأي العام".وحول شهادته أثناء وجوده في الحزب الوطني ومتى شعر بالخطر وأن هناك ثورة قادمة قال: "رأيت أوضاعا وقتها لايمكن استمرارها والتغيير كان هييجي إزاي ومنين مكنتش عارف؟ بس كنت عارف إن فيه أوضاع لا يمكن استمرارها".وأكد أنه شعر بوجود مشكلة عندما حدث لغط وغموض حول نية الرئيس الراحل مبارك الترشح من عدمه، قائلا: "لو مافهمناش خطورة موقع رئيس الجمهورية وأنه من الضروري دائمًا أن يحاط بمناخ من الاستقرار النفسي ويطمئن الناس هيقعد ولا هيمشي وإمتى؟ ومن الاشخاص المحتملين لخلافاته؟".وأكد أنه استشعر ان نظام مبارك قد انتهى عشية الجمعة "جمعة الغضب" 28 يناير لعدة أسباب، أهمها عدم قدرة النظام على الاستجابة في التوقيت المناسب وبردة الفعل المناسبة قائلا: " أي قرار سياسي صحيح إذا جاء في غير موعده لا يفيد ولو جاء بقدر اقل أو أكثر من حجم التحدي لا يجدي وللاسف استجابات النظام دائمًا كانت متأخرة وأقل مما ينبغي".وأوضح أن جماعة الإخوان المسلمين كان بينها وبين نظام مبارك صفقة ما قائلا: "الدليل على كدة كنت مروح بيتي مرة ولقيت يفط الاخوان في الشوارع تحمل شعارهم المعتاد " وأعدوا لهم ما استطعتم " وشعار السيف ولما روحت اجتماع قلتلهم ياجماعة فيه يفط كذا وكذا ؟ وانا لا أعتقد أن هذا كان سيحدث بهذه الجرأة إلا في ظل وجود صفقة ما أو تفاهم بين الجماعة ونظام مبارك ووقتها سألت قالوا مفيش إتفاق في الحزب الوطني واصدرت وقتها تصريحًا ذكرت فيه انه لا يوجد أية صفقات مع جماعة الاخوان المسلمين، ورد عليّ وقتها مهدي عاكف مرشد الإخوان المسلمين وقال: "علي الدين هلال مستواه السياسي أقل من معرفته بمجريات كيف تدار مصر .. بعدها فهمت أن هناك صفقة خارج الحزب وليست من داخله في عام 2005".وأكد أن هذا التعاون أو التفاهم يعود لعدة أسباب وقتها أولها ضغوط الامريكان ورغبة في تخويف الامريكان من فزاعة الاخوان؟، أو وجود فكرة الاحتواء للجماعة.وتابع: "لم أكن موافقا على هذه النظرية أو التفاهمات ولم اقبل بذلك وحذرت من ذلك علنًا في عامي 2007 و2008 وكنت اقول وأحذر وقتها رغم أن الاخوان يقدمون أنفسهم كفصيل سياسي لكن في أعماقهم وافكارهم ترسخ لفكرة القتل والعنف".وأتم قائلا: "في إنتخابات 2010 هذه جزئية لم يلتفت إليها كثير حين تبنى الحزب الوطني قضية ودعوى للنائب العام يطالب فيها بوقف اي نشاط سياسي في مصر يتم لجماعة الاخوان المسلمين خاصة أنه في هذا الوقت كان لدى جماعة الاخوان وقتها مقر مكتب الارشاد يزوره السفراء ويكفي ان جون كيري وزير خارجية اوباما قام بزيارته في ذلك الوقت ومن ثم بهذه الصيغة منحت صبغة قانونية لمكتب الارشاد رغم أن الوثائق المصرية تدحض ذلك". كشف وقتها أن النائب العام وقتها لم يحرك القضية قائلا : " هذه هي احد العوامل التي دفعت الاخوان للانتقام بأن يكونوا ذوي جاهزية للتحرك ومواجهة النظام خاصة أنهم لايملكون أوراقا رسمية تثبت أن الاخوان جماعة أهلية أو حزب سياسي ".
مشاركة :