أظهرت دراسة أن تغير المناخ قد يجعل بكتيريا تعيش في المحيط تتطور بشكل يهدد بقاءها والدور الهام الذي تلعبه في سلسلة الغذاء. ويركز البحث الذي نشر، الثلاثاء، في دورية نيتشر كوميونيكيشنز على بكتيريا زرقاء (تريكوديزميوم) وتوجد في مياه استوائية مثل البحر الأحمر والحاجز المرجاني العظيم قبالة أستراليا وفي مناطق حول هاواي والكاريبي. وتلعب هذه البكتيريا دورا هاما في سلسلة الغذاء في المحيط لأنها تحول غاز النيتروجين الموجود في الغلاف الجوي إلى أشكال حيوية يمكن أن تستخدمها كائنات أخرى مثل النباتات المغمورة، وفقا لوكالة رويترز للأنباء. وتوفر النيتروجين بكميات كبيرة ضروري لدعم قطاع كبير من الحياة البحرية بدءا من الطحالب حتى الحيتان. وخلص فريق من الباحثين في جامعة ساذرن كاليفورنيا إلى أن هذا النوع من البكتريا الزرقاء تولد المزيد من النيتروجين وتتكاثر أسرع لدى تعرضها لمستويات عالية من ثاني أكسيد الكربون والمفترض أن يتوفر في محيطات العالم عام 2100 بسبب التغير المناخي. وتقول الدراسة إنه على الرغم من أن هذا التكيف والتطور قد يكون مفيدا من الناحية البيئية بالنسبة لمناطق بعينها في المحيط، إلا أنه قد يضر البكتيريا نفسها على المدى الطويل لأنه يجعلها تلتهم بسرعة كل مواردها المتاحة المغذية مثل الفوسفور والحديد. ويقول ديفيد هاتشينز أستاذ العلوم الحيوية في جامعة ساذرن كاليفورنيا إن التغير والتطور الذي رصده فريقه في المختبر حين عرض بكتيريا التريكوديزميوم إلى مستويات عالية من ثاني أكسيد الكربون لا يعد تطورا صحيا للكائن الحي. وأضاف في بيان: "آخر شيء تريده أن يحدث هو أن تواجه بمعدل نمو مرتفع كهذا في حين لا يوجد ما يكفي من مواد غذاء. هذه استراتيجية خاسرة في معركة البقاء".
مشاركة :