الروايات غير المكتملة، هي التي لم ينته مؤلفوها من كتابتها بسبب مرضهم أو وفاتهم، أو عزف الكاتب عنها لفقدان الشغف تجاه العمل، أو وجد أنه لا يستحق، وبعض هذه الأعمال وجدت طريقها للنشر بعد وفاة الكاتب أو في حياته، من خلال الصحف أو المجلات الأدبية أو دور النشر."لماذا ينبغي أن نقرأ الروايات غير المكتملة"، في هذا المقال الذي نشره الأكاديمي ماثيو ريدمون في موقع المختصص في الأدبي، أبرز فيه أهمية هذه الروايات.فيقول "ريدمون": "درست مرتين خلال السنوات الثلاث الماضية، مقررا لطلابي بجامعة "ستانفورد" بعنوان " الروايات غير المكتملة"، وكما هو متعارف عليه في تدريس المقررات الدراسية، كانت هناك أسئلة مهمة منها لكل عمل أدبي منها النطاق الجغرافي، والفترة التاريخية التي كتب فيها الرواية، وركزت في هذا المقرر على الروايات غير المكتملة في القرن التاسع عشر أو الذي يعرف بـ" العصر الفيكتوري"، وتحديدا ثلاثة أعمال مهمة لكتاب بارزين، وهم رواية "سانديتون" لجاين أوستن، والتي تحولت لمسلسل تليفزيوني في عام 2019، لم تكمل "أوستن" روايتها بسبب معاناتها مع مرض سرطان الغدد اللميفاوية والذي عرف وقتها "بمرض أديسون" والتي توفت بسببه في عام 1817.وأضاف: أما الرواية الثانية فهي "حكاية آرثر غوردن من نانتاكيت" الرواية الوحيدة التي كتبها "إدجار آلان بو" ونشرت في عام 1838. والعمل الثالث والأخير هنا رواية "لغز إدوين درود" للكاتب تشارلز ديكنز والتي نشرت عام 1870.وتابع: رغم شهرة مؤلفي هذه الروايات ووضع رواياتهم ضمن الأعمال الكلاسيكية إلا أن هذه الأعمال غير المكتملة لم تلق قبولا من قبل القراء ولم تحظ بشهرة كغيرها من مؤلفاتهم، ولعل السبب في ذلك هو ابتعاد القراء عن الروايات- غير المكتملة، لافتقادها عمود من أعمدة الرواية، أو عنصر أساسي من عناصرها."ريديمون" يطرح سؤالًا فيقول:" ما العوامل التي على أساسها يمكن الحكم بأن العمل غير مكتمل؟!، فيجيب من الصعب معرفة ما يجعل رواية، أو أي قطعة من الكتابة، منتهية بالفعل؟ هل هو النشر "نشر الرواية"؟ بالطبع لا، فقد نشرت مسودة رواية "إدجار آلان بو" أثناء حياته رغم أنها مليئة بالثغرات في الحبكة والأخطاء مثل اختفاء بعض الشخصيات دون أي مبرر واضح.وأكمل: هل من يقرر اكتمال العمل هو المؤلف؟ الإجابة لا، فالكاتب المسرحي الشهير إدوارد ألبي نشر مسرحيته التي عرضت لأول مرة 1958 بعنوان "هوم لايف"، في كتاب بعنوان " قصة حديقة الحيوان" في عام 2004، أي بعد ما يقرب من 5 عقود على عرضها على خشبة المسرح.ويعتبر "ريديمون" القراءة وحدها والقارئ، هما من يقررا هل العمل الأدبي منتهي ومكتمل أم غير ذلك، الكاتبة كلير بيتيت تقول في، في كتابها "الأشكال التسلسلية"، أن التسلسل - غير المكتمل في أكثر حالاته انتشارًا - هو السمة المميزة للحداثة.ويضيف الكاتب في ختام مقاله: "كما أن أهم فائدة للروايات غير المكتملة. عند قراءتها، هي تعلم أفضل السبل لوضع أنفسنا في عالم غير مكتمل. ونتعلم أيضًا كيفية تنظيم هذه الاحتمالات التأويلية للنص، وفي بعض الأحيان قد يمكننا أن نجعله أكثر واقعية؟
مشاركة :