يعطي تعيين قادة جدد للجيش في نيجيريا بارقة أمل في بلد تمزقه نزاعات عديدة، لكن التحديات الأمنية كبيرة على الأرض ويبدو أن تخطيها سيكون صعباً. واستبدل أول من أمس، كل من قائد القوات البرية والجوية والبحرية ورئيس هيئة الأركان، كاستجابة لأشهر من التدهور الخطير للوضع في كافة أنحاء أكبر بلد أفريقي من حيث عدد السكان. وقال مدير الأبحاث في شركة الاستشارات الأمنية «اس بي أم انتليجنس» إيكيميسيت إيفيونغ إن «نيجيريا في وضع هش. تواجه كل مناطق البلاد تحديات أمنية تهدد تقريباً وجودها». يواجه الجيش الذي يعاني من نقص تمويل ومن الضغط في مناطق البلاد الأربع، تمرداً دامياً منذ أكثر من عشر سنوات في الشمال الشرقي، ومجموعات إجرامية منظمة في الشمال الغربي والجنوب الشرقي الغني بالنفط. ويتصدى الجيش أيضاً لمحاولات انفصالية في بيافرا سابقاً (جنوب شرق)، وتزايد مهول للخطف مقابل فدية في كافة أنحاء البلاد، وتصاعد كبير في القرصنة في المياه المقابلة لسواحلها والتي أصبحت في السنوات الأخيرة من بين الأخطر في العالم. من جهته، يرى المحلل في معهد «توني بلير للتغيير العالمي» بولاما بوكاري أن هذه التعديلات في قمّة المؤسسة العسكرية تشكّل خطوةً مهمة في اتجاه إحداث تغيير في الأوضاع على الرغم من أنها لن تغير المعادلة على الفور. وقال: «رأينا العسكريين على الأرض يفقدون الثقة بقيادتهم، وبشكل أشمل النيجيريين أيضاً... في الحرب، معنويات الجنود، ودعم الرأي العام، توازي المعارك أهميةً». وانتخب الرئيس محمد بخاري، الجنرال السابق الذي قاد انقلاباً في الثمانينيات، عام 2015 على وعد سحق التمرد الذي أسفر حتى الآن عن مقتل 36 ألف شخص على الأقل ونزوح مليونين. لكن وبعد ست سنوات على انتخابه، لا يزال تنظيما «بوكوحرام» و«داعش» في أفريقيا الغربية يسيطران على مناطق ريفية شاسعة وطرق استراتيجية يقومون من خلالها بهجمات وعمليات خطف لجنود ومدنيين وأعضاء في منظمات غير حكومية. وفي العام 2019، اعتمد الجيش «استراتيجية المعسكرات الكبرى»، التي تهدف إلى تقليص عدد القواعد العسكرية الصغيرة للاستفادة من تلك الأكبر حجماً والأكثر أمناً. منذ وصول بخاري إلى السلطة، ساد انعدام الأمن كافة أنحاء البلاد تقريباً. وينتشر الجيش في 35 ولايةً «محافظة» من أصل 36. حالياً، يعيش نحو نصف النيجيريين الـ 200 مليون بما دون 1.90 دولار في اليوم. وتضمّ البلاد، مع الهند، العدد الأكبر من الفقراء في العالم. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز كلمات دالة: الجيش، نيجيريا، نزاعات، داعش طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App